2010-09-25, 14:59
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: قفص الحرية | بغض النظر عن الطابع الواقعي للحدث ، الذي سعى الكاتب إلى إقناع القارئ أو إيهامه به ، فإن النص يطرح قيمة الحرية في حياة الكائن الحي عامة ، الطائر خاصة ، ومنه رمزيا ، الإنسان بصفة أخص .. ويجد استغلال الطائر رمزا لهذا السفر في ملكوت الحرية ومدارج التحرر مبرره في العشق الخرافي ، الذي لا يمل كاتب النص في ترديده ، للطيور وعوالمها ؛ وهي عوالم ، على ما يبدو ، يتعلم منها الكاتب الحكم البليغة والدروس العميقة التي لم يستطع - ربما - تعلمها في المدارس الرسمية ... نعم إن ارتباطه "الوثني" بالطيور ، واحتكاكه بعوالمها ، واطلاعه على أسرارها وخصائصها ، جعله يستلهم منها الحكم، فهاهو ذا يلقننا درسا بليغا وعميقا في قيمة الحرية على لسان طائر استطاع أن يتحول إلى مُرَبٍّ للإنسان ومعلم له، أن كل كنوز الدنيا ، وكل عناية واهتمام زائدين يمكن أن يتلقاهما طائر من إنسان ، أو إنسان من إنسان ، لا يساويان شيئا إذا لم يكن المعتنى به ، مهما رفل في النعيم ، حرا طليقا .. نعم إنها - الحرية - عنوان لكل إبداع ، عنوان لكل ما هو جميل ، عنوان بارز لكل ما هو خيِّر .. عنوان لوجود ، ولا جمال لوجود بدون حرية ... استمتعت هنا بقراءة نص غني يحمل رسالة إنسانية ستكون ، لاشك ، رسالة خالدة صالحة في كل الأزمنة والأمكنة : لا حياة بدون حرية ، ولا حرية بدون حياة كريمة ؛ ألم يعد الطائر إلى القفص حيث تتوفر كل شروط الحياة الكريمة ؟ تقديري واحترامي لخصوبة خيالك وجميل صورك ، وبساطة لغتك التي تمتح جماليتها وبلاغيتها ومتعتها من كونها من نوع السهل الممتنع . | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | |
| |