2010-12-13, 16:29
|
رقم المشاركة : 489 |
إحصائية
العضو | | | رد: الأستاذ : صباح مساء | محبة الناس يقول الجاحظ : " ينبغي لمُحبِّ الكمال أنْ يعوِّد نفسه محبَّة الناس ،
و التودُّد إليهم ، و التحنُّن عليهم و الرَّأفة و الرحمة لهم " . فمنْ منَّا تَسَعُه نفسه و أدواته أن ينال أبسط الأمور وحده دون عونٍ من الله أو أيٍّ من خلقه .. إنَّ لطالب الكمال و المنال أن يدرك أنه لا ينال شيئًا دون مشاركة الآخرين له ، لأنَّه لم يوجد شيء من عدم ، فقد وجد الله له كل شيء ابتداءً ثم سخَّر له الخَلق لتطوير و صقل الموجودات اتِّباعًا ، فلنبادر بالشكر و العطاء و الرحمة و الحنان لكل من حولنا لأنه شريك في النجاح و لو بالدُّعاء . و أمَّا مَنْ شَحَّ بلسان الشُّكر و امتنان القلب ما قرب من الكمال و ما ذاق طعم الإنجاز .. إنَّ تبادل الحب مدعاةٌ لحسن المعاشرة و جميل الصُّحبة ، و يتجلَّى جماله في تلك العلاقة التي تربط بين الناس و قرابتهم .. فهي تبنى على حب القريب و نفع الصَّديق لتجعل العلاقة أكثر أُنسًا و أنفع مجالسة .. كيف لا ؟؟ و قريبك قد جاد لك بمودَّته ، فقد جعلك عديل نفسه ، فأولُ حقوقه اعتقادُ مودَّته ، ثم إيناسه بالانبساط إليه في غير محرَّم ، ثم نصحه في السِّر و العلانية ، ثم تخفيف الأثقال عنه ، ثم معاونته فيما ينوبه من حادثة ، أو يناله من نكبةٍ ، فإن مراقبته في الظَّاهر نفاق ، و تركه في الشدَّة لؤم . كان خالد بن صفوان يقول عندما يسأله الرَّجل : " أ أخوك أحبُّ إليك أم صديقك ؟؟ فيقول : " إن أخي إذا لم يكن إليَّ صديقًا لم أحبّه " يتفوَّه بتلك الكلمات لتلامس أرضه واقعًا عاشه نبيُّه عليه الصلاة و السلام عندما جعل من القرابة صحبة صالحة و خلة وفيَّة ، فعندما سألوه عن محبته أجابهم بنفسٍ قد ثرت بالأدب القرآني إجابة جعلت كل واحد منهم يشعر بحبِّه و مودته ، فخرج علي و جعفر و زيد و هم من حبِّه ينهلون و بسنته يقتدون .. إنَّ من أراد النّخبة له دارًا و مسمَّى ، فعليه بحياةٍ تموج بأمواج الإيمان العمليّ لتجعل من الأرض رسالةً يستحقُّ للمرء كتابتها .. ،،،،،،،،،، فعظْ نفسك بهذه المواقف و كنْ لقرابتك نعَم القريب و الناصح إن تناولهم شخصٌ بسوءٍ فصُدَّ عنه إنْ أخطؤوا فصوِّبْهم إنْ احتاجوا فأجبْهم إنْ انقطعت حيلتك فالتزم الدُّعاء لهم | التوقيع | الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة" | |
| |