عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-15, 22:27 رقم المشاركة : 1
أبو عبد الفتاح
بروفســــــــور
إحصائية العضو







أبو عبد الفتاح غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

منظم الشخصية الذهبية

وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القرآن الكريم والتج

وسام الرتبة الثانية في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر ي

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام المركز الثاتي في مسابقة القصص القرآني

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الرابع في دورة التقنيات الأسرية

افتراضي عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين و ليست أم المنافقين



السلام عليكم

قال ابن القيِّم: (سألتُ شيخَنا ابن تيميَّة -رحمهُ الله-؛ فقال: "اختص اللهُ كلَّ واحدة منهما بخاصَّةٍ: خديجة كانت تأثيرُها في أوَّل الإسلام، وكانت تُسلِّي رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وتُثبِّته، وتُسَكِّنه، وتَبذل دونَه مالَها، فأدركت غُرَّة الإسلام") يعني: بدايتَه (واحتملت الأذى في الله وفي رسولِه، وكانت نصرتُها للرَّسولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في أعظمِ أوقاتِ الحاجَة؛ فلَها مِن النُّصـرةِ والبَذل ما ليس لغيرِها. وعائشةُ -رضيَ اللهُ عنها- تأثيرُها في آخر الإسلامِ؛ فَلَها مِن التَّفقُّه في الدِّين، وتبليغه إلى الأمَّة، وانتفاع بَنِيها") أي: عامَّة المؤمنين؛ لأنَّها أمُّ المؤمنين ("بما أدَّت إليهم مِن العلم ما ليس لغَيرِها")؛ بل أكاد أقولُ: ما يكاد يكون ليس لغيرِها -ليس-فقط-من النِّساء؛ بل حتى مِن الرِّجال؛ إلا أن يكون أبا هريرة-رضي اللهُ عن أبي هريرة-.

وإذْ قد ذكرنا أبا هُريرةَ؛ فإنَّ الذي صلَّى على عائشة صلاةَ الجنازة: هو أبو هريرة -رضيَ اللهُ-تعالى-عنهُ-.

وعائشة روَت من الأحاديث عن النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أكثرَ مِن مائتَين وألْفَي حديثٍ، في "الصَّحيحين" منها نحوٌ مِن ثلاثمائةِ حديثٍ -عند البخاري ومُسلم-، وهذا -كما قلتُ- لم يَحصل إلا لأبي هُريرة -رضيَ اللهُ-تَعالى-عنه-. نعم.

قال الآجريُّ -ذكر خديجةَ وعائشة-، قال: (فإنْ قال قائل: فَلِم صار الشُّيوخ يَذكرون فضائل عائشةَ -رضِيَ اللهُ عَنْها- دون سائرِ أزواج النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ممن كان بعدَها؟) لِم اختُصَّت عائشةُ بالذِّكر أكثر من غيرِها؟ فقال: (قيلَ له: لمَّا أن حَسَدها قومٌ مِن المنافِقين على عهد رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرَمَوها بما قد برَّأها اللهُ -تَعالى- مِنه، وأنزل فيه) أي: في هذا الذي اتُّهِمتْ فيه مِن الإفك (القرآنَ، وأكذَب فيه) أي: القرآن (مَن رماها بباطلِه؛ [فَسَرَّ] اللهُ الكريمُ بهِ رَسولَه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأقرَّ بِه أعينَ المؤمنين، وأثخن به أعينَ المنافقين؛ عند ذلك: عُنِي العلماءُ بِذِكر فضائلها -رضِيَ اللهُ عَنْها- زوجة النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الدُّنيا والآخرة. ورُوِي. .) والكلام لا يزال للآجريِّ -رحمهُ الله- (روي أنَّه قيل لعائشةَ -رضِيَ اللهُ عَنْها-: إنَّ رجلًا قال: إنَّك لستِ بأمٍّ! فقالت: "صَدق! أنا أمُّ المؤمنين، ولستُ بأمِّ المنافقين"). وفي لفظ: "ولستُ بأمِّ الكافِرين".

قال الآجريُّ: (وَبلغني عن بعضِ الفُقهاء من المتقدِّمين أنه سُئل عن رَجلَيْن حَلفَا بالطَّلاق؛ أحدهما أن عائشةَ أمُّه، وحلف الآخرُ أنها ليست بأمِّه؛ فقال: كلاهُما لم يحنُث. فقيل له: كيف هذا؟ لا بُدَّ أن يحنُث أحدُهما! فقال: إنَّ الذي حلف إنَّها أمُّه؛ فهو مؤمن؛ [وبالتَّالي] لم يحنث. والذي حلفَ إنَّها ليست أمَّه؛ هو مُنافق فلم يحنث) لأنَّها أم المؤمنين وليست أمَّ المنافقين وليست أمَّ الكافرين.

ثم قال الآجريُّ -رحمهُ اللهُ-: (فنعوذُ باللهِ ممن شَنأ عائشةَ) "شَنأ"؛ أي: أبغض، {إنَّ شانِئَك هو الأبترُ}. (فنعوذُ باللهِ ممن شَنأ عائشةَ حبيبةَ رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الطيِّبة المبرَّأة، الصِّديقة ابنةَ الصِّديق أم المؤمنين -رضِيَ اللهُ عَنْها، وعن أبيها خليفة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-).

أحب النَّاس إلى رسولِ الله: عائشةُ وأبوها، وأبغضُ النَّاس إلى هؤلاءِ الرَّوافض: هم عائشة وأبوها! فليخترْ كلُّ عاقلٍ أي الفريقَيْن أحق بالأمن، ولا شكَّ ولا ريب أن مَنصوص كتابِ الله، وما تواترَ مِن أحاديثِ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُنادي بقوَّةٍ وثبات: أن الحق أبلج، وأن الباطل يتلجلج.





التوقيع

تأمل في نبات الأرض و انظر إلى آثار ما صنع المليك

عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك

على كثب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
    رد مع اقتباس