عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-17, 23:02 رقم المشاركة : 1
أم عثمان
أستـــــاذ(ة) متميز
إحصائية العضو







أم عثمان غير متواجد حالياً


افتراضي سانتظره مدى الايام


دائما تورطني بتبادل الحديث مع شخص، فيما أفكر في شخص آخر لايكلف نفسه عناء الاتصال للسؤال عني ..كما عهدته دائما ..
إنك ترن دون انقطاع توصلني بأصوات لايهمني سماعها ،فيما اختفى هو خلف صمته المطبق ..
توالت الرنات تلو الرنات ،طمعت أن يتصل ،يسأل ،يشتاق ،يتلهف ....كلما أصدرت رنة أقفز متلهفة
ثم أنهار خائبة ...
من شدة ما توقعته وخابت توقعاتي كرهت رناتك ...
مرة ألححت على الرنين..وأصررت أنا على التجاهل ..أنت على التحدث ..أنا مترددة خائفة من صدمة ما ..
وأخيرا انصعت لرغبتك وإلحاحك فضغطت على زر الموافقة دون اكتراث للرقم الظاهر على الشاشة ...

-أسترق السمع ودقات قلبي في تزايد كبيرة محدثة ثورة عارمة ضدي -فاذا به يسألني عن أحوالي ..
أحسست وكأن هزة عنيفة زلزلت فرائصي ..دبت رعشة في جميع أوصالي ..وكتمت احتضاراتي ..وجففت دمعاتي اليتيمات
..وتابعت صمتي لتلعثم لساني ..ترددت بداخلي عدة أسئلة وأسئلة ..ما الذي دفعه إلى تذكري ؟هل هو الحنين ؟ هل هي الرأفة ؟هل طغت تسربات بقايا حبه بغتة إلى قلبه ؟أم ماذا ؟أسئلة بحجم الحيرة والفضاء تبحث عن إجابات ظنتها دفينة في مخيلتي ؟
هممت أن أختلق جوابا يخفف ولو للحظة من حدة ظنوني ويلملم شتات نفسي فلم أعثر بداخلي على شيء ..هربت مني الكلمات وخانتني المفردات ،فلم أعد أميز ما السؤال ؟ وما الجواب ؟
أطلقت زفرة مدوية تلتها آهة قوية كرعد اخترق صوته عنان السماء ،خلت فؤادي انفطر من هولها ،وأنا ممددة على سرير ي في عتمة ليل يرسل كلمات إلى روحي بثوب الذكرى واللحظات ..ليل يهمس في أعماقي ألحانا طالما استمتعنا بسماعها سويا ترسخت بفرط عشقها في داخلي وكياني ..ولازلت أحفظ كلماتها عن ظهر قلب مما يزيد شجن اضطرابي صخبا ...
وأنا في غفوة تعالت أصوات وحدتي توميء لي بالتماس العذر له كما لو أنه لم يذنب قط ...
أغمضت عيني من جديد وأطلقت العنان لدموعي لتجري وديانا على خدودي ولذاكرتي لتسبح بي في عالم الشوق ،وزمن الوصل ،حتى وإن تأخر الوقت سيجدني هنا دائما :
صابرة ،واقفة ،لا أكل، ولاأمل، ولايرهبني الفراغ ولا الزحام ..لا يضايقني لا النور ولا الظلام حتى وإن انتظرته مدى الأيام ...

بقلمي
17/11/2010






    رد مع اقتباس