منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

في عصرنا هذا، عصر العولمة و التقدم العلمي
و التكنولوجي و السرعة و الغلبة للأقوى،
اتجهنا نحو أسرع الطرق في القراءة والمعرفة، ليس فقط في الجانب المعرفي بل السرعة هي هاجسنا الوحيد في كل الجوانب لكسب المال والوصول إلى أعلى المراكز ... فالسرعة هي مطلب الجميع ، مهما كان الدافع والهدف ؛
فالثقافة المعلوماتية تمكننا من الوصول بسهولة وبدون عناء إلى معلومة أو شيء من هذا القبيل ، فأصبح شبابنا وشيبنا ينظرون إلى الكتب وكأنها من المآثر التاريخية
التي خلفتها لنا أجيال الماضي السحيق ،
لا تستحق منا عناء المطالعة، وإن وجدت فلكي
تكدس على الرفوف ، وتزين بها المنازل والمكاتب ،
حالها حال التحف الأثرية ...
فكل يوم تظهر أشياء جديدة بشكلها الجذاب الذي يؤثر علينا بأضوائه اللامعة.
ولكن ما نتناساه أنه بالرغم من تمكننا من هذا الكم الهائل من المعلومات الثقافية ، فإننا فقدنا، للأسف ، جانب الكتابة اللغوية الصحيحة .
وهو ما يتسبب لأغلبنا في ارتكاب أخطاء شنيعة على مستوى النطق أو الإملاء أو النحو ... فتضيع معاني الكلمات
ونقع فيما يسمى " بالعرنسة" أو "النجلزة" . أو هما معا .
كيف يمكن لشخص أن يمتلك لغة صحيحة بالسمع فقط؟
اكتساب الجانب المعرفي والكتابة الصحيحة والتعبير القويم
لا يمكن أن يتم إلا بقراءة الكتب والإستمتاع للكلمات والنظر إلى الحروف .
إن الحل لهذا العزوف الكبير عن القراءة ، يكمن - في نظري - في يد الأسرة : فإن عودنا أبناءنا على القراءة منذ الصغر ؛ وأقصد هنا بداية النطق عند الطفل ،
قد نعيد الاعتبار للكتاب . إذ ببعض النظام والقليل من التدريب يمكن أن نجعل أبناءنا يوفقون بين قراءة الكتب
و الإبحار في العوالم السمعية البصرية ،
شريطة أن نكون القدوة الحسنة لهم في ذلك ،
لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

تحياتي إخواني أخواتي الأستاذيين .