دخلت غرفتي
ووقفت امام مرآتي
اتذكر ملامحي
فما رايت الا عينان
بهما كم هائل من الاحزان
بقايا دموع حارقة
احرقت خدا توهج يوما بكم
تركت امرآتي
وانزويت بمكان قصي من غرفتي
من ذاك الركن البعيد
اتتذكره
ذاك الركن الذي انشئ لي خصيصا
جلست فيه
كفراشة صغيرة
مكسورة الجناح
تتذكر ايام التفاف كل الازهار بها
وعناق الروح للروح
ضممت راسي المثقل بالذكريات بين يدي
بكيت بكاء اطفال مقهورين
ناشدت الظلام ان يستر ضعفي
لاني خسرت نفسي
ولان الدنيا اظلمت في عيني
وضاق بي الوجود
ولم اجد نفسي الا مع ذكريات مليئة بالاحزان
احاول الهروب منها
الى بلاد غريبة
لا اعرف طرقاتها
ولا تعرفني جدرانها
لكن ذاكرتي اللعينة تخذلني
وترسمكم في الوجوه
وعلى كل الجدران
وفوق الرمال التي لا تاثر فيها مياه بحر
ولا تلاطم امواج
لا تحزن يا قلبي
فما عاد لك الان الا دفاتر وصفحات
قلبها ..وانظر احلاما رسمتها
بدماء الوريد
وازهارا زرعتها
وكم انعشك رحيق عطرها
انظر الى بقايا ورود
اهديتها لهم كان يانعة
فصارت يباس
اقرا يا قلبي بين السطور كلامهم...ووعودهم
واذهب الى اخر الصفحة
لتمضي قرار بعدك عنهم
وقرار الفناء
لا تحزن يا قالبي
وقد اصبحت عابر سبيل
تقطن قشور الذاكرة
بعد ان اسكنتهم الخافق والوريد
انهض يا قلبي
ولا تحزن
انهض شيع جنازة احلامك
مرر يمينك على راسك كاليتيم
وامسح دموعك
قدم زهور العزاء لنفسك
فما كنت يوما الا عابر سبيل