تجدهم في كل مكان.يملأون القاعات صخبا.يولولون, يتغامزون ويتلامزون.يتحدثون كثيرا ولا يقولون شيئا.
لهم ’’سنطيحة’’ يخجل منها الحديد ,وكلما رآهم يقول لهم: ’’باز’’,هذا إذا لم يزد عليها ’’بزيز’’ أيضا...ههههه
كنت كلما حضرت اجتماعا,أطلب من الله عز وجل ألا يسمعني كلامهم,ووفقني الله سبحانه كثيرا في ذلك,حيث ما أن ينطق الواحد منهم ,حتى أدخل كلامه من أذن ,وأخرجه من الأخرى.هؤلاء القوم لهم جبَاهٌ لا تصلح إلا لتكسير اللوز أو الجوز.لا تتعرق,لا تحمر,ولا تتآكل مع الأيام.يتسابقون مع المفكرين الأفذاذ لأخذ الكلمة,كي يقولوا لا شيء.فقط يُفوتونَ عليك الفرصة للكلام الوازن,ويتركونك مشدوها,لتبدو مثل جاهل لا تعرف الكلام.يطرزون كلامهم بعبارات رنانة تهتز لها القاعة.يمجدون أناسا لا مجد لهم.ويتزلفون لأناس لنيل رضاهم.يُحابُون ويُجاملون.وفي الأخير هم الرابحون.أسفي على حالنا أسفي.
هَم هؤلاء الوحيد هو قضاء مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الآخرين المتسامحين.وإذا ما قُدر لك انتزاع الكلمة ,وتحدثت في صُلب الموضوع,يتدخل الواحد منهم,فقط ليقزم أفكارك ويجعلها تبدو كأنها لا تمت للموضوع بصلة.لتجد نفسك,أنت ذلك المفكر الرزين,القارئ الفذ,الذي إذا تركه أصحاب الجباه العريضة,لَصَنعَ المعجزات لهذا البلد السعيد.لكن كيف لك هذا وأنت محاط بأناس متملقين,مدفوعين لبعثرة كل الأوراق,وللصيد في الماء العكر,وتفويت الفرص على صناع التغيير الأفذاذ؟وقاكم الله إخواني أخواتي شر ’’الهؤلاء’’ الذين لهم جباه لا تصلح إلا لتكسير اللوز أو الجوز. |