عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-28, 07:24 رقم المشاركة : 2
عمر أبو صهيب
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية عمر أبو صهيب

 

إحصائية العضو








عمر أبو صهيب غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام منضم مسابقة المقدم

الوسام الذهبي

وسام المشاركة

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المركز الاول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام المركز الثاني في مسابقة استوقفتني آية

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: شبهات مهترئة و ردود قاصمة


مسألة عدالة الصحابة رضي الله عنهم

من أعظم الشبهات التي يرددها الطاعنون في الصحابة رضي الله عنهم ويشنعون على من يعتقد بها، مسألة مفهوم عدالة الصحابة.

معنى العدالة


العدالة لغة : العدل خلاف الجور ، يقال : عدل عليه في القضية فهو عادل ، وبسط الوالي عدله ومعدِلته ومعدَلته ، وفلان من أهل المَعدلة ، أي : من أهل العدل ، ورجل عدل ، أي : رضا ومقنع في الشهادة ، وهو في الأصل مصدر ، وقوم عدل وعدول أيضاً : وهو جمع عدل وقد عُدل الرجل بالضم عدالة .. إلى أن قال : وتعديل الشيء : تقويمه ، يقال : عدلته فاعتدل ، أي : قومته فاستقام.[1]

وجاء في المصباح المنير : وعدلت الشاهد نسبته إلى العدالة ووصفته بها .[2]

وجاء في القاموس : العدل ضد الجور ، وما قام في النفوس أنه مستقيم كالعدالة والعَدولة والمعدِلة والمعدَلة .[3]

فمن هذه التعاريف اللغوية تبين أن معنى العدالة في اللغة الاستقامة ، وأن العدل هو الذي لم يظهر منه ريبة ، وهو الذي يرضى الناس عنه ويقبلون شهادته ويقتنعون بها .

العدالة اصطلاحاً : تنوعت عبارات العلماء في تعريف العدالة في الاصطلاح :

عرف الخطيب البغدادي في الكفاية العدالة بقوله : العدل هو من عرف بأداء فرائضه ولزوم ما أمر به وتوقي ما نهي عنه ، وتجنب الفواحش المسقطة وتحري الحق والواجب في أفعاله ومعاملته والتوقي في لفظه مما يثلم الدين والمروءة فمن كانت هذه حاله فهو الموصوف بأنه عدل في دينه ومعروف بالصدق في حديثه وليس يكفيه في ذلك اجتناب كبائر الذنوب التي يسمى فاعلها فاسقاً حتى يكون مع ذلك متوقياً لما يقول كثير من الناس أنه لا يعلم أنه كبير . [4]

ويعرف ابن الحاجب العدالة بقوله كما في مختصر المنتهى : محافظة دينية تحمل على ملازمة التقوى والمروءة ، وليس معها بدعة ، وتتحقق باجتناب الكبائر وترك الإصرار على الصغائر ، وبعض الصغائر وبعض المباح .[5]

تعريف ابن الهمام : ذهب ابن همام الذين في تعريف العدالة كما في كتابه التحرير إلى أنها : ملكة تحمل على ملازمة التقوى والمروءة ، والشرط : أدناه ترك الكبائر ، والإصرار على صغيرة ، وما يخل بالمروءة .[6]

ويعرف بعض أهل العراق العدالة بأنها : عبارة عن إظهار الإسلام فقط مع سلامة المسلم عن فسق ظاهر ، فمتى كانت هذه حاله وجب أن يكون عدلاً ، فكل مسلم مجهول عنده عدل . [7]

ويعرف القرافي العدالة على أنها كما في كتابه شرح تنقيح الفصول إلى أنها : اجتناب الكبائر وبعض الصغائر والإصرار عليها ، والمباحات القادحة في المروءة .[8]

وعرفها الغزالي كما في المستصفى: والعدالة عبارة عن استقامة السيرة والدين ويرجع حاصلها إلى هيئة راسخة في النفس تحمل على ملازمة التقوى والمروءة جميعاً ، حتى تحصل ثقة النفوس بصدقه فلا ثقة بقول من لا يخاف الله تعالى خوفاً وازعاً عن كذب ن ثم لا خلاف في أنه لا يشترط العصمة من جميع المعاصي ولا يكفي أيضاً : اجتناب الكبائر بل من الصغائر ما يرد به كسرقة بصلة وتطفيف في حبة قصداً ، وبالجملة كل ما يدل على ركاكة دينه إلى حد يستجرئ على الكذب بالأغراض الدنيوية كيف وقد شرط في العدالة التوقي عن بعض المباحات القادحة في المروءة نحو الأكل في الطريق والبول في الشارع وصحبة الأراذل وإفراط المزاح وضبط ذلك فيما جاوز محل الإجماع أن يرد إلى اجتهاد الحاكم فما دل عنده على جرأته على الكذب رد الشهادة به وما لا فلا .[9]

وعرفها الحافظ ابن حجر في نزهة النظر : المراد بالعدل من له ملكة تحمله على ملازمة التقوى والمروءة ، والمراد بالتقوى : اجتناب الأعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة .[10]

وعرفها أيضاً في الفتح بقوله : والعدل والرضا عند الجمهور من يكون مسلماً مكلفاً حراً غير مرتكب كبيرة ولا مصر على صغيرة . [11]

هذه تعريفات أهل العلم للعدالة في الاصطلاح ، وهي وإن تنوعت عباراتها إلا أنها ترجع إلى معنى واحد وهو أن العدالة ملكة في النفس تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة ولا يتحقق للإنسان إلا بفعل المأمور وترك المنهي ، وأن يبعد عما يخل بالمروءة ، وأيضاً : لا تتحقق إلا بالإسلام والبلوغ والعقل والسلامة من الفسق .

والمراد بالفسق : ارتكاب كبيرة من كبائر الذنوب والإصرار على صغيرة من الصغائر لأن الإصرار على فعل الصغائر يصيرها من الكبائر .

والمروءة التي يعبر عنها أهل العلم : هي الآداب النفسية التي تحمل صاحبها على الوقوف عند مكارم الأخلاق ومحاسن العادات وما يخل بالمروءة يعود إلى سببين :

الأول : ارتكاب الصغائر من الذنوب التي تدل على الخسة كسرقة شيء حقير كبصلة أو تطفيف في حبة قصداً .

الثاني : فعل بعض الأشياء المباحة التي ينتج عنها ذهاب كرامة الإنسان أو هيبته وتورث الاحتقار ، وذلك مثل كثرة المزاح المذموم .

ولم تتحقق العدالة في أحد تحققها في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فجميعهم رضي الله عنهم عدول تحققت فيهم صفة العدالة ومن صدر منهما يدل على خلاف ذلك كالوقوع في معصية فسرعان ما يحصل منه التوجه إلى الله تعالى بالتوبة النصوح الماحية التي تحقق رجوعه وتغسل حوبته فرضي الله عنهم أجمعين .

تعديل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم للصحابة رضي الله عنهم أجمعين ..

لقد تضافرت الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على تعديل الصحابة الكرام ، مما لا يبقى معها لمرتاب شك في تحقيق عدالتهم ، فكل حديث له سند متصل بين من رواه وبين المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لم يلزم العمل به إلا بعد أن تثبت عدالة رجاله ، ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم بنص القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. [12]

ولبيان هذه المسألة نقول أولاً وقبل كل شيء لابد لنا من بيان إن الأصل عندنا هو ثناء الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم على الصحابة رضي الله عنهم. فالقرآن الكريم مليء بعشرات النصوص الدالة على إيمان وفضل هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم، كقوله تعالى : وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ [الأنفال : 62-64].

وقوله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً }البقرة/143 . ووجه الاستدلال بهذه الآية : أن معنى كلمة ( وسطاً ) عدولاً خياراً ، ولأنهم المخاطبون بهذه الآية مباشرة . وقد ذكر بعض أهل العلم أن اللفظ وإن كان عاماً إلا أن المراد به الخصوص ، وقيل : إنه وارد في الصحابة دون غيرهم .[13] فالآية ناطقة بعدالة الصحابة رضي الله عنهم قبل غيرهم ممن جاء بعدهم من هذه الأمة .
وقوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }آل عمران/110 . ووجه الاستدلال : أنها أثبتت الخيرية المطلقة لهذه الأمة على سائر الأمم قبلها وأول من يدخل في هذه الخيرية المخاطبون بهذه الآية مباشرة عند النزول هم الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وذلك يقتضي استقامتهم في كل حال وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخاطبة ، ومن البعيد أن يصفهم الله عز وجل بأنهم خير أمة ولا يكونوا أهل عدل واستقامة ، وهل الخيرية إلا ذلك ، كما أنهلا يجوز أن يخبر الله تعالى بأنه جعلهم أمة وسطاً أي عدولاً وهم غير ذلك. [14]

وقوله : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنْكُمْ وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الأنفال : 74-75]. ففي هذه الآية وصف الله تعالى عموم المهاجرين والأنصار بالإيمان الحق ومن شهد الله له بهذه الشهادة فقد بلغ أعلى مرتبة العدالة .

وقوله تعالى : وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 100]. ووجه الدلالة : أن الله تعالى أخبر فيها برضاه عنهم ولا يثبت الله رضاه إلا لمن كان أهلاً للرضا ، ولا توجد الأهلية لذلك إلا لمن كان من أهل الاستقامة في أموره كلها عدلاً في دينه .

يقول الطبرسي وهو من كبار علماء الإمامية في تفسيره لهذه الآيات : ((وفي هذه الآية دلالة على فضل السابقين ومزيتهم على غيرهم لما لحقهم من أنواع المشقة في نصرة الدين، فمنها : مفارقة العشائر والأقربين، ومنها : مباينة المألوف من الدين، ومنها : نصرة الإسلام وقلة العدد وكثرة العدو، ومنها : السبق إلى الإيمان والدعاء إليه)).[15]

ويقول الطباطبائي : ((المراد بالسابقين هم الذين أسسوا أساس الدين ورفعوا قواعده قبل أن يشيد بنيانه ويهتز راياته، صنف منهم بالإيمان واللحوق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والصبر على الفتنة والتعذيب، والخروج من ديارهم وأموالهم بالهجرة إلى الحبشة والمدينة، وصنف بالإيمان ونصرة الرسول وإيوائه وإيواء من هاجر إليهم من المؤمنين والدفاع عن الدين قبل وقوع الوقائع)).[16]

ولا شك أن الله عز وجل لا يرضى لعباده إتباع من خالف نهجه ثم يعدهم الجنات والفوز العظيم لولا أنهم تمسكوا بهدية ونالوا رضاه. فبمجموعهم ارتفع عنهم الخطأ والضلالة فكانوا القدوة وأصبحوا بذلك أولى وأول من شملهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا تجتمع أمتي على ضلالة أو خطأ)).

وفي رواية : ((إن أمتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم)).

وفي رواية : ((إن الله لا يجمع أمتي - أو قال : أمة محمد - على ضلالة، ويد الله على الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار.

وقال : عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ولم يجمع الله عز وجل أمتي إلا على هدى)).

وقال : ((لا يجمع الله عز وجل أمر أمتي على ضلالة أبدا)).

وقال : ((لن تجتمع أمتي على ضلالة أبدا)).

وقال : ((إن الله تعالى قد أجار أمتي أن تجتمع على الضلالة وغيرها)).[17]

وفي هذا قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : ((وما كان الله ليجعلهم أي المهاجرين والأنصار - وفي لفظ : ليجمعهم- على ضلالة ولا يضربهم بالعمى)).[18]

ويقول رضي الله عنه للخوارج وقد خطئوه وضللوه : ((فإن أبيتم إلا أن تزعموا أني أخطأت وضللت فلم تضللون عامة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بضلالي)).[19]

وعن الصادق رحمه الله وقد سأله سائل : ((إن للإيمان درجات ومنازل، يتفاضل المؤمنون فيها عند الله ؟ قال : نعم، قلت : صفه لي رحمك الله حتى أفهمه، قال : إن الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان، ثم فضلهم على درجاتهم في السبق إليه، فجعل كل امرئ منهم على درجة سبقه، لا ينقصه فيها من حقه ولا يتقدم مسبوق سابقا ولا مفضول فاضلا، تفاضل لذلك أوائل هذه الأمة وأواخرها ولو لم يكن للسابق إلى الإيمان فضل على المسبوق إذا للحق آخر هذه الأمة أولها، نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الإيمان الفضل على من أبطأ عنه ولكن بدرجات الإيمان قدم الله السابقين وبالإبطاء عن الإيمان أخر الله المقصرين لأنا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الأولين وأكثرهم صلاة وصوما وحجا وزكاة وجهادا وإنفاقا ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند الله لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الأولين ولكن أبى الله عز وجل أن يدرك آخر درجات الإيمان أولها، ويقدم فيها من أخر الله أو يؤخر فيها من قدم الله.

قلت (أي الراوي) : أخبرني عما ندب الله عز وجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الإيمان.

فقال : قول الله عز وجل : " سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله " وقال : " السابقون السابقون أولئك المقربون " وقال : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه " فبدأ بالمهاجرين الأولين على درجة سبقهم، ثم ثنى بالأنصار ثم ثلث بالتابعين لهم بإحسان، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده، ثم ذكر ما فضل الله عز وجل به أولياءه بعضهم على بعض، فقال عز وجل : " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض درجات - إلى آخر الآية - " وقال : " ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض " وقال : " انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا " وقال : " هم درجات عند الله " وقال : " ويؤت كل ذي فضل فضله " وقال : " الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله " وقال : " فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما * درجات منه ومغفرة ورحمة " وقال : " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا " وقال : " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " وقال : " ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح " وقال : " وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله " وقال : " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " فهذا ذكر درجات الإيمان ومنازله عند الله عز وجل)).[20]

وكذلك لا تكاد تخلو سورة من سور القرآن الكريم المدنية إلا وتحدثت عن جهادهم في سبيل الله عز وجل، اقرأ مثلاً قوله تعالى : الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [التوبة : 20-22].

وقوله : لَكِنْ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 88-89].

وقوله : وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [الحديد : 10].

وقوله تعالى : الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [آل عمران : 172-174].

وقوله تعالى : إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ [الأنفال : 11].

وهذه الآية نزلت في غزوة بدر، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لما سأله أن يدعه يضرب عنقه، قال : ((وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم، فقال لهم : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)).[21]

وقيل: ((الأمر في قوله: ((اعملوا)) للتكريم. وأن المراد أن كل عمل البدري لا يؤاخذ به لهذا الوعد الصادق)). وقيل: ((المعنى إن أعمالهم السيئة تقع مغفورة، فكأنها لم تقع)).[22]
وقال النووي: ((قال العلماء: معناه الغفران لهم في الآخرة، وإلا فإن توجب على أحد منهم حد أو غيره أقيم عليه في الدنيا. ونقل القاضي عياض الإجماع على إقامة الحد. وأقامه عمر على قدامة بن مظعون، وضرب النبي صلى الله عليه وآله سلم مسطحاً الحد، وكان بدرياً)).[23]
وقال ابن القيم: ((والله أعلم، إن هذا الخطاب لقوم قد علم الله سبحانه أنهم لا يفارقون دينهم، بل يموتون على الإسلام، وأنهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب، ولكن لا يتركهم سبحانه مصرين عليها، بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحو أثر ذلك، ويكون تخصيصهم بهذا دون غيرهم؛ لأنه قد تحقق ذلك فيهم، وأنهم مغفور لهم. ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت بأسباب تقوم بهم، كما لا يقتضي ذلك أن يعطلوا الفرائض وثوقاً بالمغفرة. فلو كانت حصلت بدون الاستمرار على القيام بالأوامر لما احتاجوا بعد ذلك إلى صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا جهاد وهذا محال)).[24]
وقال تعالى : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة : 214].

قال الطبرسي : قيل : نزلت في المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة إذ تركوا ديارهم وأموالهم ومسهم الضر.[25]

وفيهم يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

فجاء بفرقان من الله مـنزل مبينة آياتـه لـذوي العقـل
فآمن أقوام كرام وأيـقنوا وأمسوا بحمد الله مجتمعي الشمل
وأنكر أقوام فزاغت قلوبهم فزادهم الرحمن خبـلاً على خبل
وأمكن منهم يوم بدر رسوله وقوماً غضاباً فعلهم أحسن الفعل
بأيديهم بيض خفاف قواطع وقد حادثوهـا بالجلاء وبالصقل [26]
وقال تعالى : {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتوا وكلا وعد الله الحسنى} (سورة الحديد: 11). والحسنى: الجنة. قال ذلك مجاهد وقتادة.[27] واستدل ابن حزم من هذه الآية بالقطع بأن الصحابة جميعاً من أهل الجنة لقوله عز وجل: {وكلا وعد الله الحسنى}.[28]
وقد وصف الله تعالى أصحاب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالصدق والتقوى، ووعدهم بالفلاح في مواطن كثيرة، منها : قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة : 119].

ذكر بعض المفسرين أنها نزلت في محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم. [29]

ولا تخفى منزلة من أمرنا بالاقتداء بهم، وهذا الأمر باقٍ إلى يوم القيامة ولا يحتج هنا بأن هذا إنما كان في حال الصلاح قبل الردة كما يدعي القوم، فإن ذلك مقياس البشر، لا مقياس علام الغيوب الذي لا تخفى عنه خافية في السماء أو الأرض فضلاً عن سرائر النفوس.

وقال آخر: وهم من لا يجوز عليهم الكذب، والكون معهم والانقياد لهم وإطلاق الأمر به يقتضي فرقاً بين من يحب معه ومن يحب عليه[30].

وقال آخر : وهم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عز وجل عليه من جهاد عدوه ، وبذل أنفسهم في سبيله ، ونصرة رسوله ، وإعزاز دينه حيث يقول : ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ).[31]

وقد جاء في تفسير الآية من طرق الإمامية ما يناسب نزولها في الصحابة. يقول أحدهم : يعني الاقتداء بهم ، إذ الأمر بالكون معهم في المكان لا فائدة فيه ، وذلك يقتضي وجوب الاقتداء بهم في كل شئ ، لأنه سبحانه يخص شيئا من شئ ، ولا يحسن الأمر بالاقتداء على هذا الوجه مع جواز القبيح على المقتدى به ، وإذا ثبت عصمة الصادقين ثبت توجه الخطاب إلى ما ذكرناه لما بيناه من الاعتبار . ولأنه تعالى وصف المأمور باتباعهم بالصدق عنده سبحانه ، وذلك مانع من توجهه إلى من يجوز عليه الكذب.[32]

ويقول : أمر باتباع المذكورين ، ولم يخص جهة الكون بشئ دون شئ ، فيجب اتباعهم في كل شئ ، وذلك يقتضي عصمتهم ، لقبح الأمر بطاعة الفاسق أو من يجوز منه الفسق.[33]

ويقول المفيد وهو من كبار علماء الإمامية : قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " ، وقد ثبت أن المنادى به غير المنادى إليه ، وأن المأمور بالاتباع غير المدعو إلى اتباعه . فدل ذلك على أن المأمورين باتباع الصادقين ليسوا هم الأمة بأجمعها ، وإنما هم طوائف منها ، وأن المأمور باتباعه غير المأمور بالاتباع ، ولا بد من تمييز الفريقين بالنص ، وإلا وقع الالتباس وكان فيه تكليف ما لا يطاق.[34]

ويقول عبدالله الشبر : ليس المراد بالصادقين في الجملة إذ ما من أحد إلا هو صادق في الجملة حتى الكافر والله سبحانه لا يأمر بالكون معه بل المراد بهم الصادقون في أيمانهم وعهودهم وقصودهم وأقوالهم وأخبارهم وأعمالهم وشرائعهم في جميع أحوالهم وأزمانهم.

وإذا تركنا كل التأويلات في تفسير الآيه، وكذلك الروايات، وفسرنا القرآن بالقرآن، نجد أن الآية تنطيق بوضوح على قوله عزوجل : لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحشر : 8]. إذن فهؤلاء هم المعنيين بالآية.

ولعل ما يدل على ذلك، الأدعية التي وردت على لسان أئمة أهل البيت، كقول الصادق رحمه الله: ربنا انك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك وأمرتنا أن تكون مع الصادقين ، فقلت : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، وقلت اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ، فسمعنا وأطعنا ربنا فثبت أقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب.[35]

وكذلك ما يذكر عن الإمام زين العابدين رحمه الله أنه كان إذا تلى قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) يقول دعاءا طويلا يشتمل على طلب اللحوق بدرجة الصادقين والدرجات العلية.[36]

وفيهم يقول عز وجل : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الفتح : 29].

ففي هذه الآية مع غيرها من الدلائل دليل على أن الله يغيظ بالصحابة رضوان الله عليهم من ينتقص من حقهم ومنزلتهم التي أنزلهم الله.
قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: ((بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة -رضي الله عنهم- الذين فتحوا الشام، يقولون: والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا.
وصدقوا في ذلك؛ فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة، وأعظهما وأفضلها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد نوه الله تبارك وتعالى بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى هنا: {ذلك مثلهم في التوراة}. ثم قال: {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه} أي فراخه. {فآزره} أي: شده {فاستغلظ} أي: شب وطال. {فاستوى على سوقه يعجب الزراع} أي فكذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آزروه وأيدوه ونصروه، فهو معهم كالشطء مع الزراع ليغيظ بهم الكفار)) .[37]
وقال ابن الجوزي: ((وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور)). [38]
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: ((الناس على ثلاث منازل، فمضت منزلتان، وبقيت واحدة، فأحسن ما أنتم عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت. قال: ثم قرأ: {للفقراء المهاجرين} إلى قوله: {رضوانا} فهؤلاء المهاجرون. وهذه منزلة قد مضت {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم} إلى قوله: {ولو كان بهم خصاصة}. قال: هؤلاء الأنصار. وهذه منزلة قد مضت. ثم قرأ: {والذين جاءوا من بعدهم} إلى قوله: {ربنا إنك رءوف رحيم} قد مضت هاتان وبقيت هذه المنزلة، فأحسن ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت. يقول: أن تستغفروا لهم)).[39]
وروى الإمامية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ((سأل قوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيمن نزلت هذه الآية : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الفتح : 29] قال : إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض، ونادى منادٍ : ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا فقد بعث محمد، فيقوم علي بن أبي طالب فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده، تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً فيعطى أجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، إن ربكم يقول لكم : عندي لكم مغفرة وأجر عظيم -يعني : الجنة- فيقوم علي بن طالب والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة)).[40]
وعن عائشة رضي الله عنها قال: ((أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسبوهم)).[41]
وقال أبو نعيم: ((فمن أسوأ حالاً ممن خالف الله ورسوله وآب بالعصيان لهما والمخالفة عليهما. ألا ترى أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعفو عن أصحابه ويستغفر لهم ويخفض لهم الجناح، قال تعالى: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} (سورة آل عمران: 159). وقال: {واخفض جناحك لمن تبعك من المؤمنين} (سورة الشعراء: 215).
فمن سبهم وأبغضهم وحمل ما كان من تأويلهم وحروبهم على غير الجميل الحسن، فهو العادل عن أمر الله تعالى وتأديبه ووصيته فيهم. لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته والإسلام والمسلمين.[42]
وعن مجاهد، عن ابن عباس، قال: ((لا تسبوا أصحاب محمد، فإن الله قد أمر بالاستغفار لهم، وقد علم أنهم سيقتتلون)).[43]
وعلى صلة بالآية السابقة، روى الإمامية عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه الآية، قال : ((نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى، يقول الله تبارك وتعالى : والذين آتيناهم الكتاب يعرفونه يعني يعرفون رسول الله كما يعرفون أبنائهم لأن الله عز وجل قد أنزل عليهم في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمد وصفة أصحابه ومهاجرته، وهو قوله تعالى : محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا - يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل، وهذه صفة رسول الله في التوراة وصفة أصحابه، فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل الكتاب كما قال جل جلاله : فلما جائهم ما عرفوا كفروا به)).[44]

نعود إلى ما كنا فيه من ذكر فضائل الصحابة من القرآن، يقول الله عز وجل : لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً * وَعَدَكُمْ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً [الفتح : 18-20].

وهذه الآية فيها دلالة واضحة على تعديل الصحابة الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية ، ووجه دلالة الآية على تعديلهم أن الله تعالى أخبر برضاه عنهم وشهد لهم بالإيمان وزكاهم بما استقر في قلوبهم من الصدق والوفاء والسمع والطاعة ولا تصدر تلك التزكية العظيمة من الله تعالى إلا لمن بلغ الذروة في تحقيق الاستقامة على وقف ما أمر الله به.

يقول الطبرسي : يعني بيعة الحديبية، وتسمى بيعة الرضوان لهذه الآية ورضا الله سبحانه عنهم، وإرادته تعظيمهم وإثابتهم، وهذا إخبار منه سبحانه أنه رضي عن المؤمنين إذ بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديبية تحت الشجرة المعروفة وهي شجرة السمرة.[45]

وكان عدد الصحابة رضوان الله عليهم يوم بيعة الرضوان ألفاً ومائتين، وقيل : وأربعمائة، وقيل : وخمسائة، وقيل : وثمانمائة. [46]

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أخبرنا الله عز وجل أنه رضي عنهم -عن أصحاب الشجرة- فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا أحد أنه سخط عليهم بعد؟. [47]
فالآية ظاهرة الدلالة على تزكية الله لهم، تزكية لا يخبر بها، ولا يقدر عليها إلا الله. وهي تزكية بواطنهم وما في قلوبهم، ومن هنا رضي عنهم. ((ومن رضي عنه تعالى لا يمكن موته على الكفر؛ لأن العبرة بالوفاة على الإسلام. فلا يقع الرضا منه تعالى إلا على من علم موته على الإسلام))[48].
ومما يؤكد هذا ما ثبت في صحيح مسلم من قول رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: ((لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد؛ الذين بايعوا تحتها)).[49]
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((والرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علم أن يوافيه على موجبات الرضا -ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً- فكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له. فلو علم أنه يتعقب ذلك بما سخط الرب لم يكن من أهل ذلك))[50]
وقال ابن حزم: ((فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم، ورضي عنهم، وأنزلا السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم أو الشك فيهم البتة)). [51]
وقال فيهم هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج : 78]

قالوا فيه أقوال : أحدها أن المعنى لتشهدوا على الناس بأعمالهم التي خالفوا فيها الحق في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى " وجئ بالنبيين والشهداء " وقال : " ويوم يقوم الاشهاد " وقيل : الاشهاد أربعة : الملائكة والأنبياء وأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم والجوارح، والثاني أن المعنى لتكونوا حجة على الناس فتبينوا لهم الحق والدين، ويكون الرسول شهيدا مؤديا إليكم. والثالث : إنهم يشهدون للأنبياء على أممهم المكذبين لهم بأن قد بلغوا، وجاز ذلك لإعلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياهم بذلك " ويكون الرسول عليكم شهيدا " أي شاهدا عليكم بما يكون من أعمالكم، وقيل : حجة عليكم، وقيل شهيدا لكم بأنكم قد صدقتم يوم القيامة فيما تشهدون به. " كنتم خير أمة " قيل : هل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاصة، وقيل : هو خطاب للصحابة، ولكنه يعم سائر الأمة. [52]

وعلى أي حال، لا يسعنا هنا حصر جميع الآيات الدالة على فضائل الصحابة خشية خروجنا عما التزمنا به من الإيجاز، لذا فإننا نختم هذا بإيراد التالي، ففيما أوردناه آنفاً غنىً لمن كان لـه قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

يقول الله عز وجل : لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر : 8-10].

وآيات الثناء في الصحابة رضي الله عنهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي»([53]).

وقال فيهم كما يروي الإمام الكاظم عن آبائه رضي الله عنهم : «أنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا قبضت دنا من أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمَنَةٌ لأمتي، فإذا قبض أصحابي دنا من أمتي ما يوعدون، ولا يزال هذا الدين ظاهراً على الأديان كلها ما دام فيكم من قد رآني»([54]).

وهذه الآيات كثيرة لا يمكن حصرها.

ولا بأس أن ننقل بعض الروايات من طرق الإمامية عن أئمة أهل البيت رضي الله عنهم في فضائل الصحابة رضي الله عنهم.

روى الإمامية أن نفراً من أهل العراق وفدوا على الإمام زين العابدين رحمه الله، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم : ((ألا تخبروني : أنتم المهاجرون الأولون الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ [الحشر : 8]؟ قالوا : لا. قال : فأنتم وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر : 9] قالوا : لا، قال : أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم : وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ [الحشر : 10] اخرجوا عني فعل الله بكم)). [55]

ولم يزل وهو يرى نفسه من الفريق الثالث يدعو الله لهم بالمغفرة، يقول في أحد أدعيته : ((اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا لـه، حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم، اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون : رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ [الحشر : 10] خير جزائك الذين قصدوا سمتهم، وتحروا وجهتهم في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفو آثارهم والائتمام لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يتفقون عليهم ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم)). [56]

ولا عجب في أن ينتهج الإمام السجاد رحمه الله نهج جده أمير المؤمنين رضي الله عنه في بيان فضائلهم لأهل العراق.

فعن الباقر رحمه الله قال : صلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالناس الصبح بالعراق، فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله تعالى، ثم قال : ((أما والله لقد عهدت أقواماً على عهد خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنهم ليصبحون ويمسون شعثاً غبراً خمصاً بين أعينهم كركب المعزى، يبيتون لربهم سجداً وقياماً، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربهم، ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع ذلك وهم جميع مشفقون منه خائفون)). [57]

وعن زين العابدين رحمه الله قال : ((صلى أمير المؤمنين الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح، وأقبل على الناس بوجهه، فقال : والله لقد أدركت أقواماً يبيتون لربهم سجداً وقياماً، يخالفون بين جباههم وركبهم كأن زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر)). [58]

وكان رضي الله عنه يقول لمعاوية : ((أما بعد : فإن لله عباداً آمنوا بالتنزيل، وعرفوا التأويل، وفقهوا في الدين، وبيَّن الله فضلهم في القرآن الكريم، وأنتم في ذلك الزمان أعداء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فكنتم فيمن دخل هذا الدين إما رغبة وإما رهبة، على حين فاز أهل السبق بسبقهم، وفاز المهاجرون والأنصار بفضلهم، ولا ينبغي لمن ليست لـه مثل سوابقهم في الدين ولا فضائلهم في الإسلام أن ينازعهم الأمر الذي هم أهله وأولى به فيجور ويظلم)). [59]

وقال رضي الله عنه مادحا لهم ومعاتبا أصحابه بعد أن تخاذلوا عنه : ((أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، وقرأوا القرآن فأحكموه. وهيجوا إلى القتال فولهوا وله اللقاح إلى أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها. وأخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا وصفا صفا. بعض هلك وبعض نجا. لا يبشرون بالأحياء، ولا يعزون عن الموتى. مره العيون من البكاء. خمص البطون من الصيام. ذبل الشفاه من الدعاء. صفر الألوان من السهر. على وجوههم غبرة الخاشعين. أولئك إخواني الذاهبون. فحق لنا أن نظمأ إليهم ونعض الأيدي على فراقهم)). [60]

وقال رضي الله عنه : ((لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا. ما يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليما ومضيا على اللقم وصبرا على مضض الألم وجدا في جهاد العدو. ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين. يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون. فمرة لنا من عدونا. ومرة لعدونا منا. فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه. ومتبوئا أوطانه. ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود. ولا أخضر للإيمان عود. وأيم الله لتحتلبنها دما ولتتبعنها ندماً)).[61]

وقال رضي الله عنه : ((فما سمعت بأحد ولا رأيته هو أنصح لله في طاعة رسوله ولا أطوع لنبيه في طاعة ربه ولا أصبر على اللاواء والضراء وحين البأس ومواطن المكروه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هؤلاء النفر الذين سميت لك وفي المهاجرين خير كثير تعرفه جزاهم الله خيرا بأحسن أعمالهم)). [62]

ولم يكن رضي الله عنه يفرق بين أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم،كما يفعل من يدعي موالاته والسير على نهجه. فعن أبي عمرو الكندي قال : ((كنا ذات يوم عند علي عليه السلام فقالوا: يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك، قال : عن أي أصحابي ؟ قالوا عن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم. قال : كل أصحاب محمد أصحابي)). [63]

وقال فيهم الإمام الصادق رحمه الله : ((كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر ألفاً. . ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجيء ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقولون : اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير)). [64]

ومن وصايا قال الإمام الصادق رحمه الله : ((لا تدع اليقين بالشك والمكشوف بالخفي ولا تحكم ما لم تره بما تروى قد عظم الله أمر الغيبة وسوء الظن بإخوانك قوله المؤمنين فكيف بالجر أه على اطلاق قول واعتقاد زور وبهتان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال الله عز وجل : تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم وما دمت تجد إلى تحسين القول والفعل غيبتك وحضرتك سبيلا فلا تتخذ غيره. قال الله وقولوا للناس حسنا واعلم أن الله تعالى اختار لنبيه أصحابه طائفة أكرمهم بأجل الكرامة وحلاهم بحليه التأييد والنصر والاستقامة لصحبته على المحبوب والمكروه وأنطق لسان نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بفضائلهم ومناقبهم وكراماتهم واعتقد محبتهم واذكر فضلهم واحذر مجالسه أهل البدع فإنها تنبت في القلب كفرا وضلالا مبينا وان اشتبه عليك فضيلة بعضهم فكلهم عالم الغيب وقل اللهم إني محب لمن أحببته ورسولك ومبغض لمن أبغضته أنت ورسولك)). [65]

وعن الباقر رحمه الله قال : (( أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم سألوه هل يخاف عليهم النفاق. فقال : كلا. . . ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقا حتى يذنبوا، ثم يستغفروا الله فيغفر الله لهم)). [66]

وإذا قارنت هذه الروايات بقوله سبحانه عن المهاجرين والأنصار : وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 100]. علمت أن الله عز وجل لما وعدهم بالجنات والخلود فيها دل ذلك على أنهم يموتون على الإيمان والهدى، ولا ينافي هذا وقوع المعاصي منهم فهم غير معصومين، ووعد الله حقٌ لا خلف فيه، ومن أصدق من الله قيلاً، ومن أصدق من الله حديثاً.

يقول ابن تيمية: (فرضي عن السابقين من غير اشتراط إحسان. ولم يرض عن التابعين إلا أن يتبعوهم بإحسان).[67]

ومن أقوال الإمام الصادق رحمه الله : ((كان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضع حصاة في فمه، فإذا أراد أن يتكلم بما علم أنه لله وفي الله ولوجه الله أخرجها، وإن كثيراً من الصحابة كانوا يتنفسون تنفس الغرقى، ويتكلمون شبه المرضى)). [68]

لذا صلح أمرهم، كما قال علي رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين وهلاك آخرها بالشح والأمل)). [69]

وكان من عظمة هذا الجيل المثالي، أن نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يأتي من بعده أن يذكرهم بسوء أو ينتقصهم، وكأنَّ الله عز وجل أطلعه على الغيب ليرى ما سيؤول إليه الأمر، فقال : ((إذا ذكر أصحابي فأمسكوا)). [70]

وعن الرضا، عن آبائه رضي الله عنهم قال : ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من سب نبيا " قتل، ومن سب أصحابي جلد. وفي رواية عنه أيضاً عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من سب نبيا قتل، ومن سب صاحب نبي جلد)). [71]

وعن الصادق، عن آبائه، عن علي رضي الله عنه قال : ((أوصيكم بأصحاب نبيكم، لا تسبوهم وهم الذين لم يحدثوا بعده ولم يؤووا محدثاً، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بهم. وفي رواية : الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤوا محدثا، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بهم)). [72]

ولا يسعف من أراد حمل أمثال هذه الأقوال على من لم يحدث بعده، فإن علياً رضي الله عنه وهو راوي الحديث لم ير ذلك في أهل الشام الذين رأوا الخروج عليه، حيث قال فيهم كما ورد في كتب الإمامية عن جعفر، عن أبيه : أن عليا عليه السلام كان يقول لأهل حربه : ((إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم، ولم نقاتلهم على التكفير لنا، ولكنا رأينا أنا على حق، ورأوا أنهم على حق)). [73]

وعن جعفر رحمه الله أيضاً، عن أبيه عليه السلام : (( أن عليا عليه السلام لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه كان يقول : هم إخواننا بغوا علينا)). [74]

وعن مروان بن الحكم قال : ((لما هزمنا علي بالبصرة، رد على الناس أموالهم، من أقام بينة أعطاه، ومن لم يقم بينة أحلفه، قال : فقال له قائل : يا أمير المؤمنين، أقسم الفئ بيننا والسبي، قال : فلما أكثروا عليه، قال : أيكم يأخذ أم المؤمنين في سهمه، فكفوا)). [75]

وقال رضي الله عنه : ((إن ربنا واحد، ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يستزيدونا، الأمر واحدٌ إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء)). [76]

وكيف لا يكون بريء من دم عثمان وهو كما ذكر المسعودي وهو من مؤرخي الشيعة أنه لما بلغه أنهم يريدون قتله - أي عثمان - بعث بابنيه الحسن والحسين مع مواليه بالسلاح إلى بابه لنصرته، وأمرهم أن يمنعوه منهم. . . فصدُوهم عن الدار، واشتبك القوم، وجُرح الحسن، وشُبئَ قنبر،. . ولما بلغه مقتل عثمان دخل عليّ الدار، وهو كالواله الحزين، وقال لابنيه : كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب. ولَطَم الحسن وضرب صدر الحسين. [77]

بل وقد حضر هو بنفسه مرارا وطرد الناس عنه. [78] وانعزل عنه بعد أن دافع عنه طويلا بيده ولسانه.[79] بعد أن قال عثمان : اعزم عليكم لما رجعتم فدفعتم أسلحتكم، ولزمتم بيوتكم.

وكان يقول رضي الله عنه : والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثما. [80]

وكان أثناء الحصار يبعث إليه بالماء مع ابنه الحسن رضي الله عنهم أجمعين. [81]

ثم أن هذا المسلك هو قول الخوارج في علي حيث حملوا روايات المدح فيه على حاله قبل كفره بزعمهم. فتدبر.

وكان أهل البيت رضي الله عنهم يوصون بالتمسك بهدى الصحابة رضي الله عنهم إقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي حيث من سيأتي بعدهم بالتمسك بكتاب الله عز وجل وسنته صلى الله عليه وآله وسلم وهديهم رضي الله عنهم، ويؤكد أن ظهور هذا الدين إنما بمن بقي منهم رضي الله عنهم.

فعن الصادق رحمه الله قال : ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما وجدتم في كتاب الله عز وجل فالعمل به لا عذر لكم في تركه، وما لم يكن في كتاب الله عز وجل وكانت فيه سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي، وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به، فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيما أخذ اهتدى، وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة)). [82]

وعن الكاظم عن آبائه رحمهم الله : ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا قبضت دنا من أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمَنَةٌ لأمتي، فإذا قبض أصحابي دنا من أمتي ما يوعدون، ولا يزال هذا الدين ظاهراً على الأديان كلها ما دام فيكم من قد رآني)). [83]

وكذلك كان شأن أئمة آل البيت رضي الله عنهم، فقد كانوا يحثون غيرهم على العمل بسيرتهم. فهذا الحسن رضي الله عنه اشترط في صلحه مع معاوية أن يعمل بسيرة الشيخين حيث قال : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان : صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين، على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين – وفي رواية الصالحين.[84]

وعن علي بن أبي حمزة قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال له أبو بصير : جعلت فداك أقرأ القرآن في شهر رمضان في ليلة ؟ فقال : . . كان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل. [85]

وروايات حث الأئمة رحمهم الله على إتباع هدي الصحابة رضي الله عنهم كثيرة.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)). [86]

وعن أنس رضي الله عنه قال : ((كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائباً دعا لـه، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده)). [87]

وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا عيش إلا عيش الآخرة، اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة)). [88]

وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم فيهم : (المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة)). [89]

ولم يقتصر بيانه صلى الله عليه وآله وسلم لفضائلهم في حياته -كما يزعم البعض- من أن ذلك إنما هو في حال صلاحهم، بل بين فضلهم في حال وفاته، وذلك باستغفاره لما قد يبدر منهم من ذنوب، فعن الباقر رحمه الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن مقامي بين أظهركم خيرٌ لكم، وإن مفارقتي إياكم خيرٌ لكم، أما مقامي فلقول الله عز وجل : وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الأنفال : 33]، أما مفارقتي لأن أعمالكم تعرض علي كل اثنين وخميس، فما كان حسناً حمدت الله تعالى عليه، وما كان سيئاً استغفرت لكم)). [90]

وفي رواية عن الصادق رحمه الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم، فأما حياتي فإن الله هداكم بي من الضلالة، وأنقذكم من شفا حفرة من النار، وأما مماتي فإن أعمالكم تعرض علي، فما كان من حسن استزدت الله لكم، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم)). [91]

وجعل ثبات المؤمنين على الصراط بسبب شدة حبهم لأصحابه رضي الله عنهم، فعن الباقر، عن آبائه رحمهم الله، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أثبتكم على الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي ولأصحابي)). [92]

وعن عبد الله بن أبي أوفى، قال خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه أجمع ما كانوا فقال : ((يا أصحاب محمد لقد رأيت الليلة منازلكم في الجنة وقرب منازلكم من منزلي)). [93]

وقد كان الأصحاب من مهاجرين وأنصار وكذا أهل البيت رضي الله عنهم أجمعين يختصمون لا في حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم فحسب، فإن ذلك من المسلمات، ولكن في أيهم أولى بذلك الحب، وأيهم أحب إليه، فعن كعب بن عجرة، أن المهاجرين والأنصار وبني هاشم اختصموا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أينا أولى به وأحب إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أما أنتم يا معشر الأنصار فإنما أنا أخوكم، فقالوا : الله أكبر! ذهبنا به ورب الكعبة، وأما أنتم يا معشر المهاجرين فإنما أنا منكم، فقالوا : الله أكبر! ذهبنا به ورب الكعبة، وأما أنتم يا بني هاشم فأنتم مني وإلي، فقمنا وكلنا راضٍ مغتبط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)). [94]

وعلى ذكر الأنصار، روى القوم عن الصادق رحمه الله أنه قال : ((ما سلت السيوف ولا أقيمت الصفوف في صلاة ولا زحوف ولا جهر بأذان ولا أنزل الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ حتى أسلم أبناء القيلة : الأوس والخزرج)). [95]

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار. يا معشر الأنصار : أما ترضون أن يرجع غيركم بالشاء والنعم وترجعون أنتم وفي سهمكم رسول الله؟ قالوا : بلى رضينا، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينئذٍ : الأنصار كرشي وعيبتي، لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللهم اغفر للأنصار)). [96]

وزاد الطبرسي رحمه الله بعد قوله : ((لسلكت شعب الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار)). [97]

قال الصادق رحمه الله : ((جاءت فخذ من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسلموا عليه فرد عليهم السلام، فقالوا : يا رسول الله، لنا إليك حاجة. فقال : هاتوا حاجتكم، قالوا : إنها عظيمة، فقال : هاتوها ما هي؟ قالوا : أن تضمن لنا على ربك الجنة. قال : فنكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه ثم نكت في الأرض ثم رفع رأسه، فقال : أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحداً شيئاً، قال : فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لإنسان: ناولنيه، فراراً من المسألة، فينزل فيأخذه، ويكون على المائدة فيكون بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه، فلا يقول : ناولنيه حتى يقوم فيشرب)). [98]

وقال لامرأة أنصارية وهبت نفسها لـه صلى الله عليه وآله وسلم : ((رحمك الله ورحمكم يا معشر الأنصار، نصرني رجالكم، ورغبت في نساؤكم)). [99]

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ((إن علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس رضي الله عنهم دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض فيه، فقالوا : يا رسول الله، هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك، فقال : وما يبكيهم؟ قالوا : يخافون أن تموت، فقال : أعطوني أيديكم، فخرج في ملحفة وعصابة حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال فيما قاله : أوصيكم بهذا الحي من الأنصار، فقد عرفتم بلاءهم عند الله عز وجل وعند رسوله وعند المؤمنين، ألم يوسعوا في الديار، ويشاطروا الثمار، ويؤثروا وبهم الخصاصة؟ فمن ولي منكم أمراً يضر فيه أحداً أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار، وليتجاوز عن مسيئهم، وكان آخر مجلس جلسه حتى لقى الله عز وجل)). [100]

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((ألا وإن الأنصار ترسي، فاعفوا عن مسيئهم وأعينوا محسنهم)). [101]

وعن الكاظم رحمه الله قال : ((لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة دعا الأنصار، وقال : يا معشر الأنصار، قد حان الفراق، وقد دعيت وأنا مجيب الداعي، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار، ونصرتم فأحسنتم النصرة، وواسيتم في الأموال، ووسعتم في المسلمين، وبذلتم لله مهج النفوس، والله يجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى)). [102]

وقال علي رضي الله عنه في مدحهم : ((هم والله ربوا الإسلام كما يربى الفلو مع غنائهم بأيديهم السياط وألسنتهم السلاط)). [103]

وعنه رضي الله عنه قال : ((أما بعد أيها الناس فوالله لأهل مصركم في الأمصار أكثر من الأنصار في العرب وما كانوا يوم أعطوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يمنعوه ومن معه من المهاجرين حتى يبلغ رسالات ربه إلا قبيلتين صغير مولدهما وما هما بأقدم العرب ميلادا ولا بأكثرهم عددا فلما آووا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ونصروا الله ودينه رمتهم العرب عن قوس واحدة وتحالفت عليهم اليهود وغزتهم اليهود والقبائل قبيلة بعد قبيلة فتجردوا لنصرة دين الله وقطعوا ما بينهم وبين العرب من الحبائل وما بينهم وبين اليهود من العهود، ونصبوا لأهل نجد وتهامة وأهل مكة واليمامة وأهل الحزن والسهل وأقاموا قناة الدين، وتصبروا تحت أحلاس الجلاد حتى دانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العرب ورأى فيهم قرة العين قبل أن يقبضه الله إليه)). [104]

وأي شيء أعظم من أن يقيهم صلى الله عليه وآله وسلم بقرة عينه وهم أهل بيته رضي الله عنهم، حيث قال أمير المؤمنين رضي الله عنه : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا احمر البأس وأحجم الناس قدم أهل بيته فوقى بهم أصحابه حر السيوف والأسنة. [105]

وليس بعزيز على الله بعد كل هذا أن يجعلهم أئمة ويجعلهم وارثين وأن يستخلفهم في الأرض، كما قال في محكم كتابه : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ [النور : 55].

فالله عز وجل وعد في هذه الآيات المؤمنين بالاستخلاف وتمكين الدين والأمن العظيم من الأعداء، ولا بد من وقوع ما وعد به ضرورةً، لامتناع الخلف في وعده تعالى، ووقع ذلك في عهد الخلفاء الراشدين الذين كانوا حاضرين وقت نزول هذه الآيات، كما ذكر ذلك بعض المفسرين.

ومن هذه البشارات ما كان يوم حفر الخندق، عندما اعترضت المسلمين صخرة فاستعصت عليهم، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ المعول وضرب به ضربة فلمعت منها برقة كأنها مصباح في جوف ليل مظلم، فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تكبيرة فتح، فكبر المسلمون، ثم ضرب ضربة أخرى، فلمعت برقة أخرى ثم ضرب به الثالثة فلمعت برقة أخرى، فقال صلى الله عليه وآله وسلم عن الأولى : ((أضاءت لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى، وأخبرني جبرئيل أن أمتي ظاهرة عليها، ثم ضربت الضربة الثانية فبرق الذي رأيتم، أضاءت لي منها قصور الحمر من أرض الروم، فأخبرني جبرئيل أن أمتي ظاهرة عليها فابشروا، فاستبشر المسلمون، وقالوا : الحمد لله موعد صدق وعدنا النصر بعد الحصر)). فقال المنافقون : ألا تعجبون يمنيكم ويعدكم الباطل ويعلمكم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى، وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق من الفرق -أي : الخوف- ولا تستطيعون أن تبرزوا؟ فنزل القرآن : وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً [الأحزاب : 12] [106]

ومنها : قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إنكم ستفتحون مصر، فإذا فتحتموها فاستوصوا بالقبط خيراً، كان لهم رحم وذمة. يعني : أن أم إبراهيم منهم، أي : مارية القبطية)). [107]

وفي رواية : ((الله الله في القبط، فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله)). [108]

ومن البشارات التي تدل على عدالة الصحابة وإيمانهم، قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن ابني هذا -يعني : الحسن بن علي رضي الله عنهما- سيد، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين، وكان كما قال صلى الله عليه وآله وسلم)). [109]

ومنها : قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((يقتل بهذه الحَرة خيار أمتي بعد أصحابي. قال أنس بن مالك رضي الله عنه : قتل يوم الحرة سبع مائة رجل من حملة القرآن، فيهم ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم)). [110]

وسرد كل ما ورد في الباب يطول. وفيما ذكرناه كفاية لمعرفة أن الأصل هو ثناء الله عزوجل ورسوله صلى الله عيله وآلله وسلم وأئمة آل البيت على الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

فخلاصة أقوال العلماء في كل ما ورد يتلخص في:
أولاً: إن الله عز وجل زكى ظاهرهم وباطنهم؛ فمن تزكية ظواهرهم وصفهم بأعظم الأخلاق الحميدة، ومنها: {أشداء على الكفار رحماء بينهم} (الفتح/29). {وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون} (الحشر/9). {ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} (الحشر/10).
أما بواطنهم، فأمر اختص به الله عز وجل، وهو وحده العليم بذات الصدور. فقد أخبرنا عز وجل بصدق بواطنهم وصلاح نياتهم؛ فقال على سبيل المثال: {فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم} (الفتح/18). {يحبون من هاجر إليهم} (التوبة/177). {يبتغون فضلاً من الله ورضواناً} (الفتح/9). {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} (التوبة/117). فقد تاب عليهم سبحانه وتعالى؛ لما علم صدق نياتهم وصدق توبتهم. والتوبة عمل قلبي مخص كما هو معلوم. . وهكذا.
ثانياً: بسبب توفيق الله عز وجل لهم لأعظم خلال الخير ظاهراً وباطناً أخبرنا أنه رضي عنهم وتاب عليهم، ووعدهم الحسنى.
ثالثاً: وبسبب كل ما سبق أمرنا بالاستغفار لهم، وأمر النبيُ صلى الله عليه وآله وسلم بإكرامهم، وحفظ حقوقهم، ومحبتهم. ونُهينا عن سبهم وبغضهم. بل جعل حبهم من علامات الإيمان، وبغضهم من علامات النفاق.
رابعاً: ومن الطبيعي بعد ذلك كله أن يكونوا خير القرون، وأماناً لهذه الأمة. ومن ثم يكون اقتداء الأمة بهم واجباً، بل هو الطريق الوحيد إلى الجنة: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)).[111]
يقول الإمام مالك في الذين يقدحون في الصحابة : إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يمكنهم ذلك ، فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين .[112]
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الطعن فيهم طعن في الدين.[113]
وكما قال أبو زرعة الرازي رحمه الله : ( إذا رأيت الرجل يتنقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن ، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة).
فنخلص من كل هذا ومن المزيد الذي سيأتي أن مفهوم عدالة الصحابي لا تقتضي العصمة للأفراد، إنما العصمة في إجماعهم لقول النبي صلى الله عليه وآله سلم كما مر أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة. فعصمتهم في مجموعهم، أما كأفراد فهم غير معصومين.
[1] - جاء في الصحاح للجوهري (ص 415- 416) :

[2] - المصباح المنير (2/397)

[3] - القاموس (4/13)

[4] - الكفاية (ص 103)

[5] - مختصر المنتهى (2/63)

[6] - التحرير (3/44)

[7] - راجع الكفاية للخطيب البغدادي (ص 141) .

[8] - شرح تنقيح الفصول (ص 361)

[9] - المستصفى (1/157)

[10] - نزهة النظر (ص 29)

[11] - الفتح (5/251- 252)

[12] - مفهوم عدالة الصحابة، لأبو عبدالله الذهبي

[13] - الكفاية للخطيب (ص 64)

[14] - الموافقات للشاطبي (4/40- 41) .

[15] - مجمع البيان للطبرسي (5/98).
[16] - تفسير الميزان (9/373).

[17] - انظر هذه الروايات في دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية للمنتظري (2/66).


[18] - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (3/89، 10/285)، أعيان الشيعة لمحسن الأمين (1/471)، بحار الأنوار للمجلسي (32/380، 33/78)، مصباح البلاغة مستدرك نهج البلاغة للميرجهاني (4/27)، كتاب الأربعين للقمي (164)، الغدير للأميني (9/157، 10/298)، نهج السعادة للمحمودي (4/93).


[19] - نهج البلاغة (2/7)، بحار الأنوار للمجلسي (33/373)، المعجم الموضوعي لنهج البلاغة لأويس كريم محمد (30، 427، 438)، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (8/112)، جواهر التاريخ لعلي الكوراني

(1/361)، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري (6/364).

[20] - الكافي للكليني (2/41- 42)، شرح أصول الكافي للمازندراني (121- 122)، بحار الأنوار للمجلسي (22/308- 309، 66/8- 9)، رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين للشيرازي (2/88 في

الهامش)، موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) لهادي النجفي (1/503)، تفسير نور الثقلين للحويزي للحويزي للحويزي (2/255، 5/205، 246).


[21] - مجمع البيان للطبرسي (9/270)، الإرشاد (34)، إعلام الورى (66)، بحار الأنوار للمجلسي (21/94، 121، 125، 31/253)، تفسير نور الثقلين للحويزي للحويزي للحويزي (5/301)، تفسير فرات

(2/421)، منتهى المطلب للحلي (2/939)، دراسات في ولاية الفقيه لمنتظري (2/741)، نظام الحكم في الإسلام لمنتظري (438)، كتاب سليم بن قيس بتحقيق الأنصاري (246، الحاشية)، الإيضاح للفضل بن شاذان

(507)، شرح الأخبار للمغربي (2/301)، الإفصاح للمفيد (49)، الأربعين للشيرازي (314)، مواقف الشيعة للميانجي (2/255)، نهج السعادة للمحمودي (5/220)، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (4/100،

13/285، 17/267، 20/11)، تفسير الميزان (19/236)، الأمثل لمكارم الشيرازي (18/236)، أعيان الشيعة (1/113، 116)، الإستغاثة للكوفي (2/10)، شرح إحقاق الحق للمرعشي (18/57)، العقائد الإسلامية،

مركز المصطفى (3/249، 251).

[22] - (معرفة الخصال المكفرة لابن حجر العسقلاني: ص 31 .

[23] - (صحيح مسلم بشرح النووي: 16/56، 57).

[24] - (الفوائد لابن القيم: ص 19

[25] - تفسير مجمع البيان للطبرسي (2/68).

[26] - ديوان أمير المؤمنين ا (107)، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (1/75، 2/331)، بحار الأنوار للمجلسي (19/321، 41/94).

[27] - (تفسير ابن جرير: 27/128.

[28] - (الفصل: 4/148، 149).

[29] - انظر - مثلاً - مجمع البيان للطبرسي (3/122)

[30] - أنظر: إشارة السبق لأبي المجد الحلبي (59).

[31] - انظر: كتاب الغيبة للنعماني (64).

[32] - الكافي لأبي الصلاح الحلبي (95).

[33] - تقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي (179).

[34] - المسائل العكبرية للشيخ المفيد (47).

[35] - تهذيب الأحكام للطوسي (3/147)، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (7/402)، موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) لهادي النجفي (8/30)، تفسير نور الثقلين للحويزي للحويزي للحويزي (1/319، 2/281)،

تفسير كنز الدقائق للمشهدي (2/29)، غاية المرام لهاشم البحراني (1/343)، كشف المهم في طريق خبر غدير خم لهاشم البحراني (215).

[36] - انظر: المراجعات لشرف الدين (69)، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (1/40)، أمان الأمة من الاختلاف للطف الله الصافي (186)، مكاتيب الرسول للأحمدي الميانجي (1/573)، مجموعة الرسائل للطف الله
الصافي (2/74)، نهج الحق وكشف الصدق للحلي (227هـ)، نفحات الأزهار لعلي الميلاني (2/60).

[37] - الاستيعاب لابن عبد البر 1/6. تفسير ابن كثير: 4/204.

[38] - (زاد المسير: 4/204)

[39] - (الصارم المسلول: 574، والأثر رواه الحاكم 2/3484 وصححه ووافقه الذهبي).

[40] - أمالي الطوسي (387)، بحار الأنوار للمجلسي (8/4)، كنز جامع الفوائد (345)، البرهان (4/202)، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (3/27)، تفسير نور الثقلين للحويزي للحويزي (5/79، 245)،

التحصين لابن طاووس (556)، تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة (162)، كشف اليقين للحلي (418)، غاية المرام للبحراني (4/262، 7/45).

[41] - (رواه مسلم في كتاب التفسير- حديث [3022] صحيح مسلم 4/2317).

[42] - )) (الإمامة: ص 375- 376. لأبي نعيم تحقيق د. علي فقهي، مكتبة العلوم والحكم بالمدينة ط1 عام 1307 هـ).

[43]- (الصارم المسلوم: 574. وانظر منهاج السنة 2/14 والأثر رواه أحمد في الفضائل رقم (187، 1741) وصحح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية، ونسب الحديث لابن بطة منهاج السنة 2/22).

[44] - بحار الأنوار للمجلسي (69/92)، التفسير الصافي للفيض الكاشاني (5/45، 6/509)، تفسير نور الثقلين للحويزين للحويزي (1/99، 138، 708، 2/84، 5/77)، تفسير كنز الدقائق للميرزا محمد المشهدي
(1/(369)، تفسير الميزان للطباطبائي (1/(334).

[45] - مجمع البيان للطبرسي (5/176).

[46]- مجمع البيان للطبرسي (5/167)، بحار الأنوار للمجلسي (20/346، 365، 24/93، 36/55، 121)، روضة الكافي للكليني (322)، تأويل الآيات لشرف الدين الحسيني (2/595)، البرهان (4/196)، مناقب آل

أبي طالب لابن شهر آشوب (2/22)، تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة (160)، صحيح البخاري: كتاب المغازي - باب عزوة الحديبية- حديث [4154]

[47] - الإرشاد (13)، روضة الواعظين للنيسابوري (75)، بحار الأنوار للمجلسي (38/243، 40/51)، تفسير فرات (2/421)، كشف الغمة للإربلي (1/81)، كشف اليقين للحلي (33).

[48] - (الصواعق المحرقة: ص 316 )

[49]- (صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة. . حديث [2496]. صحيح مسلم 4/1943.

[50]- الصارم المسلول: 572، 573. طبعة دار الكتب العلمية. تعليق: محمد محيي الدين عبد الحميد).

[51] - (الفصل في الملل والنحل: 4/148)

([52]) تفسير مجمع البيان للطبرسي (1/418)، بحار الأنوار للمجلسي (22/442، 23/334)، التبيان للطوسي (2/(7)، مجلة تراثنا لمؤسسة آل البيت (11/(28).

([53]) الغدير للأميني (10/270)، العقائد الإسلامية مركز المصطفى (3/255).

([54]) سيأتي تخريج هذه الرواية.

([55]) كشف الغمة للإربلي (2/291)، الفصول المهمة لابن الصباغ (2/864)، الصوارم المهرقة لنور الله التستري (249)، الشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية (293)، الإمامة وأهل البيت لمحمد بيومي مهران (3/39).

([56]) الصحيفة السجادية الكاملة - الإمام زين العابدين (ع) (39)، رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) للسدي علي خان المدني الشيرازي (2/81)، الشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية (293)، رسائل
ومقالات لجعفر السبحاني (47، 427)، مجلة تراثنا لمؤسسة آل البيت (47/48).

([57]) الكافي للكليني (2/236)، شرح أصول الكافي للمازندراني (9/166)، وسائل الشيعة للحر العاملي (1/65)، الإرشاد للمفيد (1/237)، الأمالي للطوسي (102)، حلية الأبرار لهاشم البحراني (2/182)، بحار الأنوار
للمجلسي (22/306، 64/302، 66/303)، وقال في بيانه، جميع، أي، مجتمعون على الحق لم يتفرقوا كتفرقكم.، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (1/408)، مستدرك سفينة البحار للنمازي (6/174)، موسوعة أحاديث
أهل البيت (ع) لهادي النجفي (6/5، 85)، تفسير نور الثقلين للحويزي للحويزي (5/141)، منتقى الجمان لحسن صاحب المعالم (2/344)، أعلام الدين في صفات المؤمنين للديلمي (111)، جامع السعادات لمحمد مهدي
النراقي (1/209).

([58]) الكافي للكليني (2/236)، شرح أصول الكافي للمازندراني (9/166، 166)، وسائل الشيعة للحر العاملي (1/65، 87)، الإرشاد للمفيد (1/237)، الأمالي للطوسي (102)، حلية الأبرار للبحراني (2/182)، بحار
الأنوار للمجلسي (22/306، 64/302، 66/303)، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (1/408)، مستدرك سفينة البحار للشاهرودي (6/174)، موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) لهادي النجفي (5، 85)، تفسير نور
الثقلين للحويزي للحويزي (5/141)، منتقى الجمان للشيخ حسن صاحب المعالم (2/344)، أعلام الدين في صفات المؤمنين للديلمي (111)، جامع السعادات للنراقي (1/209)، النظرات حول الإعداد الروحي لحسن معن (87).

([59]) بحار الأنوار للمجلسي (32/429، 33/74 الحاشية)، مصباح البلاغة للميرجهاني (4/25)، نهج السعادة للمحمودي (4/218 الحاشية).

([60]) نهج البلاغة (1/234)، الاختصاص للمفيد (156)، بحار الأنوار للمجلسي (33/362، 40/112، 66/308)، رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) للشيرازي (2/108)، فهارس رياض السالكين
للمظفر، المعجم الموضوعي لنهج البلاغة لأويس كريم محمد (414)، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (3/210، 291)، جواهر التاريخ لعلي الكوراني (1/341)، سنن الإمام علي (ع) لجنة الحديث معهد باقر العلوم (ع، 186)، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري (6/229، 7/188)، نفس الرحمن في فضائل سلمان للنوري الطبرسي (169).

([61]) نهج البلاغة (1/104)، مصباح البلاغة مستدرك نهج البلاغة للميرجهاني (2/267)، الغارات لإبراهيم الثقفي (2/373 الحاشية)، بحار الأنوار للمجلسي (32/549)، موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) لهادي النجفي
(2/162).

([62]) بحار الأنوار للمجلسي (33/112)، مصباح البلاغة مستدرك نهج البلاغة للميرجهاني (4/32)، نهج السعادة للمحمودي (4/180)، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ للريشهري
(6/25).

([63]) الغارات للثقفي (1/177)، نفس الرحمن في فضائل سلمان للنوري الطبرسي (210).

([64]) الخصال للصدوق (640)، بحار الأنوار للمجلسي (22/305)، حدائق الأنس (200) مستدرك سفينة البحار للشاهرودي (6/173)، خاتمة المستدرك للنوري الطبرسي (2/212).

([65]) مصباح الشريعة (67)، خاتمة المستدرك للنوري الطبرسي (1/209 الهامش)، تفسير نور الثقلين للحويزي للحويزي (3/582)، ميزان الحكمة: (3/2330).

([66]) الكافي للكليني (2/424)، تحف العقول لابن شعبة الحراني (38)، شرح أصول الكافي للمازندراني (10/148)، بحار الأنوار للمجلسي (6/42)، بحار الأنوار للمجلسي (67/57)، موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
لهادي النجفي (9/182)، ميزان الحكمة للريشهري (2/1173)، تفسير العياشي (1/109).

[67] - (الصارم المسلول: 572).

([68]) مصباح الشريعة (20)، بحار الأنوار للمجلسي (68/284، 71/284)، مستدرك الوسائل للحر العاملي (9/21)، جامع السعادات للنراقي (2/267).

([69]) أمالي الصدوق (189)، بحار الأنوار للمجلسي (67/173، 311، 70/173، 311، 73/164، 300)، الخصال للصدوق (79)، روضة الواعظين للنيسابوري (433)، وسائل الشيعة للحر العاملي (2/438،
16/16، 2/651، 11/315)، الزهد للكوفي، مقدمة التحقيق (3)، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (14/41، 141)، موسوعة أحاديث الشيعة لهادي النجفي (1/443، 5/297، 12/332)، تفسير نور الثقلين
للحويزي (3/3).

([70]) نور الثقلين (4/407)، بحار الأنوار للمجلسي (55/276، 58/276)، خلاصة عقبات الأنوار لحامد النقوي (3/182)، نفحات الأزهار للميلاني (3/170).

([71]) صحيفة الرضا (ع)، مؤسسة الإمام المهدي (ع) (299)، بحار الأنوار للمجلسي (76/222 الهامش)، قاموس الرجال للتستري (9/512)، معارج اليقين في أصول الدين للسبزواري (456، 456)، جواهر الكلام
للجواهري (41/437)، در المنضود للگلپايگاني (2/257)، فقه الصادق (ع) لمحمد صادق الروحاني (25/476 الهامش)، مسند زيد بن علي (464، 495)، وسائل الشيعة للحر العاملي (28/213)، مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي (18/172)، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (25/495، 26/73)، حياة الإمام الرضا (ع) لباقر شريف القرشي (1/248).

([72]) أمالي الطوسي (332)، بحار الأنوار للمجلسي (22/306)، مستدرك سفينة البحار للشاهرودي (6/174)، من لا يحضره الفقيه للصدوق (4/191)، تهذيب الأحكام للطوسي (9/177)، مصباح البلاغة مستدرك نهج
البلاغة للميرجهاني (3/41)، كتاب سليم بن قيس (446)، مقاتل الطالبيين للأصفهانى (24)، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (6/120)، تفسير نور الثقلين للحويزي للحويزي (5/79)، أعيان الشيعة لمحسن الأمين (1/533).

([73]) قرب الإسناد للحميري القمي (93)، بحار الأنوار للمجلسي (32/324)، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (13/93).

([74]) قرب الاسناد للحميري القمي (94)، دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية للمنتظري (2/806)، نظام الحكم في الإسلام للمنتظري (409)، وسائل الشيعة للحر العاملي (15/83)، بحار الأنوار للمجلسي (32/324)، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (13/93).

([75]) السرائر لابن إدريس الحلي (2/18)، تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي (9/425)، مختلف الشيعة للعلامة الحلي (4/453)، جواهر الكلام للجواهري (21/336)، قرب الإسناد للحميري القمي (132)، علل الشرائع
للصدوق (2/603)، تهذيب الأحكام للطوسي (6/155)، وسائل الشيعة للحر العاملي (15/78)، بحار الأنوار للمجلسي (33/441)، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (13/102).

([76]) نهج البلاغة (114)، بحار الأنوار للمجلسي (33/307)، المعجم الموضوعي لنهج البلاغة لأويس كريم محمد (409)، شرح نهج البلاغةن لابن أبي الحديد (17/141)، الانتصار للعاملي (9/142).

([77]) مروج الذهب للمسعودي (1/441)، الغدير للأميني (9/237)، رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ للطيف القزويني (107).

([78]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (10/256).

([80]) نهج البلاغة (2/233)، بحار الأنوار للمجلسي (31/268 الهامش، 473)، الغدير للأميني (8/381، 9/69)، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (13/296) وقال في شرحه: ويحتمل أنه يريد: لقد دفعت عنه حتى
كدت أن ألقي نفسي في الهلكة، وأن يقتلني الناس الذين ثاروا به، فخفت الإثم في تغريري بنفسي وتوريطها في تلك الورطة العظيمة. ويحتمل أنه يريد: لقد جاهدت الناس دونه ودفعتهم عنه، حتى خشيت أن أكون آثماً بما نلت منهم من الضرب بالسوط، والدفع باليد، والإعانة بالقول. أي فعلت من ذلك أكثر مما يحب. أعيان الشيعة لمحسن الأمين (1/443)، جواهر التاريخ للكوراني (1/191)، حياة أمير المؤمنين (ع) عن لسانه لمحمد محمديان (3/351، 359)، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ للريشهري (3/261، 264)، موسوعة شهادة المعصومين (ع) للجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع، 1/323).

([81]) دلائل الإمامة لابن جرير الطبري الشيعي (168)، مدينة المعاجز لهاشم البحراني (3/235)، الدر النظيم لابن حاتم العاملي (503)، موسوعة كلمات الإمام الحسن (ع) لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع، 51).

([82]) معاني الأخبار للصدوق (50)، بحار الأنوار للمجلسي (2/220، 22/307)، الاحتجاج للطبرسي (2/259).

([83]) نوادر الراوندي (23)، بحار الأنوار للمجلسي (22/309)، خلاصة عقبات الأنوار (1/80، 3/168)، دراسات في الحديث والمحدثين لهاشم معروف (78)، إحقاق الحق للتستري (267)، نفحات الأزهار للميلاني (1/80، 3/157، 12/68).

([85]) وسائل الشيعة للحر العاملي (6/215)، الكافي للكليني (2/617)، شرح أصول الكافي للمازندراني (11/53)، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (15/52)، موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) لهادي النجفي،/4/273، 9/113)، التفسير الصافي (1/70).

([86]) مكارم الأخلاق للطبرسي (21)، بحار الأنوار للمجلسي (16/236)، سنن النبي للطباطبائي (128)، موسوعة أحاديث أهل البيت (1/138)، الأمثل لمكارم الشيرازي (18/537).

([87]) مكارم الأخلاق (17)، بحار الأنوار للمجلسي (16/233)، دراسات في ولاية الفقيه (2/792)، منية المريد للشهيد الثاني (195، الحاشية)، سنن النبي للطباطبائي (122)، موسوعة أحاديث أهل البيت (1/139)، ميزان الحكمة للريشهري (1/50، 4/3224)، تفسير الميزان (6/314).

([88]) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (1/185)، بحار الأنوار للمجلسي (19/124، 20/218، 238، 22/354)، تفسير نور الثقلين للحويزي للحويزي (4/244)، القمي (2/153)، الخرائج والجرائح للراوندي (3/1048)، خلاصة عقبات الأنوار (3/52)، مستدرك سفينة البحار للشاهرودي (5/447، 6/179)، تفسير تفسير الصافي للكاشاني (4/171، 6/21)، تفسير الميزان (15/6)، الصحيح من سيرة النبي لجعفر مرتضى (4/219، 9/108، 114، 117).

([89]) الأمالي للطوسي (268)، بحار الأنوار للمجلسي (22/311)، النصائح الكافية لمحمد بن عقيل (140)، جواهر التاريخ لعلي الكوراني (2/16، 96).

([90]) البصائر للصفار (464)، تفسير العياشي (2/54)، بحار الأنوار للمجلسي (23/338)، أمالي الطوسي (408)، تفسير نور الثقلين للحويزي للحويزي (2/153)، تفسير البرهان (2/79)، تفسير الصافي (2/300)، تفسير القمي (1/276)، معاني الأخبار للصدوق (113)، وسائل الشيعة (آل البيت) (16/111)، وسائل الشيعة (الإسلامية) (11/389)، ينابيع المعاجز للبحراني (106)، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (13/303).

([91]) بحار الأنوار للمجلسي (22/550، 27/299، 108/398)، درر الأخبار لخسروشاهي (196).

([92]) بحار الأنوار للمجلسي (27/133)، الغدير للأميني (2/312)، شرح إحقاق الحق للمرعشي (24/4217، الحاشية (26/223) (33/119).

([93]) شرح إحقاق الحق للتستري (6/187، 223/205)، المسترشد للطبري الشيعي (353، الحاشية)، أهمية الحديث عند الشيعة للعراقي (168).

([94]) بحار الأنوار للمجلسي (22/312)، مناقب آل أب طالب لابن شهرآشوب (3/112).

([95]) بحار الأنوار للمجلسي (22/312)، نفسير نور الثقلين (5/80)، تفسير مجمع البيان للطبرسي (9/217)، تفسير الميزان (18/317).

([96]) الإرشاد (75)، إعلام الورى (126)، بحار الأنوار للمجلسي (21/159، 172)، مستدرك سفينة البحار للنمازي (10/70)، أعيان الشيعة لمحسن الأمين (1/281)، كشف الغمة للإربلي (1/224)، الاحتجاج للطبرسي (1/90، 211)، شجرة طوبى للحائري/2/311)، تفسير كنز الدقائق للمشهداني (2/208، الحاشية)

([97]) مجمع البيان للطبرسي (5/19)، بحار الأنوار للمجلسي (21/162، 22/137)، التفسير الكاشف (7/290)، تفسير الميزان للطباطبائي (9/233)، الأعلام من الصحابة والتابعين للحاج حسين الشاكري (11/25).

([98]) الكافي للكليني (4/21)، بحار الأنوار للمجلسي (22/129)، أمالي الطوسي (675)، منتهى المطلب للحلي (1/544)، من لا يحضره الفقيه للصدوق (2/71)، وسائل الشيعة (آل البيت) (9/440)، وسائل الشيعة (الإسلامية) (6/307)، جامع أحاديث الشيعة للبرجودي (8/450)، موسوعة أحاديث أهل البيت (8/340).

([99]) تفسير القمي (2/169)، بحار الأنوار للمجلسي (22/196، 211)، الكافي للكليني (4/79)، تفسير نور الثقلين للحويزي للحويزي (4/292، 293)، تفسير الصافي (4/196)، مسالك الأفهام للشهيد الثاني (7/70)، جامع أحاديث الشيعة للبرجودي (20/130)، التفسير الصافي (4/196، 6/56)، تفسير الميزان (16/342).

([100]) أمالي المفيد (28)، بحار الأنوار للمجلسي (22/475، 28/177)، غاية المرام للبحراني (2/366).

([101]) بحار الأنوار للمجلسي (22/312، 23/146)، مستدرك سفينة البحار للنمازي (10/70).

([102]) بحار الأنوار للمجلسي (22/476)، موسوعة شهداء المعصومين (1/67)، غاية المرام للبحراني (2/119، 349)، مجمع النورين (350).

([103]) نهج البلاغة (4/106)، بحار الأنوار للمجلسي (22/312)، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (20/184).

([104]) الغارات للثقفي (2/479 الهامش)، الأمالي للطوسي (173)، بحار الأنوار للمجلسي (34/56)، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/89)، تفسير مجمع البيان للطبرسي (7/266)، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري (7/123).

([105]) نهج البلاغة، خطب الإمام علي (ع، 3/9)، بحار الأنوار للمجلسي (33/115)، سنن النبي (ص) للطباطبائي (139)، المعجم الموضوعي لنهج البلاغة لأويس كريم محمد (106، 398)، ميزان الحكمة لمحمد الريشهري (4/3230)، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (14/47)، حياة أمير المؤمنين (ع) عن لسانه لمحمد محمديان (1/114)، معجم المحاسن والمساوئ لأبي طالب التجليل التبريزي (195).

([106]) انظر: مجمع البيان للطبرسي (2/270)، بحار الأنوار للمجلسي (17/169- 171)، نفس الرحمن في فضائل سلمان للنوري الطبرسي (148)، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (9/140).

([107]) مناقب آل أبي طالب (1/109)، بحار الأنوار للمجلسي (18/131)، مستدرك سفينة البحار للنمازي (8/391).

([108]) أمالي الطوسي (404)، بحار الأنوار للمجلسي (18/144، 97/65)، جامع أحاديث الشيعة للبرجودي (13/225)، مستدرك سفينة البحار للنمازي (10/564).

([109]) إعلام الورى للطبرسي (1/12) مناقب آل أبي طالب (3/185)، بحار الأنوار للمجلسي (43/298، 299، 305، 317)، شرح إحقاق الحق (26/356) لوامع الحقائق للآشتياني (1/104).

([110]) إعلام الورى للطبرسي (1/96)، بحار الأنوار للمجلسي (18/125)، إثبات الهداة (1/365)، مستدرك سفينة البحار للنمازي (2/254)، معالم المدرستين (3/188).

[111] -(رواه أحمد 4/126، 127 وأصحاب السنن والدارمي. والحديث صححه جماعة من المحدثين - انظر جامع العلوم والحكم لابن رجب الحديث (38) ص 387، دار الفرقان ط. الأولى 1411ه وانظر الإرواء (2544) 107/8 للتوسع). أنظر اعتقاد أهل السنة في الصحابة رضي الله عنهملمحمد عبد الله الوهيبي.

[112] - الصارم المسلول (ص 553) .

[113] - منهاج السنة (1/18)





التوقيع






    رد مع اقتباس