3/ التعامل مع القران الكريم باعتباره الأصل الأول للمعرفة الإسلامية

يعتبر القران الكريم المصدر الأول للتشريع والمعرفة، ويقدم لنا حقائق علمية ومعرفة تابثة في عالمين مختلفين
- عالم الغيب: قال تعالى: " وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو " سورة الأنعام الاية 59
فهذا العالم اختص الله تبارك وتعالى بعلمه ولا يظهر عليه أحدا من خلقه إلا من ارتضى من الرسل مصداقا لقوله تعالى " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول. فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " سورة الجن الاية 26*27 . وهذا العالم يشتمل على أحداث غيبها الله تعالى مثل وجود الملائكة والجنة والروح والنار والجن ... وهذه المعارف يقينية تابثة لأنها صادرة من خبر الوحي فلا مجال فيها للشك
- عالم الشهادة: ويشتمل على قسمين : الافاق والأنفس وكل منها يقبل الملاحظة والدراسة، وقد خص الله تعالى الانسان بالعقل بهدف إعماله في التأمل والتفكر والتدبر في ايات الله تعالى من هذا الكون قصد استكشاف اسراره الالهية واخلاص عقيدته لله تعالى وتصحيح سلوكه ومعاملاته وفق المبادئ الشرعية

4/ نماذج معرفية في القران الكريم
أ - التاريخ: وهو كل ما تتناوله القران الكريم من أخبار القرون الأولى ( قصة خلق ادم، قصة يوسف عليه السلام، قصة موسى وهارون مع فرعون ...) وكلها معارف يقينية لأنها صادرة من الوحي
ب - علوم الحياة والأرض: إن القران الكريم يتضمن حقائق علمية تابثة لم يكتشفها العلم إلا حديثا منها ما يتعلق بخلق الإنسان ومنها ما يتعلق بالتداوي والاستشفاء بالعسل وغيرها كثير في القران الكريم، قال الله تعالى: " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون. ثم كلي من كل التمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس، إن في ذلك لاية لقوم يتفكرون " سورة النحل الاية 68*69
ج - الفلك: قال الله تعالى '' واية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون، والشمس تجري لمستقراها، ذلك تقدير العزيز العليم، والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم " يس الاية 37*39
يتبين لنا من خلال هذه الاية أن القران الكريم أشار إلى حقائق علمية لم يكن الناس يعلمون عنها شيئا، لكن العلم الحديث استطاع اثبات بعضها في القرون الأخيرة كحركة الشمس والقمر وتعاقب الليل والنهار
د - استنتاج
من أهم الدروس التي استخلصناها من هذا الدرس ما يلي:
* عدم تقديم أي شيء من كلام البشرعلى القران الكريم باعتباره الأصل الأول للمعرفة
* اتخاذ القران الكريم مصدرا أساسيا لكل دراساتنا وبحوثنا
* الاستعانة بالقران والرجوع اليه لايتنباط الحقائق المعرفية الموجودة في القران
* أن يكون القران أصلا للتربية والتعليم والتوجيه