لاح اللفظ الرائق ، والمعنى الفائق .. فوجدتني أسبح رفقة سحابة أبت إلا أن تمطر شعرا ... نعم ، فقد استدرجتني القصيدة النثرية الرائعة لأخوض في ملاحقة الصور الشعرية الفاتنة ، والموسيقى الهادئة ..فولجت العالم الدافئ ، إلى الخيالات التي أمست ظلالا ، خيالات " سرقت " مني نفسي إلى حدّ اللذة و الاستسلام ! فاعتمادا على قيم الرمزية الخفيفة ، واللغة التخييلية الناضجة ، استطاع شاعرنا - وكما عودنا على ذلك - أن يجعل المتلقي يعترف و يفسر المجهول الكامن بين خلجاته الانسانية .. استطاع أن "يسمح " للنفس بارتياد الخيالات الساكنة ، والبوح بما أصاب الروح من خجل ! لقد ازدادت حبات العقد عددا ، وازداد معها الوجل الشديد ، وصار حمل الحقائب المكدسة بنوائب الدهر أمرا محثوما ..الزمان يغادرنا ، والانسان في شغل فاكه ! إنه القول الصادق ، القول المدهش ، إنه الشعرالمتجاوز لرتابة اليومي و المتداول ، شعر يعانق الكون المتعالي و المطلق ليصل ب " ذاته " إلى حد تحقيق الجمالية المطلوبة .. استوقفتنا التوابع البلاغية ، من استعارة و كناية و مجاز .. وتأكد لنا مدى حرص الشاعر على تحقيق المعمار الخارجي المنتج للأساليب الرائعة .. وما ذلك بكثير أو عزيز على أخي الشاعر ، الأستاذ هشام كبير . لك جميل المحبة .