عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-06, 22:32 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي واقع الامتحان التجريبي بالتعليم الثانوي التأهيلي بالمغرب: ملاحظات و اقتراحات


واقع الامتحان التجريبي بالتعليم الثانوي التأهيلي بالمغرب: ملاحظات و اقتراحات

إعداد : ذة: حياة شتواني

تنظم في بلادنا في نهاية كل سنة امتحانات تجريبية لفائدة السنتين الأولى و الثانية بكالوريا في جميع الشعب. ومن بين الأهداف المتوخاة من هذه العملية استثمار نتائجها في تخطيط العمل التربوي وتطويره،و العمل على تحسين مردوديته،ووضع التلميذ في جو شبيه بجو الامتحان الوطني الموحد، وتمكينه من القيام بتقويم ذاتي بحيث يرصد المجالات ذات الصلة بالامتحان، والتي يحتاج فيها إلى تحكم وضبط أكثر. كما يروم هذا الامتحان أيضا تمكين المدرس من إجراء تقويم لمردودية ممارسته التدريسية، واتخاذ الإجراءات الضرورية للرفع من نجاعة تلك الممارسة.
وإذا نظرنا إلى واقع الامتحان التجريبي ، نجد مفارقات كثيرة بينه وبين الأهداف التربوية المسطرة له؛ إذ يلاحظ عزوف التلاميذ عن خوض هذه التجربة، وتعاملهم معها بإسفاف كبير؛ فالأقسام فارغة منذ الدقائق الأولى من الامتحان، و العديد من أوراق التحرير خالية إلا من هوية صاحبها، و تحل بطاقات الهاتف العمومي محل المسطرة بشكل قارب الظاهرة.
ومما يزيد الطين بلة و الطنبور غنة، رداءة أوراق الامتحان التي تكون مكتوبة في الغالب بخط اليد، وعدم توزيع أوراق التسويد على التلاميذ، ودخول الأساتذة في مناقشات مع الزملاء في نفس القاعة أو مع الممتحنين، وتصريحهم لهم بعدم أهمية هذا الامتحان، وهذا لايزيد التلاميذ إلا استخفافا به.
وقد يسد الامتحان التجريبي مسد فرض من فروض المراقبة المستمرة في غياب المراقبة، وهذا يتنافى مع المذكرات الوزارية و المنظومة التعليمية ككل. وفي بعض الأحيان يكون العبث في تصحيح أوراق الامتحان التجريبي في مستوى عبث إنجازه إلا في حالات نادرة.
ويمكن تفسير عدم اهتمام جل التلاميذ و الأساتذة والأطر الإدارية بهذا الامتحان بالعوامل الآتية:
ـ عدم الاعتراف بالنقطة المحصل عليها، و بالتالي لاتؤثر على معدلات المراقبة المستمرة، ولا تندرج ضمن خانات الامتحان الجهوي والموحد، فيرى التلميذ في هذه التجربة إهدارا للوقت و استنزافا للجهد بدون جدوى.
ـ_عدم استعداده لخوض هذه التجربة نظرا لكثرة المواد المقررة، وضخامة المقررات من جهة، ولأن الظرفية التي يتم فيها إجراء الامتحان(أبريل- ماي) لا تسعف على المراجعة من جهة أخرى، لأنه يكون موزعا بين كتابة الدروس وإنجاز الفروض المحروسة.
ـ جل التلاميذ لديهم نقط ضعيفة في الامتحان الجهوي،مما يثبط عزائمهم ، فلا يتخذون هذا الامتحان وسيلة لاختبارمستوى تحصيلهم.
ـعدم تحمس الأساتذة لهذه العملية التجريبية لأنها تأتي في وقت يكون اهتمامهم منصبا فيه على إتمام المقررات الدراسية و تصحيح الفروض المحروسة. كما أنهم في غياب التحفيز ، يجدون أنفسهم أمام عمل إضافي كالمراقبة و التصحيح وغيرها من المتابعات.
هذا ، ولتجاوز بعض الاختلالات المصاحبة للامتحان التجريبي ، نقترح ما يلي:
ـ تخصيص وقت مناسب لإجراء الامتحان ، كأن يكون على بعد أيام من الامتحانات الإشهادية، إذ يكون التلميذ قد اطلع على جميع دروسه ، ووضع يده على عدد من النواقص.
ـ الاعتراف بالنقطة المحصل عليها في هذا الامتحان خاصة بالنسبة للحاصلين على نقط عالية؛ فذلك من شأنه تشجيع التلاميذ على الاهتمام به.
ـ ينبغي أن يكون اجتياز هذا الامتحان إجباريا، وكل تلميذ تخلف بدون عذر، لا يسمح له باجتياز الامتحان الوطني الرسمي.
ـ تنظيم حملات تحسيسية لفائدة التلاميذ لتوضيح أهمية هذا الامتحان وأهدافه ومراميه ، ودوره في تهييئهم وتأهيلهم لاجتيازالامتحانات الإشهادية.
ـ تحفيز الأطر الإدارية و التربوية ماديا و معنويا، وهو ما سوف يشجع على التهيؤ الجيد للامتحان التجريبي إشرافا إداريا ومراقبة و تصحيحا بشكل مشابه للامتحان الرسمي.
وختاما، نخلص إلى القول بأن هذه العملية التجريبية ستكون بحق أداة للتقويم الذاتي ، ومعيارا لتقويم نظامنا التربوي و البيداغوجي و الديداكتيكي لو تم إعادة النظر في ظروف وصيغ تنظيمه وإجرائه وأوجه استثمار نتائجه.

عن كراسات تربوية





    رد مع اقتباس