عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-04, 10:49 رقم المشاركة : 2
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

افتراضي رد: هكذا يكونون ...........حين نربي، قصة واقعية


أحداث القصة



حين وقفت المعلَّمة أمام الَّصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدِّراسة ، وألقت على مسامع التَّلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها ، نظرت لتلاميذها وقالت لهم :

إنني أحبكم جميعًا

هكذا كما يفعل جميع المعلِّمين والمعلِّمات ،
ولكنَّها كانت تستثني في نفسها تلميذًا يجلس في الصَّف الأمامي ، يُدعى :

تيدي ستودارد



لقد راقبت السَّيدة تومسون الطِّفل
تيدي
خلال العام السَّابق، ولاحظت أنَّه لا يلعب مع بقيَّة الأطفال، وأن ملابسه دائمًا متَّسخة ، وأنَّه دائمًا يحتاج إلى حمَّام ، بالإضافة إلى أنَّه يبدو شخصًا غير مبهج ، وقد بلغ الأمر أنَّ السَّيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط ، وتضع عليها علامات x بخط عريض ، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق .


وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السَّيدة تومسون،

كان يطلب منها مراجعة السِّجلات الدِّراسيَّة السَّابقة لكلِّ تلميذ ،

فكانت تضع سجل الدَّرجات الخاص

بتيدي
في النِّهاية .

وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما !!
لقد كتب معلِّم
تيدي
في الصَّف الأول الابتدائي ما يلي :

" تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة ،
إنَّه يؤدي عمله بعناية واهتمام ،
وبطريقة منظمة ، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".

وكتب عنه معلَّمه في الصَّف الثَّاني :
"تيدي تلميذ نجيب ، ومحبوب لدى زملائه في الصَّف ، ولكنه منزعج وقلق ؛ بسبب إصابة والدته بمرض عضال ، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشَّقة والتَّعب"

أمَّا معلِّمه في الصَّف الثَّالث فقد كتب عنه :
" لقد كان لوفاة أمِّه وقع صعب عليه ، لقد حاول الاجتهاد ، وبذل أقصى ما يملك من جهود ، ولكن والده لم يكن مهتمًا ، وإنَّ الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".


بينما كتب عنه معلَّمه في الصَّف الرَّابع :
"تيدي تلميذ منطو على نفسه ، ولا يبدي الكثير من الرَّغبة في الدِّراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء ، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".


وهنا أدركت السَّيدة تومسون المشكلة ، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها ، وقد تأزَّم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا لها ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق ،

ما عدا
تيدي

فقد كانت الهديّة التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام ، في ورق داكن اللَّون ، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة ،
وقد تألَّمت السَّيدة تومسون وهي تفتح هدية
تيدي
، وانفجر بعض التَّلاميذ بالضَّحك


عندما وجدت فيها عقدًا مؤلفًا من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار ،


وقارورة عطر ليس فيها إلاَّ الرُّبع فقط .


ولكن سرعان ما كفَّ أولئك التَّلاميذ عن الضَّحك عندما عبَّرت السيدة تومسونعن إعجابها الشَّديد بجمال ذلك العقد ، ثمَّ لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها .
ولم يذهب
تيدي
بعد الدِّراسة إلى منزله في ذلك اليوم ، بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السَّيدة تومسون ويقول لها :


إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي !!

وعندما غادر التَّلاميذ المدرسة ،
انفجرت السَّيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل ،



لأنَّ
تيدي
أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها ، ووجد في معلِّمته رائحة أمِّه الرَّاحلة !،

ومنذ ذلك اليوم توقَّفت عن تدريس القراءة ، والكتابة ، والحساب ، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافَّة

"معلمة فصل"،

وقد أولت السَّيدة تومسون اهتمامًا خاصًا
لتيدي
، وحينما بدأت التَّركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه ، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع ، وبنهاية السَّنة الدِّراسية ، أصبح
تيدي
من أكثر التَّلاميذ تميزاً في الفصل ، وأبرزهم ذكاء ، وأصبح أحد التَّلايمذ المدلَّلين عندها.

وبعد مضي عام وجدت السَّيدة تومسون مذكِّرة عند بابها


للتَّلميذ
تيدي،
يقول لها فيها :


"إنها أفضل معلِّمة قابلها في حياته"

مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكِّرة أخرى منه .
ثمَّ بعد ذلك كتب لها :

أنه أكمل المرحلة الثَّانوية ، وأحرز المرتبة الثَّالثة في فصله ،
وأنَّها حتَّى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلِّمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك ، تلقَّت خطاباً آخر منه يقول لها فيه :

"إنَّ الأشياء أصبحت صعبة ، وإنَّه مقيم في الكلية لا يبرحها ، وإنَّه سوف يتخرج قريبًا من الجامعة بدرجة الشَّرف الأولى، وأكَّد لها كذلك في هذه الرِّسالة أنَّها أفضل وأحبُّ معلِّمة عنده حتَّى الآن".
وبعد أربع سنوات أخرى ، تلقت خطابًا آخر منه ،

وفي هذه المرة أوضح لها أنَّه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس ، قرَّر أن يتقدَّم قليلاً في الدِّراسة ، وأكد لها مرَّة أخرى :

أنها أفضل وأحبُّ معلمة قابلته طوال حياته

ولكن هذه المرَّة كان اسمه طويلاً بعض الشيء،

دكتور ثيودور إف. ستودارد !!

لم تتوقَّف القصة عند هذا الحد ،
لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع ،

يقول فيه: "إنَّه قابل فتاة ،


وأنَّه سوف يتزوجها ،


وكما سبق أن أخبرها بأنَّ والده قد توفي قبل عامين ، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه ، وقد وافقت السَّيدة تومسون على ذلك"،
والعجيب في الأمر أنَّها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها يومًا ما منذ سنوات طويلة مضت ، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة ،
والأكثر من ذلك أنَّه تأكَّد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمِّه يومها !!
وهمس (دكتورستودارد) في أذن السَّيدة تومسون
قائلاً لها :


أشكرك على ثقتك فيّ ،
وأشكرك أجزل الشُّكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم ، وأنَّني يمكن أن أكون مبرزًا ومتميَّزًا


فردَّت عليه السَّيدة تومسون والدُّموع تملأ عينيها :


أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلِّمة مبرزّة ومتميَّزة ، لم أكن أعرف كيف أعلِّم ، حتى قابلتك .



( وللعلم
تيدي ستودارد
هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية ، ويعدُّ من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها ، وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية )



انتهت القصة



بتصرف

من بريدي اليوم


أنتظر آراءكم وتعليقاتكم






التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

آخر تعديل فاطمة الزهراء يوم 2010-11-04 في 11:21.
    رد مع اقتباس