طاحونة العصروما أدراك بها؟
تطحن قيمنا الأخلاقية..
عُلب مملوءة بالبشر...
مستسلمين..
مستعذبين الاختناق..
مستملحين الاحتباس الحراري...
وبسبب كرسي يحصل المستحيل...
ويا سيدتي..!
لي بيت من طين
سأتركه بعد قليل..
ولي قبر من تراب
منه المبتدى وإليه المنتهى
ولي فتنة في باطني...
وقد جئتيني في زمن
شاخ فيه وجهه
تحملين نعشك
فوق كتفيك..
أفي مثل هذه اللحظة تودعيني؟!
أفي ضيق الوادي تتركيني؟!
آه! ثم آه!
لو كنت تعلمين الذي في قلبي [...
لا! يا سيدتي..!
طاحونة العصر تحملني
إلى لغة الاستيقاظ والتيقظ
لأبحث في ذاتي
هل فيها عرق نبيل؟...
لا أحب أن ترديني الطاحونة ميتا..
سوف أهديك البيت..
وأرحل إلى مقبرة المجد...
عوض أن أعيش في علبة العصر...
لا أريد أن أرث العمى، تقليدا...
قيمنا أراها تعاني الأفول
يا سيدتي..!
هزي إليك بجذع الشريعة
تتساقط عليك ثمار الكتاب والسنة
ويلج قلبك النور
فتضيئين مقبرة المجد
وتحترق طاحونة العصر
********************
بقلم: محمد معمري