عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-30, 23:23 رقم المشاركة : 43
محمد الورزازي المحمدي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية محمد الورزازي المحمدي

 

إحصائية العضو








محمد الورزازي المحمدي غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام المركز الأول في المسابقة الأدبية

افتراضي رد: الاختلاط في تعليمنا : ضرورة أم خطورة


أخي العزيز المجدد المحترم عازف الليل ،اليوم والأمس ، حلَّلْتُ ، صحبة تلامذتي ، في الجذع المشترك العلمي ، نصا جميلا لنجيب محفوظ ، استنتجنا منه رسالة مهمة جدا مؤداها أن من نعتبره - خطأ أو صوابا -عدوا ، مهما كانت شراسته ، يمكن أن يفيدنا في مجالات متعددة منها :
- يعلمنا ما نجهله .
- يضعنا أمام مرآة تنكشف فيها بثور وجوهنا .
- يساعدنا على اكتشاف أخطائنا ، فالإقرار بها ثم الانتقال إلى تصحيحها .
- يذكرنا بنقاط قوتنا ، لنعززها ، ونقاط ضعفنا لنواجهها بشجاعة ، وبذلك يتيح لنا إمكانية تحويل الهزيمة إلى انتصار ، أو ، على الأقل ، إلى هزيمة بأقل الخسائر .
- وانطلاقا مما سبق ، يمكننا أن نراجع موقفنا مـــن " الآخر " الذي نعتبره ، على الدوام متآمرا . نعم كم من فرص فوتناها على أنفسنا تحت عنوان : نظرية المؤامرة .! وهو ما يدعونا نقيضا لذلك ، إلى ضرورة تجنب الوقوع في نظرية التفوق المغرور، التي قد توقعنا تحت رحى الارتخاء أو الترهل والوهن .
بدا لي ضروريا أن أتناغم مع منطق تفكيرك أخي عازف الليل، لكي أنتهي إلى أن التربية ، التي يجب أن تكون المنطلق والمنتهى ، في دعواتنا لحصار العلاقة بين الرجل والمرأة ، بين الشباب الذكور منهم والإناث في المؤسسات التعليمية ، بدعوى أن أصل الاختلاط وردنا من الغرب ، ناسين أو متناسين أنه حاصل في كل بقاع الدنيا دون أن يخلف جعجعة ، بل طحينا لأنه جعل شعارا له :
** الاحترام المتبادل بين الجنسين .
** نعم للجمال ، لا للقبح ( إن الله جميل يحب الجمال ). وقمة الجمال في العلاقات الإنسانية أن يحب بعضنا بعضا - مختلطين بطهر - في الله ، وأن يحب كل منا لأخيه/أخته ما يحبه لنفسه ، وأن يكره له/لها ما يكره لنفسه ( لا يتم إيمان المرء حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، مستحضرين : أترضاه لأمك ، لزوجتك، لأختك ... ولأن لا أحد منا سيرضى إساءة - من أي نوع - لهن ، فإنه لن يرضاه لغيرهن من القوارير التي أمرنا أن نرفق بهن ، ومن الرفق بهن ألا نسمح بأن يلحقهن أقل سوء أو خدش ...
ذاك هو المنطق - في نظري -الذي يجب أن نجلس من أجله مع أطفالنا وشبابنا على طاولة واحدة للحوار والإصغاء الصبور المتبادل ، دون يأس ، ودون استعجال الثمار ، لأن الأمر يتعلق بمشروع حضاري بامتياز ، ستطال نتائجه الإيجابية كل المجالات.
تحيتي لكل من أحسن الإصغاء متوخيا الفهم ، متشبثا بالحوار الهادف ، مكرسا للنقاش الجاد.
تقديري واحترامي لكم / ن جميعا بلا استثناء .





التوقيع

ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه
( أبو الطيب المتنبي )
***********

    رد مع اقتباس