إلـيــك.. يا أمّــي.. رسالة واحدة.. إليك أمّي.. لن تطفئ حنيني.. بحار حروف.. بالكتابة إليك تغريني لو سخرت كل محابري.. لا.. لن تكفيني.. وبين محيطات مشاعري مجاهل..أجوب أغوارها.. بعزم ولا شيء يثنيني لأنني.. لتوّي.. طريقَكِ سلكتُ حين صرت أمّـاً.. فالأمومةَ علّميني.. لأول مرّة.. يا أمّي بدأت أستنكهُ تلك العذابات.. الآن فهمتُ كيف تحمّلت.. على مرّ السنوات.. على مرّ الشهور والأيام والساعات.. والليالي الطويلات.. والتثاقلَ تستعذبُ.. اللحظات.. وأنت ساهرة.. متيقظة.. للحركات.. للسكنات.. وصرت أُسِرّ لنفسي كل حين الآن بعد أن أدركتِ.. أتُراك تستطيعين..؟ أن تكوني حقأ أمّاً..؟ بنفس الحنان واليقين.. بنفس الرّقة.. والتفهم.. والّلين..؟ بنفس العطاء بلا حدود.. ولا تتذمّرين..؟ آهٍ.. وآهٍ.. يا أمّي.. كم تمنيتُ وتمنيتُ.. بضع أمانيّ.. لا أقلّ ولا أكثر أن أصير أصغر وأصغر وأنام بحضن كفّك الأيسر أذوب هناك.. أفنى.. وأصهر تمتصّني.. ترشفني أوردةُ إصبعك الخنصر وأبعث عبقاً.. من ثرى قدميكِ المعطّر علّني أصير لعصافيري مثلكِ ملاذاً.. قبلةً أو أكثر وبدُعائهم ليل نهار.. أسعى أن أنعم .. وبطيب الكلام.. أن أذكر آهٍ.. كم أحبّك..أمّي.. وكلّ يوم أشتاق إليك أكثر . . فــوزيـة أمــين. 11/10/2009