عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-18, 23:52 رقم المشاركة : 1
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

افتراضي رفقاً بنفسك بنيتي



رفقاً بنفسك بنيتي

رفقــاً
بقلم / محمد يونس - حوار بين ابنة وأبيها


أريد أن أصرخ .. أريد أن أبكي

لمَ يا روح فؤادي؟

تناقضات الحياة الصارخات أكاد بسببها أُجَن ... فإن تسرق أسهل من أن تحيا شريفا
وأن تزني أهون من أن تحيا عفيفا ... وإن تكذب تُصدَّق وإن تصدُق تُحارَب.


عافاك الله حبيبتي من شر الجنون .. رفقاً بنفسك بنيتي إنهاالدنيا


أوَلأنها الدنيا وجب عليَّ الدوران في طاحونة تناقضاتها والانزلاق على منحدرات خِداعِها وخِدَعِها.


بل لأنها الدنيا وجب عليكِ الوقوف بعيداً عن أوساخ تناقضاتها
تتأملين تلك الطواحين ومرتاديها .. تتعلمين من خطئهم وخطاياهم


أراك تفلسف الأمور كعادتك يا أبي


أي فلسفة يا حبة القلب.. إنها الحقيقة التي يجب أن تتبيني


أي حقيقة؟

أن كلمة الدنيا مشتقة إما من الدنو عكس العلو أو من الدناءة ..
وأنالمرء منَّا أحد اثنين ..
أحدهما يرى تلك الدنيا وكأنها كل شيء .. ينام من أجلهاولأجلها يصحو ..
يحب من أجلها ولأجلها يبغض .. يسرق من أجلها ولأجلها يقتل ..
حياته كلها تدور حولها ولها .. وهؤلاء النفر كُثرُ.

والآخر القليل؟
يراها كلجنة امتحان ..
لا عمل لأحد بداخلها سوى الإجابة على الأسئلةالكثيرة المتنوعة والمختلفة ..
منها الصعب ومنها السهل .. منها الإجباري ومنهاالاختياري ..
حتى إذا انتهى الوقت المحدد خرج وتسلم النتيجة على باب اللجنة ..
فإن كان خيراً خرج منها يقفز فرحا متمنيا لو أن الجميع اطلع على تلك النتيجة ..
أما إن كانت الثانية حاول العود إلى اللجنة لعله يحسن فيما أساء
لكن هيهات هيهات فالباب يسمح بالخروج ولا يسمح بالدخول.


والتناقضات التي أحكي عنها يا أبي؟


تلك هي الأسئلة؟


ألم أقل أنك تفلسف الأمور أبي الحبيب؟


يا بنيتي .. قلت إنها الحقيقة .. حقيقة الدنيا.


هل من إيضاح يا أستاذي؟


يا بنية إنها الدنيا التي قتل الأخ فيها أخاه بغير جريرة جناها
إنها الدنيا التي قام ساكنوها بتكذيب وقتل الأنبياء وهم خير خلق الله عليهم السلام فقط لأنهم يريدون هدايتهم صراطا مستقيما
إنها الدنيا التي قدَّم أحد ملوكها رأس نبي الله يحيي قربانا لخليلته
إنها الدنيا التي ألقي إِخوةُُ أخا لهم في غيابةالجب لا لسبب سوي حب أبيه له
إنها الدنيا التي بيع فيها يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم (نبيٌ بن نبيٍ بن نبيٍ بن نبيٍ) بثمن بخس دراهم معدودة .. تلك هي الدنيا.


لكـــــــــن ......


أي بنية .. وستظل الدنيا هي الدنيا .. فمازال الأخ يقتل أخاه
ومازال الأتقياء يُصلَّبوا ويقتَّلوا
وما زال الكريم بن الكريم يباع فيها بأبخس الأثمان
العهر فيها أصبح حضارة والطهر فيها أضحي حقارة
الأبيُّ فيها ضيقٌأُفُقُه والخسيس صاحب حنكة وخبرة


أو أكون مثلهم؟؟


إيّاكِ .. إذاً تكوني قد أجبت الإجابة الخطأ


وما الصواب؟


لا تفعلي مثلهم .. ولا تكوني من أشباههم ..
كوني من هذا النفر القليل واصبري وصابري ورابطي ..
كوني من هذه الثلة التي تعلم أن الحياة ليست هنا إنما هي هناك
حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر
يابنيتي .. يقول الصادق الأمين لا راحة في الدنيا ..
ويقول أصدق القائلين لقد خلقنا الإنسان في كَبَدٍ..
ويقول يا أيها الإنسان إنك كادح إلي ربك كدحاَ فملاقيه ..
وتطمعين بعد ذلك في راحة .. !!! إنها دار ابتلاء لا دار جزاء ..
داركد وكدح وليست دار السلام.


لم الصمت بنيتي ؟!!


أشعر أنه أبلغ من الكلام وأنت تفهمني يا أبي


وأبلغ منه قول القائل ..
سهر العيون لغير وجه الله باطل وبكاؤهن لغير فقده ضائع






التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

    رد مع اقتباس