سيدة في عقدها الثاني تدخل مكتبي وفي يدها طفل شبه ميت , بصوت مخنوق تقول
انقذي ابني لوجه الله
قمت مسرعة اليه رمته بين يدي كانها تسلمه للحياة , لم انتبه الى ملامحها بل كنت انظر الى الطفل ذي الست سنوات وقد اعتلته صفرة افزعتني كأن الموت قد ازف .
طلبت من المساعدة تنزع عنه ملابسه للفحص وتساعدني في كشف ما الم به, وليتها لم تفعل ,مارايته كان فظيعا,آثار عنف واغتصاب عنيف شنيع,اغتصاب لبراءة لم تعش في الدنيا الا بضع سنين..
اغتصاب لطفولة لم تعرف مدى الشر الكامن في النفوس,ومدى قسوة زمان به اناس اقتلع الخير من قلوبهم وافعالهم وتمسكت ايديهم بايدي الشيطان.
حاولت بكل ما املك اسعافه ودموعي منهمرة قهرا وحسرة, وبين صحو واغماء كان الطفل يفتح عينيه لينظر الي بعيون شاكية باكية مستغربة,كنت امسك يده الصغيرة واربت عليها كنوع من الاطمئنان ولم اجد نفسي الا وانا انحني لاقبل جبينه ويديه .
كان لزاما علينا تدخل جراحي سريع لوقف نزيف مهول,ناديت زميلا جراحا قام باللازم ....
بعد انقاذ الطفل وفي مكتبي ,كانت الام مصدومة تبكي بحرقة ابنها الوحيد ما ان راتني حتى وقفت متجمدة في مكانها ,انتظرت ان تبدا بالكلام وتسال عن اشرف , لكنها لاذت بالصمت ,وعيونها تتكلم وتسال وتقول الكثير..
طلبت منها الجلوس,حاولت ان اهدئها واخلق جوا من الطمئنينة,فنظرت الى وجهها جيدا هذه المرة ,وجدت وجها ذابلا يوحي ان عمرها تجاوز السبعين ,عيناها الغائرتان تظهران قسوة الزمان عليها ..
سالتها
ما اسمك؟
طأطأت راسها وهي تجيب
عائشة
هل انت متزوجةيا عائشة؟
نعم من 8 سنوات
اين ابو اشرف؟
بالبيت
لم لم يأت معكما؟
وهل يجرا ؟ لم يأت ولن يأت وقد لا اجده بالبيت حين عودتي
ما الذي حدث؟
اشرف ..ابني حبيبي اغتصبه ابوه.........
كانت الجملة كالصاعقة على مسامعي وعلى قلبي نطقتها ودخلت في بكاء ونحيب مرير وكان تحكي اشياء لم افهم منها شيئا
طلبت منها ان تهدا والا تحكي شيئا,فما يهمني انا هو انقاذ اشرف,الباقي ستتكلف به الشرطة..
قالت
نعم اريد الشرطة,اريد كل شرطة العالم,كل قضاته كل من له صلة بالقانون لينصف ابني وينصفني..
انهارت الام ودخلت في غيبوبة لمدة خمسة ايام ,كان اشرف فيها يحاول ان يستعيد الحياة بلا روح وقد فقد بريق الابتسامة البريئة على محياه وبعينيه.
ايها الآباء ,ايها المجتمع العادل ,اناشدكم ان ربوا اجيالا تخاف الله وتتقيه
ايها الشرفاء لا تسكتوا عن الحق فالساكت عن الحق شيطان اخرس
ايها المجتمع الظالم الطاغي كف عن ظلمك وابعد عن البرائة الطاهرة
اسال الله الهداية للجميع وان يرزقنا حسن الخاتمة