بين الصمت والحرف حكاية قصيدة .. وبين الذات و الصمت حكاية حرف " مُنهك " .. قد نُقر - كمتلقين و قراء - بانتحار الصمت مع إصرار الذات على البوح .. وقد نقر كذلك بغلظة الذات التي أبت إلا أن تضع الحرف موضع اتهام و تلبس ! فمن أسكت صوتك ، وأوقف جريان مدادك أيها الحرف الشجي ؟ ومن ياترى اتهمك بالتشنج واغتيال الرغبات ؟؟ ومتى كانت أرحامك فضاءات للنوائب و الشوائب ؟ حسب علمي - والعلم لله - أنك ياحرف مصدر الإبداع و الفن والتنوع ، تختزن قوّة و دينامية تسمح للمغامر بالعبور إلى ضفاف التجريد و الرمزية .. تشكيلاتك الفنية توحي بالتأمل و التفلسف و الغوص في أسرار معرفة الذات ، وبالتالي معرفة الله .. معرفة أسرار الكون والحياة المشعة بين تجانس الحروف .. وعلى ضوء براءة الحرف / الكلمة .. تظل الحكاية ، حكاية ذات وصمت ، حكاية تشنجات النفس التي أقرت بعدمية الصمت .. لكن الأمر ظل قولا وكفى ! الصمت يتربع المرتع الخصب المناسب .. الصمت يتربع حيث تم الترحيب بضيافته ! الصمت يعشق استراحة الحرف ! حاولتُ أن أجادل النص ، حاولت أن أناقش أطرافه الثلاثة .. وحاولت أن أخلق لنفسي متعة للمعنى توازي المتعة الفنية الشاعرية التي أحسستها وأنا أتنقل بين الأشطر الملتهبة حوارا و أسئلة .. كنتَ أكثر من جميل أيها المبدع الفنان .. لك جميل التحية .