منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

فتح بـ«أبو كامل» الطريق للمسلسلات الشامية أمام المشاهد العربي
(«الشرق الإوسط»)
دمشق: هشام عدرة

سعد فضة

ينتمي الفنان السوري أسعد فضة إلى جيل الستينات في خريطة ومسيرة الفن السوري، ويعتبر أحد مؤسسي المسرح القومي بدمشق قبل أكثر من 45 عاماً والذي أشرف عليه ضمن إدارته لمديرية المسارح والموسيقى فيما بعد ولسنوات طويلة، كما أنه يعتبر أحد أوائل الفنانين السوريين الذين انضموا لنقابة الفنانين السورية، حيث انتسب إليها في عام 1968 وأصبح فيما بعد نقيباً للفنانين السوريين ولعدة سنوات في بدايات الألفية الثانية.
ولم يغب الفن حتى عن حياة أسعد فضة الشخصية، حيث تزوج من الفنانة السورية مها الصالح، والتي رحلت قبل عدة أشهر بعد أن قدمت عدداً من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، وهي شقيقة كل من الشاعرة الراحلة سنية الصالح زوجة الشاعر الراحل محمد الماغوط وشقيقة زوجة الشاعر السوري أدونيس. وفي مسيرته الفنية الممتدة على مدى أكثر من أربعين عاماً قدم أسعد فضة عشرات الأعمال المسرحية مخرجاً من أول عمل وهو «الإخوة كارمازوف» وحتى «رأس المملوك جابر» و«السعد مجنون»، كما كان بطلا لأعمال مسرحية عديدة من مسرحية «شيخ المنافقين» وحتى «يوميات مجنون».
ولم يبتعد فضة عن المسرح رغم انشغاله في الأعمال التلفزيونية الكثيرة، بل كان دائم التفاؤل بمستقبل المسرح السوري، حيث يؤكد أن مسيرة المسرح كانت متطورة باستمرار، إذ عندما عاد وزملاؤه من دراسة المسرح خارج سورية لم يكن هناك شيء وانطلقوا من الصفر، وصار فيما بعد معهداً عالياً يخرّج المسرحيين السوريين ومباني للمسارح، وهو متفائل دائماً بالمسرح السوري. وفي السينما برز فضة في العديد من الأفلام السينمائية التي نال عليها جوائز عديدة، ومنها «رسائل شفهية» و«ليالي ابن آوى» و«القلعة الخامسة» و«حبيبي يا حب التوت» وغيرها. أما في الأعمال التلفزيونية فكان فضة من أوائل الفنانين السوريين الأكاديميين الذين انطلقوا مع انطلاقة الدراما السورية في سبعينات القرن الماضي، فجسد عشرات الشخصيات وفي مختلف الأعمال التاريخية والمعاصرة، وبرز في مسلسلات الفانتازيا مع المخرج نجدت أنزور من خلال سلسلة «الجوارح» و«الكواسر» و«البواسل» و«آخر الفرسان»، وكان للفنان فضة رأيه في أعمال الفانتازيا، حيث توقع لها أن تنتهي كموجة فنية كونها تأسلبت وتكررت في حين بدأت ببريق خاص واستمر البريق لسنوات.
ولكن، وبحسب رأي فضة، صار الجميع يريد أن يعمل نفس الأسلوبية، فصار المتفرج يشعر بالتكرار، وهذا ما حصل أيضاً مع الأعمال التاريخية والبدوية والعصرية وحتى البيئة الشامية، التي كان أسعد فضة أول ممثل سوري يجسد شخصية الحارة الشامية وتقاليدها في مسلسل «أبو كامل»، الذي عرض قبل أكثر من 15 سنة، وتابع تجسيد الشخصيات الشامية في أعمال أخرى ومنها مسلسل «الداية» حيث جسد شخصية «أبو عادل» وجيه الحارة الشامية، ويناضل مع أهل حارته ضد المستعمر الفرنسي. وتابع المشاهد العربي أسعد فضة في الكثير من الأعمال التاريخية ومنها «انتقام الزباء» و«تيمور لنك» و«وضاح اليمن» و«ذي قار» الذي جسد فيه شخصية النعمان ملك الحيرة. وتابعه في الأعمال العصرية الاجتماعية وغيرها من «رجل الساعة» و«أولاد بلدي» و«الطبيبة» و«امرأة لا تعرف اليأس» وحتى «النورس»، حيث جسد شخصية الإقطاعي الكبير إلى «أبو البنات» و«قتل الربيع» و«التحولات»، وحتى «رياح الخماسين» و«شركاء يتقاسمون الخراب» اللذين يعرضان حالياً على بعض الفضائيات العربية.
وحول آخر الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي يصورها الفنان سعد فضة قال لـ«الشرق الأوسط»: أصور حالياً دوري في مسلسل «تحت المداس» للمؤلف مروان قاووق والمخرج محمد شيخ نجيب وإنتاج شركة غولدن لاين وأجسد فيه شخصية «صلاح» وهو رجل أعمال يخطئ في حياته ويسافر إلى أميركا حوالي 20 يوماً ويعود. وأستعد حالياً لتصوير دوري في الفيلم السينمائي «الشراع والعاصفة» عن رواية للكاتب حنا مينه مع المخرج غسان شميط وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.
وأضاف «ننتظر عمليات إطلاق تصوير الفيلم، حيث يتم تجهيز مستلزمات الفيلم وأماكن التصوير ولوازمه. كذلك هناك في الأفق مسلسل تلفزيوني تاريخي سأشارك فيه، وفي مسلسل من البيئة الشامية، وهناك عرض للمشاركة في مسلسل مصري أيضاً. وحول تقمصه لشخصية الأمير عبد القادر الجزائري في فيلم عن حياته سيصور قريباً وهو من إنتاج جزائري، قال فضة «يسعدني أن أجسد شخصية الأمير الجزائري، وكانت هناك مشاورات حول الفيلم عندما كنت قبل عام مكرماً في مهرجان المسرح في الجزائر ولكن توقفت المشاورات بعد ذلك وكانت حفيدته الأميرة بديعة قد تكلمت معي وقالت إنها سعيدة أن أقدم شخصية جدّها، وأهدتني كتاباً عن حياته من تأليفها. وفيما بعد تم تداول فكرة تصوير مسلسل تلفزيوني عن حياة الأمير الجزائري ومن قبل جهة إنتاج سورية على أن أجسد أنا أيضاً شخصيته ولكن لم يحصل شيء على أرض الواقع، ولكن، كما علمت، فما زالت فكرتا الفيلم والمسلسل قائمتين، ويمكن أن تنطلقا خلال الفترة المقبلة.
وحول أدائه لشخصية «فريد» السجين السياسي السابق في المسلسل السوري الذي يعرض حالياً تحت عنوان «رياح الخماسين» للمخرج هشام شربتجي وانتقاد البعض للمسلسل ومضمونه وأنه تسطيح للدراما وعدم وضوح شخصية «فريد» بشكل مباشر في العمل، قال فضة: «للناس الحق في أن تقول رأيها بالعمل سلباً أو إيجاباً، ورأيي أن هذا المسلسل يندرج في إطار الإصلاح والتطوير الماشي في البلد، والعمل بمجمله ذو طرح إيجابي، أما انتقاد الناس له وإن كان البعض منهم ضد هذا العمل فهذا حقهم، وأنا راضٍ عن شخصية فريد التي قدمتها وإلا لما كنت صورت دوري في المسلسل.
وعن أعمال البيئة الشامية خاصة أن فضة كان أول ممثل سوري يجسد شخصية «أبو كامل» في المسلسل الذي حمل عنوانه الاسم نفسه قبل 15 عاماً، قال أسعد فضة «برأيي أن مسلسل «أبو كامل» هو من فتح الباب لـ«باب الحارة» وغيرها من مسلسلات البيئة الشامية وكان فاتحة خير لهذا النوع من المسلسلات.
وعن رأيه في عرض مسرحية زوجته الراحلة مها الصالح «ماضي السيدة حكمت» ومدى نجاح المخرج باسم قهار في إخراجه للنص قال فضة: «الراحلة مها هي من كلفت القهار بإخراج العمل عندما شعرت بمرضها وعدم مقدرتها على إخراجه».
وتابع «رأيي.. أقول للمخرج ولأمانة احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 التي أنتجت العمل المسرحي: الله يعطيهم العافية، ولم يؤثر عليه الخلاف الذي حصل بين المؤلف والمخرج بسبب إضافة شخصيتين للنص لم يرض عنهما المؤلف، ولكن يبقى العرض ممتازاً، وكما كانت تريده الراحلة الصالح». وللفنان فضة رأيه فيما يتعلق بالدور والشخصية التي يؤديها الفنان عادة، حيث تتدخل في اختيار الشخصية عدة جهات من المخرج وحتى الجهة المنتجة ولكن شرط الفنان فضة في قبوله تجسيد الدور المعروض عليه هو أن يكون العمل التلفزيوني مكتوباً بشكل جيد وكذلك سيناريو المسلسل وفكرة العمل التي يجب أن تهم الجمهور وتقدم لهم شيئاً جديداً، وكذلك على صعيد الشخصية التي سيجسدها يجب أن تتوافر فيها مقومات الشخصية الدرامية وشروطها الفنية وهذه أمور طبيعية ومشروعة كما يؤكد فضة والذي يرى أن هناك صلة وثيقة ما بين الدراما والجمهور، حيث هذا الأخير يجب أن يشعر أن ما يقدم من أعمال تلفزيونية تخصه حتى تبقى الصلة قائمة بين الإنسان والدراما.
منقول للإفادة