عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-06, 21:32 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي معاناة بالجملة للتلاميذ بثانوية تانفنيت الاعدادية باقليم خنيفرة


معاناة بالجملة للتلاميذ بثانوية تانفنيت الاعدادية باقليم خنيفرة


هبة بريس

هبة بريس : 06 - 12 - 2010
ثانوية تانفنيت الاعدادية تعيش وضعا مزريا بين جهل الاباء وقصور الابناء وحيف النيابة وتجاهل المجلس الجماعي .. التلاميذ بثانوية تانفنيت الاعدادية يزحفون نحو المجهول..
بنيت ثانوية تانفنيت الاعدادية ، التي تقع في جماعة ام الربيع القروية على بعد 12كلم من مدينة مريرت ، اقليم خنيفرة ، في اطار المخطط " الاستعجالي " - والاسم ينطبق على المسمى - للتخفيف من حدة الهدر المدرسي في العالم القروي . وقد تم افتتاح المؤسسة برسم الموسم الدراسي2009/2010 .
عرفت ثانوية تانفنيت الاعدادية تعثرا منذ انطلاقتها.... فقد بنيت المؤسسة من دون داخلية او دار للطالب ومعظم التلاميذ توجد مقرات سكنهم بعيدا عن المؤسسة التي بنيت في " الخلاء " ، بعيدا عن المراكز والدواوير السكنية ، حيث يوجد اقرب مركز سكني على بعد 3 كلم على اقرب تقدير( مركز تانفنيت ) ومنهم من يوجد مقر سكنه على بعد 30 كلم او أكثر .. ولجأت النيابة التعليمية مع مجلس الجماعة المحلية إلى حلول ترقيعية لإيواء التلاميذ وخصص لهم مقر الجماعة وبعض البنايات التي كانت في ملكية شركة صينية لذلك ...
وامام تزايد عدد التلاميذ في الموسم الدراسي الحالي ( 2010/2011 )، طرح مشكل إيواء وإطعام التلاميذ بشكل أكثر حدة ، مما أخر الدراسة لأزيد من خمسة اسابيع ، نتيجة للارتجال الذي اتسمت به عملية التخطيط لمستقبل المؤسسة نقص حاد في المنح وتضارب المصالح والرهانات ..ونظرا لسياسة شد الحبل بين النيابة التعليمية والمجلس الجماعي المحلي وفيما بين اعضاء المكتب الجماعي ذاته...وبعد اخذ ورد ، رخصت الجماعة المحلية باستغلال بنايات " الشينوى " ؛ الشبيهة بسلعهم ؛ من جديد على اساس ان تتقاسم مع النيابة التعليمية إيواء التلاميذ للموسم القادم وهو ما ينذر باستمرار نفس المشكل ويشكل في نفس الوقت تهديدا لسلامة وحياة التلاميذ المكدسين في هذه البنايات " الخربة " ...
وفي استخفاف بمصالح التلاميذ وابائهم اقدمت النيابة التعليمية على انتزاع استاذين من المؤسسة احدهما استاذ لمادة الانجليزية وتم تكليفه للتدريس بثانوية ام الربيع بمريرت ، والثاني استاذ مادة الاعلاميات وكلف لتدريس الرياضيات بثانوية 11 يناير الاعدادي بتيغزى - جماعة الحمام - وبالتالي فقدت المؤسسة مادتين تعليميتين... وقبلهما تم تنقيل استاذة لمادة الفرنسية بشكل غير قانوني الى نيابة الحاجب دون ان يتم تعويضها ... ولم تقف الامور عند هذا الحد فتغيبات استاذة اخرى لمادة الفرنسية ، التي تعتبر مادة اساسية ، واستمرارها في تسليم الشواهد الطبية لازالت متواصلة فلا تلتحق بالمؤسسة الا لتسلم شهادة أخرى بعد انتهاء الفترة المحددة للشهادة السابقة ، وبتواطؤ مع اطراف مسؤولة ، دون ان تتخذ اجراءات لردع مثل هذه السلوكات المشينة مما يمثل قمة الاستهتار والعبثية ، ودون ادنى مراعاة لمصير اطفال ابرياء وفي تحد صارخ لكل التوجيهات والمواثيق التربوية .. وحتى الحركة المحلية لم تنصف هذا المؤسسة المستضعفة فلم يتم تعيين أي استاذ لتعويض المنقلين ..
ان ترحيلات للاساتذة هاته اعتبرها التلاميذ تعسفا يمارس في حقهم ، وقد خلقت لديهم حالة من الاستياء والشعور بالاحباط والدونية ، مما جعلهم ينظمون سلسلة من الاضرابات - تنديدة واستنكارية - للمطالبة بحل استعجالي لما جاء به ما سمي تجاوزا بالبرنامج الاستعجالي لكن دون نتيجة فرضخوا للامر الواقع بعد ان تم تجاهل اصواتهم المحشرجة والضعيفة ...
ان الانطلاقة المتاخرة للدراسة بهذه المؤسسة في وسط احوج ما يكون الى تدبير امثل للزمن المدرسي - وفق ما جاءت به أخر الجعجعات التربوية - مع ضعف مستوى التلاميذ المنحدرين من الوسط القروي والمحتاجين إلى دعم نفسي و تربوي يليق بهم ، وحرمان هذه الفئة التعليمية من تلقي مواد كالاعلاميات مع العلم ان معظمهم لا يعرف ما معنى جهاز الكومبيوتر ولم تلمس يده فارة الحاسوب ..والانجليزية التي يدرسها اقرانهم بالمؤسسات الاعدادية الاخرى في المنطقة... والغياب او التغيب المستمر لاساتذة اللغة الفرنسية يجعل تلميذ ثانوية تانفنيت في وضع أكثر تعقيدا ، وسينعكس حتما على مستقبلهم التعلميمي .
وكما تعرف هذه المؤسسة نقصا في عدد الاساتذة بالشكل الذي ذكرناه ، تعاني من فقر في التجهيزات في كل المواد والمرافق ، ناهيك غياب المنظفات والاعوان ..وينضاف إلى ذلك غياب السكن الوظيفي – باستثناء سكن خاص بالمدير- الذي لم يتم تعيينه في المؤسسة – والموظف لإيواء عشرات التلميذات ..مما يحتم على الاساتذة التنقل اليومي بين مقر سكناهم والاعدادية المذكورة ،في اوضاع لا يحسدون عليها ..
وامام غياب جمعية للاباء تدافع عن مصلحة التلاميذ وتطالب بحقوقهم وعجز اولياء امورهم والحياد السلبي للمجلس الجماعي ، وحيف النيابة التعليمية ومعاملاتها التفضلية بين المؤسسات في غياب صارح للنزاهة والعدالة والشفافية ،وسياسة الكيل بمكيالين ، وانتهازية بعض الاساتذة : بين منتقل بدون وجه شرعي واخر لا يتقن الا الحصول على رخص التغيب و تبريرها بشهادات طبية مشكوك في مصداقيتها .
نتساءل : لماذا تبنى مثل هذه المؤسسات ان لم تكن الجهات المسؤولة قادرة على تحمل مسؤلياتها الاخلاقية والتربوية والقانونية والتدبيرية ؟ ومن ذا الذي سيعيد إلى المتمدرسين في مغرب االهامش بعضا من حقوقهم الدستورية ؟






    رد مع اقتباس