قال الطفل الذي أصبح كهلاً
في بطن أمه قبل أن تلده
وشاخ بعد ميلاده بقليل:
. . .
وكنت أنتظر عيد الميلاد
وأنتظر أن يرمي لي"رجل الهدايا"
هديتي من المدخنهْ
لكن "رجل الهدايا "
جاء قبل موعده بقليل
ولم يرم بهديتي من المدخنة ، ببساطهْ
لأنها كانت أكبر مما توقعت
أكبر من أن يحتويها ثقب المدخنهْ
ففكر أن يجعل في سقف بيتنا ثقباً
يكون كبيرا بحجم الهديهْ
لا يهم إن سقط سقف بيتنا
المهم أن تصلني الهديهْ
أن أفتح الهديهْ
كانت عنقودية تفوح منها رائحة الموت
والهمجيهْ
لم تكن لي وحدي
كانت تحمل حياة أبي
وفقرات عمود أمي الفقري
وأطراف أختي ، وبعض دمي
كانت هدية عائليهْ
سأحتفظ بها إلى الأبدِ
كي أكره لونها الأزرق الفاتح
ورائحة الهمجيهْ
سأحتفظ بها ، لذكرى أبي
من أجل أمي الممددة في سرير العناية المركزة
من أجل أختي التي أصبحت أشلاءا
سأحتفظ بها ، حتى لا تُنسى الملحمة الغزيهْ
سأخرج بها إلى كل الشوارع
لأجد آلاف مثلي ، يحملونَ
هدايا عنقوديهْ ، وسنقولها بصوت
يخترق آذان الآلات البربريهْ:
كحاطب ليل أنتمْ
قطعتمْ ، قتلتم. . . وخربتمْ
وتركتم لنا ، هذه الهدايا
التي تعلم الأجيال ، وإلى الأبد ،
كيف يكرهونَ ، اللون الأزرق الفاتح
ورائحة الهمجيهْ