باسم الله الرحمن الرحيم " إنا لله و إنا إليه راجعون " خلال الشهرين الأخيرين ، شغلني مرض شقيقي و حبيبي عن معانقة المنتدى و رواده ... كنتُ أعلم أنكم تسألون عني ، لأني أدرك إدراك اليقين مدى حبكم لشخصي وأسرتي و عائلتي .. وفي اليوم الذي كنت أتأهب ل " مصارحتكم " بسبب الغياب الطويل ، والمؤذن يؤذن مناديا لصلاة الجمعة .. تصعد روح أخي إلى حيث خالقها و بارئها ، ملاقية ربها مطمئنة طامعة في رحمة الكريم .. وتاركة أمامنا جسدا ، بتنا نحلم أنه سيتحرك من جديد !!! أخي يصغرني بثلاث سنوات ، أب لثلاث بنات .. الابتسامة لا تفارق محياه ، مرضيا مهديا مع الوالدين و جميع أشقائه و شقيقاته .. ويكفيه فخرا أن والدتنا لا تناديه باسمه المعروف " مصطفى " ... وإنما كانت تفضل كلمة " الجواد " حيث كانت تسكنه صفة الكرم إلى حد النخاع .. فقميصه الذي يستر جسده ، لا يتردد في خلعه صدقة لوجه الله .. ظل جوادا كريما حتى وهو على فراش المرض... اختار الورم الخبيث أن يسكن في الشق الأيسر من المخ ، و يذهب ببصره وبعضا من حركة رجله اليسرى ... أحبه كل الأطباء و الممرضين ، وكانوا يتمنون أن تنجح العملية ، ويعود لحياته الطبيعية .. مرت العملية الأولى ، ثم الثانية .. يظل يومين تحت العناية المركزة ، وفي اليوم الذي حرّك فيه أطرافه ، وأشار إلينا أنه يسمعنا .... يختار الواحد الأحد أن يُنهي أجله المقدر .. يارب ، يا ألله ، يا ودود ، يا رحيم .... أخي يطمع في رحمتك و غفرانك ، يطمع في عفوك و شفاعة حبيبك محمد صلى الله عليه و سلم ..فاللهم لا تحرمه جنتك .. واللهم يمّن كتابه ، ويسّر حسابه ، واجعل قبره روضة من رياض الجنة يارب . أخواتي ، إخواني ... لا أدري كيف أشكركم على قربكم الشديد ، و تعازيكم و مواساتكم التي أسكنت فيض الحزن بقلوب أفراد عائلتي .. أشكر كل من كتب حرفا ، وأشكر كل من اتصل هاتفيا ... لله ما أعطى ، ولله ما أخذ ... واللهم الحقنا به مسلمين مؤمنين ، عابدين شاكرين ، لا مبدلين ولا مغيرين ..آمين ياأرحم الراحمين.