رد: الحجاب قناعة أم قناع...؟ | بارك الله فيك أخي أبو عمران على الموضوع . لن أدخل كثيرا في الجوهر بل سأعرج على الشكل كإطار لحفظ و تنظيم هذا الجوهر . كل موضوع للنقاش يجب أن يوضع في إطاره حتى نكون موضوعيين و علميين أكثر في مقارباتنا . عندما تطرح مقابلة في كرة القدم للنقاش يجب أن تحلل من منظور الخبير في المجال بمصطلحاتها ( تدريب هجوم أهداف خطة ركلات حرة . . . ) و عندما نناقش موضوع تربوي يناقشه أهل الميدان بمفاهيم البيداغوجيا و المناهج و الديداكتيك و علم النفس . . . و إذا كان المفهوم شرعيا فعلينا أن نكون من أهل الخبرة في المجال و نناقشه بعلومه من ( أنواع الحديث و درجاته ، الناسخ و المنسوخ ، فقه الواقع ، التفسير و أنواعه ، الإجماع ، الخلاف و أنواعه . . . ) أما أن نكون من أهل النجارة و نقتحم عالم الميكانيك دون دراية مسبقة فإن ما سنفسده أضعاف ما سنصلحه إن أصلحنا شيئا أصلا . ليس من الضروري و لا من المنطق أن نقحم أنفسنا في جميع المواضيع بحجة المناقشة و الحوار إلا إذا كنا نملك قدرا كافيا من الصنعة و المهارة في مجال هذا الموضوع . ثم أثني بتساؤلك أخي الذي يحمل بعض التحامل الضمني - من الناحية التعبيرية فقط - على الحجاب لأنه وضعه بين احتمال القناعة و القناع . فالحجاب حجاب لا يتغير حكمه و لا مفهومه و لا ينزلق نحو قارعة القناع و الذي يتحمل وزر ما نراه و نستنكره هي صاحبته فهي المستحقة للنعت و ليس الحجاب في حذد ذاته . من ناحية ثانية لا يقبل وضع الحجاب في محك القناعة لأننا إذا قبلنا ذلك فسنقبل أن تكون الصلاة قناعة و الصيام قناعة و الحج قناعة و أركان الإيمان قناعة فيصبح الدين بكامله لعبة في أيدي الناس يتقاذفونها بنعال القناعة ، و هذا ليس معناه أن نفرضه بالقوة العمياء و الضغط و الإكراه على نسائنا و بناتنا ، كلا و ألف كلا ، فهذا المنهج لا يجلب إلا النفور و التنفيذ الشكلي . مودتي الخالصة | آخر تعديل عمر أبو صهيب يوم 2010-10-02 في 14:36. |