عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-28, 21:28 رقم المشاركة : 1
mariam10
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







mariam10 غير متواجد حالياً


a8 التوظيفات المباشرة عبث الوزارة


في غمرة تجند الجميع لإنجاح البرنامج الاستعجالي وانقاذ ما يمكن انقاذه في مدرستنا العمومية ،جاءت فكرة التوظيفات المباشرة لتشكل الثقب الذي سيفرغ هذا الاصلاح من محتواه ويفقده طراوته وزخمه.
لا ندري من هو صاحب هذا الاختراع العجيب الذي لم يسبقنا اليه أحد في الأولين والاخرين.لكن أن يصل الاستهتار بأفواج من المتعلمين بهذا الشكل ليحمل في طياته صنوفا من الامسؤولية وقصر نظر شديد.
فكيف يعقل أن يجز بأساتذة لم يتلقوا تكوينا محترما ومتنوعا ومعقولا من رحاب الكليات والجامعات الى الفصول الدراسية ليجربوا الخطوات الأولى في التدريس أمام فصول دراسية كاملة؟ إنه جوهر العبث بمصير أجيال خصوصا اذا علمنا أن هذه الأجيال في طور المراهقة وفي سن حساسة تحتاج الى أساتذة مروا من تكوين متكامل أوذوي خبرة وتجربة نظرية وتطبيقية .
سيقول قائل إنه بهذه التوظيفات تم تغطية خصاص كبير تعرفه اعداديات وثانويات وأنه تم انقاذ هؤلاء الوافدون الجدد من البطالة .والمغاربة بطبعهم حين يتعلق الأمر ب -طرف الخبز- يسكتون ويباركون فقط.
نعم نبارك للجميع ونتمنى لهم أياما مشرقة في وزارة لا تحسن إلا انتاج المشاريع والبرامج والورشات والمسميات الجديدة والغريبة حتى يبقى الصنبور مفتوحا. لكن ألا يوجد رجل عاقل في هذه الوزارة يقول كفى من هذا العبث ؟لماذا نفسد جبلا من الاصلاحات ببعض الملح.ثم ألم يفكروا في فتح الباب أمام مئات بل الالاف من المعلمين بصفة دائمة وأغلبهم حاصل على الماستر أو الاجازة في التدريس بالاعداديات والاستفادة من تجربتهم الميدانية .وكذا فتح الباب أمام أساتذة الاعدادي للتدريس بالثانويات بصفة دائمة.طبعا كل هذا في اطار حركة وطنية أو جهوية مقننة بمعايير واضحة تركز على نوع الشهادة المحصل عليها مع امتياز خفيف للعنصر النسوي في حال تساو النقط .ألن يخلق هذا حماسا كبيرا وسط هيئة المدرسين ورغبة في العمل ما دامت هناك أبواب جديدة للترقي ولو معنويا عوض انتظار الامتحانات المهنية وأهوالها ؟
ألن يكون مفيدا حينها توجيه أصحاب التوظيفات المباشرة الى التعليم الابتدائي ؟ ألن يكون أهون شرا ما دام أن عدد التلاميذ التي سيتكلفون بها قليل نسبيا وفي وسط قروي سيتيح لهم التأقلم بسرعة مع أجواء التعليم وبخسائر قليلة ؟
إن أكبر شيء يضرب الاستاذ في مقتل هو أن يرى زهرة شبابه تذهب في البوادي مضحيا في سبيل هذا الوطن ثم تأتي قرارات هوجاء تشعره بالدونية فيرى فتى غرا لم يكمل بعد الرابعة والعشرين وحاصل مثله على الاجازة يستفيد من توظيف مباشر و يدرس في وسط مدينته بحجة الخصاص...
أتمنى صادقة أن ينتبه مسؤولونا الى مثل هذه الاشياء الصغيرة وان يكن بدا فالأولى التفكير أولا في أصحاب الدار المجازين.
مجرد رأي فقط






    رد مع اقتباس