عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-19, 15:14 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي تلاميذ العزوزية بمراكش معاناة لا تنتهي


تلاميذ العزوزية بمراكش معاناة لا تنتهي
بواسطة: azoude
بتاريخ : الإثنين 18-10-2010 08:55 مساء



يعاني تلاميذ القطب الحضري العزوزية بمراكش من عدة مشاكل تنتج عنها أمراض تربوية تسعى الوزارة لمحاربتها من قبيل الهدر المدرسي خصوصا لدى الفتيات وتدني المستوى التحصيلي للمتعلمين ودمقرطة التعليم وتكافؤ الفرص، وذلك من خلال مجموعة مؤشرات تصب في صالح تأزيم الوضع الحالي بل وتفاقمه في بعض الأحيان ومن أمثلة على تلك المعاناة:
عدم استكمال الاعدادية التي كان من المقرر أن تستقطب جمهور التلاميذ مما يضطرهم إلى القيام برحلة ماراطونية يومية تجاه ثانوية القدس المتواجدة في حي المسيرة الأولى والتي تبعد بكيلومترات عديدة من محل سكنى المتعلمين حيث يضطرون إلى ركوب الحافلة رقم 16 ثم يرغمون للنزول في حي المصمودي لتبدأ رحلة الأقدام اتجاه الثانوية بين أحياء ومساحات تنذر فيها حركة الناس حيث يضطر التلاميذ إلى السير في مجموعات تفاديا للأخطار المحيطة بالمنطقة، سيما وأن هذه المنطقة خالية من نقط أمنية قارة أو متنقلة لحماية المتعلمين.


ومن تداعيات معاناة تلاميذ مدرسة النجاح مع بعد ثانوية القدس العياء والتعب والارهاق الذي يصيب التلاميذ قبل أن يصلوا إلى فصول الدراسة حيث يتسبب ذلك في ضعف التركيز والانتباه و الانخراط الإيجابي في تنشيط الدروس سيما وأن التلاميذ ما إن يصلوا إلى فصولهم في الصباح حتى يلوح أمامهم شبح العودة وقت الظهيرة إلى منازلهم حيث تستغرق رحلة العودة ما يقارب الساعة مما يخلق متاعب جمة للذين سيلتحقون للدراسة بعد الزوال أي في الساعة الثانية حيث لا يبقى لديهم متسع من الوقت للراحة واستبدال كتبهم وأخذ وجبة الغذاء وقسط من الراحة وكما يقال بالدارجة ( تيديو الطريق وتيجيبوها).
وما يزيد من متاعبهم خلال هذه الرحلة هو تصرفات بعض سائقين حافلات ألزا رقم 16 التي لا تنم عن حس تضامني والذين لايحترمون الوقوف الاجباري في محطة حي المصمودي وهو المكان الذي يتجمع فيه تلاميذة العزوزية بعدما قطعوا مسافة طويلة من ثانوية القدس لملاقاة الحافلة لتستقلهم إلى منازلهم فيفاجؤون ب(حرق) السائقين لهذه المحطة مما يضطرهم إلى انتظار حافلة أخرى قد تتأخر كثيرا لتفوت على المتعلمين اقتصاد الوقت وربحه للعودة من جديد إلى الدراسة مما يسب غضبا لهم فيبدأون في تصرفات غاضبة تجاه الحافلة وسائقها قد تتحول في بعض الأحيان إلى السب والشتم ورشق الحافلة ب(الزنبوع) والاحساس بالمرارة والظلم حين تنظم الحافلة إلى إضافة معاناة أخرى إلى معاناتهم والتي سببها الرئيسي سوء تدبير الاكاديمية ولا مبالاتها في الالتزام بإنشاء ثانوية قريبة من محيطهم في حين أن تلامذة مسؤوليها يدرسون في مدارس خاصة أو على أقل تقدير قريبة من محل سكناهم غير مكترثين بما حولهم مؤمنين بمقولة (أنا ومن حولي الطوفان).
وحتى لا نبخس الناس أشيائهم فإنها (الأكاديمية أو نيابة مراكش لاندري) قد وفرت حافلات للنقل المدرسي تنقل تلاميذ حي العزوزية إلى ثانوية القدس ، لكن هذه المبادرة رغم إيجابيتها تظل ناقصة سيما وأن هذه الحافلات مخصصة فقط لنقل الفتيات ومرتين في اليوم أي عند الساعة الثامنة صباحا ذهابا والساعة السادسة مساء إيابا.
نضيف إلى ذلك عدم تفهم الادارة التربوية معاناة التلاميذ بخصوص استعمالات الزمن التي غالبا ما تلبي حاجيات الأساتذة ورغباتهم الخاصة دون الأخد بعين الاعتبار أن مصلحة المتعلمين تظل فوق كل اعتبارمادام الأساتذة يمارسون داخل المجال الحضري ولا إشكال لديهم في ما يخص استعمال الزمن، حيث أنه كان من الممكن تكييف استعمال الزمن مع الظروف الصعبة لهؤلاء التلاميذ، وإن كان ذلك غير ممكن على الادارة أن تتصرف من تلقاء نفسها في حل هذه المعضلة ولا تنتظر الحلول الرسمية التي لن تأتي وذلك بفتح المؤسسة في وجه هؤلاء التلاميذ للمكوث داخلها ما بين الساعة الثانية عشر والساعة الثانية تفاديا لضياع أوقاتهم ودرءا للعياء والتعب الذي يعانون منه في مثل هذه الأوقات.
كما يجب على الادارة التربوية والاساتذة تفهم تأخرات التلاميذ وعدم التشدد في احترام الوقت خصوصا في الصباح وبعد الزوال لأن أغلب التأخرات تكون خارج عن إرادة التلاميذ ومحكومة بحافلات ألزا والتي على مسؤوليها فتح خط جديد من العزوزية إلى المسيرة الأولى للمساهمة في التقليص من أزمة تلاميذ هذه المناطق مع التنقلات من وإلى ثانويات المنطقة.
ونشير أيضا إلى ضرورة تغيير مقرر اللغة العربية (المرجع في اللغة العربية) للثانية ثانوي إعدادي لعدم توفره في المكتبات العامة وفي محلات الكتب المستعملة ومكتبة الثانوية وتغييره بمقرر آخر متواجد ولا نظن أن هذا الأمر بالعسير على الادارة التربوية والأساتذة من باب التيسير والتكييف والارتباط بمعطيات الواقع ولا داعي لتشدد بعض الأساتذة بإحضار هذا المقرر والتهديد بالطرد من الفصل لأن الأمر ليس بيد التلاميذ ولا بيد أوليائهم.
كما يجب التعامل مع تلاميذ المرحلة الاعدادية كمراهقين لديهم احتياجات خاصة وهم في بداية تكون شخصيتهم وإثبات الذات وفتح المجال لهم للتعبير عنها بحرية وليس كمتعلمين في صفوف ابتدائية وهذا خطاب موجه للأساتذة للقطع مع أشكال التعامل التقليدية من جزر وسب وتعنيف بدني ومعنوي والرجوع إلى الخصائص السيكولوجية للمرحلة العمرية التي يمر منها التلاميذ والتي درسوها في مراكز التكوين والتي تعد من بين انشغالات الأستاذ وليس فقط المادة المدرسة،
كما أن جهات الأمن بالولاية تتحمل مسؤولية تخصيص ثانوية القدس بنقطة أمنية قارة على غرار ما قامت به بعض الأكاديميات بتعاون مع الأمن الوطني بما بات يعرف بالأمن التربوي لمحاربة السرقة وترويج المخدرات والتحرش الجنسي بالتلاميذ من قبل عناصر ضالة (بالمفهوم الحيواني) تجد في محيط الثانوية مرتعا خصبا لنشر مفاسدها ورذائلها دون حسيب أو رقيب رغم أن هذه المقاربة الأمنية ليست غريبة على جهاز الأمن والذي ينتشر في نقط قارة في محيط ليسي فيكتور هيجو والمؤسسة الفرنسية وليسي أوكست غنوار ذات الاستقطاب الواسع للفئات الغنية وذلك للمساهمة في دمقرطة التعليم ببلادنا ولو من الناحية الأمنية.
فهنيئا لهذا الجيل الصاعد جيل مدرسة النجاح بهذا الاهتمام والسخاء المفرط من قبل الوزارة وأكاديمياتها وهذه الهدايا التي يستقبلون بها عامهم الجديد، وهنيئا لنا بدمقرطة التعليم وتعميمه وإجباريته وتكافؤ الفرص بين متعلمي الوطن الواحد ، ولا نملك إلا أن نقول لهؤلاء التلاميذ اصبروا وصابروا ورابطوا وتشبتوا بأنيابكم وبكل ما تملكون بالدراسة والعلم والمعرفة واعتمدوا على أنفسكم لإنتزاع المرتبة التي تسعون لها وتحلمون بها من فم الوزارة ومن يدور في فلكها، فقد قال الله تعالى (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا) فعسر واحد لا يغلب يسرين.
محمد أزوض
م م المعمل
نيابة الحوز


فضاءات -> تلاميذ العزوزية بمراكش معاناة لا تنتهي





    رد مع اقتباس