بيل غيتس والتعليم محمد شفيق الحوار المتمدن - العدد: 3130 - 2010 / 9 / 20 اغلبنا يعرف ( بيل غيتس ) صاحب مؤسسة ( مايكروسوفت ) . انه الشخص الذي سيقى العالم ممتنا له لما قدمه من عطاء في مجال الحاسوب بعد ان ترك الدراسة بسب فشله في هذا المجال . استطاع ( غيتس ) ان يحقق نجاح باهر في اكثر من مجال فبالاضافة الى انجازته في مجال الحاسوب فلقد اسس ( بيل غيتس ). عام 2000 مع زوجته السيدة ( ميلندا غيتس ) مؤسسة اطلقا عليها اسم ( مؤسسة بيل وميلندا جيتس ) . قدمت الكثير من الدعم المادي لمحاربة مرض ( الايدز ) والاوبئة المتفشية في دول العالم الثالث . كما قدمت المساعدة للكثير من الطلبة . فمنحت 210 مليون دولار لجامعة ( كامبردج ) في نفس السنة التي تأسست بها , وتبرعت ببليون دولار لاتحاد يمول طلاب الجامعات الامريكيين من اصل افريقي . تقدر ما منحته المؤسسة منذ انشائها بتسعة وعشرون بليون دولار . وقد ترك غيتس العمل من شركته ( مايكرو سوفت ) ليتفرغ للعمل الخيري. انني اعتبر ( غيتس ) هو قدوتي في الحياة لانه الوحيد الذي تمرد على الواقع واعلن رفض للتعليم اتجه لاكمال رسالته في الحياة واستطاع ان يحقق ذلك المشروع الانساني الكبير الذي لم يستطع ذو الشهادات واصحاب الالقاب ( استاذ , دكتور ) . لانه لايمكن للتعليم ان ينجب العظماء والمنتجين للجمتعمات البشرية . لقد اثبت التعليم خصوصا في الوطن العربي عجزه على تخريج علماء ومبدعين . قبل ايام كنت اتكلم مع احد علماء الاجتماع حول موضوع التعليم فنصحني كعادته بأكمال التعليم والتحصيل على الشهادة الجامعية فقلت له ( استاذ التعليم فاشل كيف تريدني ان اعترف به فقال ( اتفق معك بأن التعليم فاشل واننا ايضا لم نكن مقتنعين بالتعليم لكننا يجب علينا اكمال دراستنا بأي شكل والحصول على البكاليروس على اقل تقدير ) الجميع يتفق على ان التعليم لايمكنه انجاب الكفاءات للمجتمع , والطريف ان السيد ( بيل غيتس ) محور حديثنا عقد مع المغني الامريكي ( جون ليجند ) مؤتمرا صحفيا مؤخرا دعا فيه الى اصلاح المدرسة الرسمية في الولايات المتحدة الامريكة وقال ايضا ضمن مؤتمره الصحفي ( نحن في مايكروسوفت نجد صعوبة في العثور على موظفين على درجة من الكفاءة ) واكد ( غيتس ) على عدم رضاه عن النظام التعليمي في اميركا وهو يعمل على تصحيحه !!! سيدي يا بيل غيتس اناشدك لعلك تسمع ندائي . ليت شعري يأاستاذي يا من اتخذته قدوة واسوة في حياتي ان تأتي لبلاد العرب لتشاهد واقع التعليم . ليتك تأتي للعراق وتشاهد مدارسنا من الصفيح والطين . ان كنت تجد صعوبة في العثور على موظفين على درجة من الكفاءة ففي العراق والدول العربية لاتجد كفاءات الا ما رحم ربك , لان طلبتنا تحول وبشهادة احدهم الى ( قلادة ذهب وموبايل فاخر ) واستاذا يجهل تعريف اختصاصه . ان كنت انتقدت التعليم في بلد يحكم العالم بأسره وقام بأسقاط انظمة وتنصيب اخرى ,فماذا ستفعل عندما ترى واقعنا المليء بالمآسي والمعاناة اينما اتجهت وحيثما وليت وجهك . نعم التعليم بحاجة الى رثاء وتعزية من جميع الاكادميين واصحاب الشأن . وحسنا ان اعترف السيد وزير التربية العراقي بفشله وقال في لقاء تلفزيوني ( انني اعزي من يستلم وزارة التربية من بعدي ) . سوف ابقى على نهج " غيتس " وغيره من العظماء رافضا للتعليم ولن احصل على شهادة من مؤسسة تعليمية فاشلة وفاسدة . وسأعمل على اكمال رسالتي ومشروعي في الحياة .