ضمن أجواء التدريس ، القيام بالواجب يتفرّد بخصوصيات ربما لن نجدها في غيره من الميادين .. فالتقصير في تأدية الواجب التربوي تتمخض عنه انعكاسات سلبية تجر من ورائها حاضر و مستقبل أمة . فكيف يجرؤ أحدنا على التهاون في تأدية واجبه التاريخي ، وهو يعلم علم اليقين أنه يحمل رسالة تشبه كثيرا رسالة الانبياء و الرسل ؟؟ كيف يجرؤ أحدنا على الخذلان والتلاعب بدقائق المعرفة التربوية ، وهو يعلم علم اليقين أن المتعلم لا ذنب له ، ولا دور له في جميع ما يُحاك من دسائس ماكرة ضد المدرس خاصة ، و البرنامج الدراسي والمدرسة عامة ؟؟ كيف يجرؤ أحدنا على التقصير والاستهانة بدوره التعليمي الفعال ، وهو يعلم علم اليقين أن نتائج التقصير وخيمة على البلد برمته ، وعلى أبناء الوطن ، و على تاريخ البلد و الأمة العربية ؟؟؟؟ كيف يجرؤ أحدنا على تفويت فرصة التعليم لصالح فئة عريضة من أبناء شعبنا ، وهو يعلم علم اليقين صفة المسؤول المتلاعب بحقوق أهل الطباشير والرسالة النبيلة ؟؟؟ حقوق نساء ورجال التربية مهضومة إلى حد النخاع ، حتى أن الواحد منا أصبح يحس و يتأكد أن المسؤول أصبح يستغل عامل الزمن لربح الوقت ، والقفز على مطالب الشغيلة التعليمية ... " مناّ من يقضي نحبه " "ومناّ من يستكين قرب باب بيته متقاعدا " " ومناّ مَن لم يمهله المرض للوصول إلى الشوط الأخير " ... وبذلك يستريح المسؤول من فئة عريضة جدا ، دون أن تستفيد من شيء !!!! المسؤول لم تفته فرصة توطئة الأوضاع النقابية لصالحه ، حتى كاد جل " النقابيين " ينسون دورهم الحقيقي ، وصاروا بوقا لترويج أجواء الأزمة الطارئة ! والفوز بغنائم السكوت و البيع و الشراء ! إخواني أهل التربية و التعليم ، بصيص الأمل ضعيف جدا لاسترداد الحقوق المُغتصبة قهرا ، وأجواء الاعتماد على الآخر أضحت أحلاما تلمع كالسراب ... ودقائق العمر لا ترحم ، و الأفضل أن نجعل أحسن أعمالنا خواتمها ، وأفضلها رفقة أطفالنا الأبرياء . وبالله الوفيق.