عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-31, 13:42 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي المسألة الاجتماعية


المسألة الاجتماعية


محتات الرقاص
بيان اليوم : 31 - 10 - 2010
تستعد أربع مركزيات نقابية لخوض إضراب وطني إنذاري في الوظيفة العمومية والجماعات المحلية، وذلك يوم ثالث نونبرالمقبل، وإلى جانب ذلك تشهد مختلف محاكم المملكة منذ شهور إضرابات متتالية، وخصوصا من طرف كتاب الضبط... وسيكون من باب التغليط القول بأن الإضرابات المتتالية، سواء في قطاع العدل أو في قطاع الجماعات المحلية، لم تكن لها انعكاسات سلبية على مصالح المواطنين، أو على الحركية العامة في البلاد، أو أنها لم تؤد إلى شلل واضح داخل المحاكم، ولم تسبب مشاكل كبيرة لعدد من المتقاضين...
إن هذا التجلي من تجليات الأزمة، لا يجب إغفاله على كل حال، وهو يهم كافة المواطنين، ومن حق هؤلاء أن تؤخذ مصالحهم بعين الاعتبار.
من جهة ثانية، فإن الإضراب الإنذاري الوطني يأتي، بحسب النقابات الأربع الداعية إليه، إثر فشل الحوار الاجتماعي للسنة الماضية، عقب جولة أبريل الأخيرة، فضلا على أن نتائج هذا الحوار بصفة عامة لم تنل رضى هذه النقابات، ويفرض هذا الانكباب على موضوع الحوار الاجتماعي نفسه، والسعي إلى مأسسته، والاتفاق على التزامات مختلف الأطراف، وعلى آليات المتابعة، ما سيوفر على البلاد كثير توتر وخسائر.
إن تنظيم الحوار الاجتماعي والاتفاق على منظومة عمله وآليات المتابعة، يمثل أولوية وحاجة مستعجلة قصد استعادة الهدوء لحقلنا الاجتماعي، وبغاية جعل كل الطاقات الوطنية تنخرط في مسلسلات الإصلاح.
وفي السياق ذاته، فإن تنظيم الإضراب، وفق ما يستجيب أيضا لحق الشغيلة ونقاباتها في الدفاع عن مطالبها المشروعة، يبقى بدوره قضية ذات أولوية بالنسبة لبلادنا.
إن الاحتجاجات العمالية المشار إليها، تأتي كذلك وسط تزايد موجة الغلاء، واستمرار تراجع القدرة الشرائية لفئات واسعة من شعبنا، فضلا عن وجود أعداد كبيرة من منعدمي الدخل أصلا، وضمنهم آلاف العاطلين من حملة الشهادات، وكل هذا يجعل الأوضاع المعيشية لشعبنا، من أبرز أولويات المرحلة، ما يقتضي استنفارا حقيقيا للسلطات العمومية.
وإن ما يجري في العيون هذه الأيام يعطينا كلنا الدرس على خطورة إهمال المطالب الاجتماعية، كما أن قضايا جوهرية مثل: التقاعد، صندوق المقاصة، مستقبل التعليم، محاربة الفساد واقتصاد الريع، كل هذا يتطلب اليوم انكبابا مستعجلا وجريئا، بما يجعل هذه الإصلاحات تعزز دينامية التقدم على المستوى الاجتماعي.
إن تحسين الأوضاع الاجتماعية لشعبنا، أولوية جوهرية في مغرب اليوم.





    رد مع اقتباس