عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-01, 08:10 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي انخفاض الأداء وواقع الأنظمة التعليمية في الدول المغاربية


انخفاض الأداء وواقع الأنظمة التعليمية في الدول المغاربية
من:نادية أفتات

الأنظمة التعليمية في المغرب الكبير هي ترجمة لسياسة الدول المغاربية، بحيث أن التربية والتعليم (المدرسة) جهاز من أجهزة الدولة الإيديولوجية التي من خلالها يتم التحكم في هندسة المجتمع (السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية…)، سواء من أجل التغيير والتقدم أو المحافظة على الأوضاع القائمة.
المغرب الطموح، حاول الرفع من مستوى التعليم عبر إصلاح تربوي شامل (الميثاق الوطني للتربية والتعليم) لتخطي المشاكل المطروحة وتكييف التعليم مع متطلبات الواقع الجديد، واستغلال رأس المال البشري من خلال توجيه التعليم إلى خدمة السوق.
ومن ثم جاءت التّوصيات الرسمية للنهوض بمستوى اللغات الأجنبية للتعامل مع متطلبات السوق محليا وخارجيا.
الواقع يؤكد استمرار عجز التلاميذ في التّحصيل العلمي الجيّد وخاصة اللغات الأجنبية لدى تلاميذ الأقسام النهائية في الأطوار الثلاثة من خلال النتائج المسجّلة في سنوات ما بعد الإصلاح.
فهل يمكننا أن نتساءل عن قدرة المُعلم أو المُدرس وما يستطيع فعله لتحفيز التلميذ وتشجيعه للإهتمام باللغات؟؟
العديد من الأسر المتتبعة للشأن التعليمي ترى أن ضعف مستوى معظم المعلمين المتعاقدين أو المتخرجين وتوظيف مدرسين لا علاقة لهم بالمادة سبب رئيسي في تهاون التلاميذ أثناء دراستهم للمادة وعدم الإهتمام بها لدرجة العداء أحيانا!!
ومن تّم نقول أن للفشل أسباب مركبّة ومتداخلة، وأي علاج تجزيئي يبقى بدون جدوى ولايعطي النتائج الإيجابية المرجوة. فالمعلم أو المدرس عنصر، والأسرة والمجتمع والجهاز الإداري والتربوي والفضاءات والخدمات المدرسيّة كلها عناصر تفتعل وتتفاعل وتساهم وتنعكس على المتعلم.
فكيف نتساءل حول آلية تحفيز المُدرس لأكثر من 40 تلميذ في القسم الواحد؟؟
مشكل الاكتظاظ يؤكد أن المعنيين بتسيير الشأن التعليمي لا يربطون في تخطيطهم الخريطة المدرسية بالأبعاد التربوية والتحصيلية بقدر ما يسجنون أنفسهم داخل الاعتبارات العددية التي تعاكس الأهداف التربوية وأهداف الإصلاح.
المدرسة في المغرب تتخبط في أزمات بنيوية عويصة على جميع الأصعدة والمستويات، فضعف التلاميذ في اللغة الأجنبية راجع للسياسة التي تتبعها وزارة التربية الوطنية في تعليم اللغات الأجنبية، حيث يظهر انفصام اللغات المستعملة في التعليم الأساسي و الثانوي من جهة، والتكوين المهني و التعليم العالي العلمي و التكنولوجي من جهة ثانية، ناهيك عن التدني العام الملحوظ لكفاية امتلاك قدرات التعبير والتواصل اللغوي.
لتحسين المستوى الدراسي للمتعلمين وتحفيزهم على التركيز والتعلم، يجب توفير مناخ مادي وتربوي واجتماعي مناسب لرفع التحدي بجعل التربية والتكوين ثاني أولوية وطنية بعد الوحدة الترابية إلى جانب رهانات التعميم والجودة والتحديث.. لإعادة الفعالية المرجوة للمدرسة، والثقة والجدية.







    رد مع اقتباس