عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-10, 20:15 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي الدار البيضاء: المؤسسات التعليمية الخصوصية والزيادات المهولة في واجبات التمدرس


الدار البيضاء: المؤسسات التعليمية الخصوصية والزيادات المهولة في واجبات التمدرس


المصطفى صابر

بيان اليوم : 10 - 10 - 2010
إن الحديث في المؤسسات التعليمية الخصوصية حديث ذو شجون ويتطلب أكثر من وقفة نظرا للزيادات المهولة في واجباته والاقبال المتزايد عليه. وقد عرفت هذه المؤسسة خلال السنوات الأخيرة تناميا كبيرا ليصبح من العسير ولوج ابن موظف بسيط أو متوسط لغلاء التكلفة وواجبات التمدرس.
وبقدر ما نخوض في موضوع الغلاء بقدر ما نطرح موضوع البرامج والمناهج المتبعة والتي تتجاهل في بعضها مقوماتنا وأصالتنا ولا ترقى الى تطلعات الآباء والأولياء في التربية التي تساير التطور الحاصل في العالم دون الابتعاد عن خط أصالة ثقافة آباؤنا وأجدادنا المتشبعة بأصول ديننا الحنين الإسلام.
وقد لاحظنا في بعض هذه المؤسسات الخصوصية رغم قلتها قائمة بأسماء الكتب الفرنسية المسطرة في برامج وزارة التعليم الفرنسية، فرغم غلائها تبقى بعيدة كل البعد عن تربية عربية مغربية أصيلة نتوخى منها تعليما يليق بمقوماتنا.إننا لا ننكر أن تعليمنا العمومي في حاجة ماسة الى مراجعة وأن الاقبال على هذه المؤسسات التعليمية الخصوصية سواء كانت رياضا للأطفال أو مؤسسات ابتدائية أو ثانوية إعدادية أو ثانوية تأهيلية له ما يبرره إلا أنه وياللأسف لا تخصع الى المراقبة التربوية والادارية الضرورية وتنحصر الاستفادة منها لفئة من الطبقات الميسورة دون غيرها اذ أصبحت تكلفتها باهضة وتعرف ارتفاعا موسما بعد آخر.
إن أبناءنا وطفولتنا مهما كانت أحوالها الاجتماعية والاقتصادية فلا يمكن سلبها حقها الثقافي والرياضي والترفيهي حتى نتجنب خلق الحساسيات فيما بينها، فكيف يعقل أن تستفيد فئة دون غيرها؟
على مستوى رياض الأطفال لا ننكر المجهودات التي قامت بها بعض المقاطعات الجماعية بإنشاء رياض عمومية بأثمنة رمزية إلا أن هذه الرياض تغيب فيها أبسط وسائل الترفيه لتنمية مدارك الطفولة الخيالية ويبقى بعضها مجرد دور تأوي أطفالا هربوا من نار غلاء الرياض الخصوصية (الحرة).
لقد اتضح جليا أن المدرسات والمربيات والمدربات بهذه الرياض وحتى في بعض الخصوصية منها في حاجة ماسة الى تكوين دائم ومستمر وبرامج موازية تمكنهن من إعداد الأطفال إعدادا جيدا وكاملا يرقى الى ما نتطلع اليه جميعا مع إعادة النظر في الرواتب الزهيدة التي لا تحفزهن على البذل والعطاء والاجتهاد.
إن أبناءنا في حاجة الى رعاية وعناية فائقين وتكوين أصيل ودقيق يرقى بهم الى المستوى المنشود.
إن مسؤولية اعداد أبنائنا بهذه المؤسسات الى ما نتوخاه يتحتم أن يكون حقا تكوينا جيدا وخاليا من كل الشوائب ليكونوا حقا جيل معطاء وفاعل، كما يتحتم الالتفات الى ظروف بعض المربيات والمدرسات خصوصا برياض الأطفال وبالمؤسسات الابتدائية الخصوصية وإعادة النظر في البرامج والمناهج المتبعة.
لقد دخل المغرب عهد المؤسسات والقوانين إلا أن بعض العقليات مازالت متمسكة بالعهد البائد وكأنها في عالم يخصها لوحدها دون رقيب ولا حسيب.
وحسبنا في هذا ما يحصل في بعض المؤسسات العمومية ليعم النفور منها وتعم الانتهازية عند أصحاب المؤسسات الخصوصية الذين مافتئوا يستغلون الوضع ليفرضوا زيادات خيالية كل موسم دراسي حتى أصبحت المؤسسات الخصوصية تقتصر على ذوي المداخيل الكبيرة دون غيرها.
نأمل أن يحقق البرنامج الاستعجالي أهدافه لتعود المؤسسات التعليمية العمومية اشعاعها وهيبتها وأعتقد أن الخطوات الجبارة المبذولة خلال المواسم الأخيرة رغم بطئها أثناء التنفيذ تسير في الطريق الصحيح ومن شأنها أن تنهض بالمؤسسات التعليمية وتعيدها الى سكتها الصحيحة. فرغم التقهقر ورغم التراجع فمازالت المؤسسة التعليمية العمومية تنتج النخبة من حيث النتائج رغم قلتها.
وأمام التسيب الذي تعرفه العديد من المؤسسات التعليمية الخصوصية فإننا نطالب المسؤولين بوزارة التربية الوطنية التدخل الفوري والعاجل للحد من نزيف الانتهازية والفوضى.






    رد مع اقتباس