اشترى بوعزة كبش العيد.أدخله لبيته فرحا.وما أن شاهدته زوجته ميلودة حتى اسودت الدنيا في وجهها ,وغضبت غضبا شديدا من زوجها.فقالت له للتو:’’لن أعيد بهذا القط أبدا أبدا.أنا عندما كنت أعيش مع أهلي ,كنا نعيد بالكبش الأقرن.ألم أوصيك بأن تشتري الكبش الرباعي ذو القرون الملتوية؟ لماذا اقتنيت لي خروفا يشبه قط أم طه؟ لازال لم ينبت القرون’’.وخيرته في الأخير قائلة: ’’شوف يا بوعزة ,إما أنا أو هذا الخروف في الدار’’.صدم الزوج ,وفكر مليا,فرك فروة شعره,ولم ينطق ببنت شفة.حمل الخروف,وذهب عند صديق له,اقترض منه ألف درهم,وأعاد الخروف لصاحبه.وتوسل إليه أن يزيده الألف درهم ويغيره بكبش أقرن رباعي.بعد أخذ ورد,قبل صاحب الخروف,وأعطاه ماأراد.رجع مسرعا عند زوجته,التي ما أن رأت الكبش ,حتى أطلقت الزغاريد فرحا,ووضعت له الحنة على جبهته تيمنا وبركة.وقالت للزوج :’’هاكذا نبغيك,الآن حمرتي ليا وجهي مع الجيران.سير يا بوعزة لهلا يحرق فيك شي عظم,راك راجل ونص’’.طأطأ الزوج رأسه,وابتسم ,وأحس برجولته قد عادت له,بعد أن كادت تضيع مع الخروف الصغير.
في اليوم الموالي,بينما الزوجة ميلودة تغسل ملابسها,والكبش قبالتها واقف,فظنها تطلب منه التناطح,فرجع للوراء وضرب بقائمه الأرض,وميلودة عنه غافلة,فنطحها نطحة كانت بمثابة الحلقة الأخيرة في مسلسل حياتها...
بوعزة وكبش العيد |