عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-06, 16:12 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي مصر تُنقّح مناهج التاريخ وتقلب الفتح العثماني إلى غزو


مصر تُنقّح مناهج التاريخ وتقلب الفتح العثماني إلى غزو


التجديد

التجديد : 06 - 10 - 2010
أجرت وزارة التربية والتعليم المصرية تغييرا على كتب التاريخ في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية التي تهتمّ بتدريس الفتح العثماني لمصر.
ورغم أن تحديث المقرّرات شأن خاص بالوزارة، إذ من الطبيعي أن تتغيّر المناهج مواكبة للتطورات الجديدة، فإن تغييرا من هذا النوع كان لافتا ومثيرا للجدل.. فقد تحوّل الأمر إلى قضية سياسية استراتيجية، وفُتحت ملفّات شائكة ربطت هذا التنقيح في مناهج تدريس تاريخ الخلافة العثمانية في مصر بالأحداث السياسية التي تمرّ بها المنطقة اليوم وبموقف خاص من قبل الحكومة المصرية تجاه حكومة العدالة والتنمية التركية، بحسب تقرير العرب أونلاين.
يذكر أن كتب التاريخ القديمة تصف دخول العثمانيين إلى مصر بالفتح، في حين حوّلت الكتب المعدّلة الفتح إلى غزو، وعُوّضت الدولة الأموية بالدولة الإسلامية. وفي شرح درس الغزو العثماني، يعتبر التاريخ المدرسي الجديد أن العثمانيين دخلوا مصر غازين واستعمروها لمدة ثلاثة قرون كان خلالها حكمهم جامدا أغرق مصر والعالم العربي في التخلف؛ وقد لجأ العثمانيون إلى الدين واستخدموه لاستمرار فرض سيطرتهم على العالم العربي.
وجاءت التعديلات التي أُجريت على منهج التاريخ بتساؤلات كثيرة وفجّرت خلافات كبيرة بين المؤرّخين والتربويين والسياسيين ووصلت حدّ منبر مجلس الشعب الذي انقسم أعضاؤه إلى موالين لإصلاح الخطأ الذي وقعت فيه كتب التاريخ المصرية على مدار سنوات طويلة، والذي لا دوافع سياسية وراءه، وبين معارضين رأوا أن هذا التغيير ما هو إلا محاولة لتوظيف التاريخ لتحقيق مآرب سياسية، وهي محاولة تستهدف إبعاد شبح تركيا عن المنطقة حسب ما نقلته بي بي سي على لسان د. جمال زهران، العضو المستقل بمجلس الشعب، منبها إلى احتمال أن يكون هذا تمهيدا لمطالبة تركيا الحالية بتعويضات عما يوصف بالغزو العثماني لمصر.
ويوافقه الرأي الخبير التربوي جمال عبد الهادي الذي يرى، في تصريحه لالعربية.نت، أن هذا التغيير يعدّ ردا سياسيا مصريا على الدور التركي في العالم الاسلامي والمنطقة العربية، ومحاولة لدحض هذا الدور والتقليل منه خاصة في ظل الحديث عن ارتباط هذا الدور بالخلافة العثمانية التي يعتبرها بعض المؤرخين آخر دول الخلافة الإسلامية. ومن جانبها، اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين أن ما أقدمت عليه الحكومة المصرية مردّه خطة وراءها قوى صهيونية أمريكية غايتها تشويه التاريخ العثماني في مصر وفي العالم العربي وإظهار الخلافة العثمانية كدولة احتلال وليس كخلافة إسلامية عظيمة، في محاولة لتحجيم الدور التركي المتصاعد عربيا وإسلاميا.
وفي الجهة المقابلة يرى كلّ من د. كمال مغيث، الخبير بالمركز القومي للبحوث التربوية وحسام عبد الحليم معلم مواد اجتماعية بمديرية التعليم بالقاهرة أن مصطلح غزو هو المصطلح العلمي الأدق لوصف لا فقط التواجد العثماني في مصر، بل أيضا الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص سنة 641 ميلادية، فكلاهما، بحسب تصريحهما لصحيفة بشاير الالكترونية، يعدّ غزوا وفقا للمعايير العلمية لقراءة التاريخ، فليس من المنطقي اعتبار دخول عمرو بن العاص والسلطان سليم الأول لمصر فتحا وحملة بونابرت غزوا.






    رد مع اقتباس