عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-10, 18:37 رقم المشاركة : 1
مريم الوادي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية مريم الوادي

 

إحصائية العضو







مريم الوادي غير متواجد حالياً


وسام المراقبة المتميزة

b7 (المهم هو المشاركة..)


(المهم هو المشاركة..)
كأني بهاته العبارة أضحت شعارا لكل عربي ، بدءا من أجيال المستقبل ، مرورا بشباب الأمة ،ووصولا إلى أكبر المسؤولين ..
لطالما تأملت هاته المقولة ، بحثا عن شيء واحد ،جميل فيها ، يجعلها تتربع على عرش الملفوظات الأكثر استعمالا لدى المواطن العربي..
لكن عبثا تأملتها ..
لقد وجدتها جوفاء تحفز على الكسل والخنوع والاستسلام ..
عندما يرسب أطفالنا في امتحان كشف المستوى، أو في سباق مدرسي ،وتضيع منهم الجوائز الثلاثة الأولى ،نحضنهم بحرارة ونقبلهم ونقول لهم : لابأس عزيزي، المهم هو المشاركة..
نخشى عليهم من الصدمة ومن الانتكاس :فنبحث عن عبارة تهدئ من أعصابهم، وتجعلهم يعتقدون بأنهم انجزوا شيئا مهما مع أنهم لم ينجزوه ..نتحايل على عقولهم الصغيرة ونجعلهم ينسوا طعم الهزيمة ،ونحرمهم من فرصة البكاء لأنهم تأخروا مقارنة بزملائهم ،وهكذا نقضي شيئا فشيئا على أنفتهم وعزة نفسهم وروحهم القتالية التنافسية.
وعندما يتأهل منتخبنا عربي واحد يتيم لكأس العالم، ونعقد عليه الآمال ونبني الأحلام ..
ونستيقظ فجأة على كابوس خروجه من الكأس ،يأتي الشباب المغمور العائد من أرض الهزيمة،
ليقول لنا في استجواباته الصحفية :المهم هو المشاركة ..
فماذا يفعل عشاق المستديرة الذين خاصموا زوجاتهم وهجروا بيوتهم ،وسكنوا المقاهي ،طمعا في تذوق طعم الفرح العربي..؟؟
ألن يكسروا الشاشات، ويمزقوا الجرائد، ويقذفوا بالحجارة..؟؟؟ ليقول عنهم الغرب بعد ذلك متخلفين ..
لماذا ياترى تكرس لدينا هذا الحس الاستسلامي ؟ وهذا الخنوع والرضا بالهزيمة ؟
لماذا لا نبكي عندما ننهزم ولا نمتنع عن الأكل والشرب؟
لماذا لا تحذونا الرغبة في الاجتهاد أكثر وتحصيل الفائزين؟
لماذا ماتت النخوة فينا وبتنا شعوبا كسولة خمولة؟؟
لماذا تغطي هزيمتها بجملة لا تكلفنا عناء التفكير في أسباب الهزيمة ؟
فهل المهم فعلا هو المشاركة؟؟
أم أن المهم في المشاركة هو الفوز ،والإبداع ،والتألق ،والتتويج ؟؟
بقلمي
مريم الوادي
أكتوبر 2010






    رد مع اقتباس