عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-07, 13:13 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي فتيات ضاية إفراح يتركن الدراسة ويحلمن بعريس من المدينة


فتيات ضاية إفراح يتركن الدراسة ويحلمن بعريس من المدينة


فاطمة ياسين

الصحراء المغربية : 07 - 10 - 2010
وسط قرية صغيرة، تحيط بجنباتها ضاية إفراح، في ضواحي مدينة إفران، تجلس فتيات أعمارهن بين 14 و 18 سنة، يرددن أغاني شعبية، في انتظار فارس الأحلام، الذي قد يأتي من مدن فاس، وإفران، ومكناس، والرباط، والدارالبيضاء.
فتيات في عمر الزهور، يتمتعن بجمال فاتن وبياض ناصع، كالثلج المتهاطل على المنطقة بغزارة في كل فصل شتاء، زادتهن الطبيعة جمالا، ونحتت قوامهن حتى بات ممشوقا، فهن لا يعرفن معنى الحمية أوعمليات شطف الدهون والسيلكوز والسيلكون، التي تعد من آخر صيحات موضة التجميل لدى نساء العالم، سواء الجميلات أو الذميمات.
رغم أن الطبيعة أنعمت على هؤلاء الفتيات بجمال أخاذ، إلا أنها حرمتهن من الدراسة والتعلم. تقول نادية (18 سنة) "كان حلمي الوحيد أن أحصل على شهادة الباكالوريا، وأصبح معلمة أدرس أبناء الدوار".
صمتت نادية بضع دقائق، ورددت بصوت حزين "نحن الفتيات محرومات من كل شيء، وأملي أن يكون فارس أحلامي من مدينة مكناس، حتى أضمن لأبنائي مستقبلا دراسيا عاليا".
وأضافت أن بعد المدارس والثانويات يجعل أولياء أمورهن يمنعهن من إتمام الدراسة، خوفا عليهن من الاعتداءات الجنسية.
نادية ليست الفتاة الوحيدة، التي تبحث عن زوج من خارج ضواحي ضاية إفراح، بل عبرت عشرات الفتيات، اللواتي التقتهن "المغربية"، عن معاناتهن مع الدراسة، إذ انقطع أغلبهن عن الدراسة في سن مبكر، في مستوى الرابع والخامس والسادس أساسي، وينتظرن قدوم فارس الأحلام.
معظم فتيات ضاية إفراح يفضلن الزواج برجل يتحدر من المدينة، ولديهن حلم واحد، هو تعليم أبنائهن. قالت فاطمة (17 سنة)، إنها كانت تحلم بالزواج من شاب له مؤهل علمي عال، يوفر لأبنائها حياة سعيدة، ويستفدون من التعليم في أحسن المدارس، لكنها فوجئت، بعد رمضان، بخطبتها من رجل أمي، لم يسبق له أن ولج المدرسة.
تعيش فاطمة حالة نفسية صعبة، ففي الوقت الذي حاولت الحديث مع "المغربية"، طلبت منا مرافقتها إلى البيت، بحجة ولوج المرحاض، حتى لا يشك أحد من أفراد العائلة في الرسالة التي تريد أن توصلها، وفجأة، انهمرت عيناها بالدموع، وقالت بصوت حنق "أريد أن أفسخ خطبتي، وأتزوج من شاب يشتغل في المدينة، حتى لا تحرم بناتي من الدراسة".
وأضافت فاطمة "كان حلمي أن أصبح طبيبة،لأنني عشت معاناة في الدوار، فلحد الآن، المركز الصحي الوحيد لا يوجد به طبيب أوممرض، ما يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة للذهاب إلى المستشفى، بإفران أو فاس".
تقضي تلك الفتيات وقتهن في جلب الماء وتنظيف المنزل ومساعدة أمهاتهن في جمع الحطب، استعدادا لفصل شتاء بارد، ومنهن من يصطفن على جنبات الطريق، لبيع بعض المنتوجات، التي تزخر بها المنطقة، مثل البيض البلدي والدجاج وثمار الخروب والسدر، المعروف بالنبق.
وتعتبر ضاية إفراح من أكبر بحيرات الأطلس المتوسط، توجد بالقرب من مدينة إفران، وغالبا ما تكون مغطاة بالثلوج، في منظر يسحر الزوار.






    رد مع اقتباس