الحوار .. قيود النقاش .. المجادلة .. جمود الفكر .. والتعصب الفكري .. جميعهم نتاج التزاوج ما بين اللسان والعقل في اطار سريري تمثله زوايا الموضوع .. ايا كانت بيئته .. قد تكون مجلسا يضم لفيفا من الالسن والعقول .. او ربما موضوعا مطروحا في منتدى .. او حتى مكالمة هاتفية بين شخصين وقد تكون مكالمة جماعية ..
للحوار اداب يحلو بها وتضيف جوا من المتعة لدى الحضور والمشاركين كما ان التقيد بها يدعم جودة الموضوع والنقاش ويستجلب حماس الاخرين للخوض معك في الحوار والنقاش ..
ان استحضار الفكرة لبدأ الحوار امر ضروري وقد تكون هذه الخطوة منظمة جيدا فتكون هناك ما يسمى بأجندة الاجتماع او الحوار .. ويجب على صاحب الفكرة ان يفهمها ويبينها ويوضح افاقها وابعادها حتى يتسنى له ايصالها بالشكل الذي يرغب فالفكرة بين العقول ما هي الا ذبذبات تماماً مثل تلك التي في التلفاز والعقلين احدهما مرسل والاخر مستقبل وان اي اختلاف هنا وهناك يعطيك نتيجة مختلفة في كل مرة وكذلك الفكرة كلما تبلورت وتبينت منها كلما كانت واضحة جلية ..
يستحب في الحوار ان توضح الفكرة وان يعطى الوقت الكافي للاخر حتى يعبر عما يريد ويوصل فكرته واضحة وجلية ويجب على الاخر الانصات اليه وفهم ما يقول حتى يكون رده منطقيا وواقعيا ويحلو الحوار حينما تدور دفة الحوار بين الحضور وان تكون حول محور واحد تماما مثل السيارة فلا يوجد بها الا محور واحد يقود بنفسه اربع عجلات وربما اكثر طالما انه كلها تتفق في نفس الاتجاه وهنا نعني نفس الفكرة ..
والاهم بعد هذا كله هو تقبل الاختلاف ووجهات النظر والا يتعدى الاختلاف بين المتحاورين الى طور الشخصنة .. فالاختلاف يكون في الفكرة وليس في شخصية المتحاور .. واضرب هنا مثلا .. كنت قد تحاورت مع احد الزملاء في العمل حول هذا الاختلاف وكنت قد اخذت عليه شخصنته للامور وامتداد حساسيته لاختلافه مع الموظفين الى تعامله معهم خارج نطاق العمل فاقول له .. عزيزي انظر الى الامر ببساطه ربما هناك اشخاص لا يرغبون القيام ببعض الاعمال المنوطة اليهم ربما لعدم قدرتهم عليها وربما لعدم اقتناعهم بها .. الا انهم في الخارج يملكون بيوتا واسرة واولادا وربما نشاطات تجارية ناجحة وحتى علاقات ناجحة مع الاخرين فليس الفشل هنا كاملا ولا شاملا .. فما ان تخرج من بوابة مكتبك اترك تلك الاختلافات وراء ظهرك .. وكذلك هو الحوار يجب الا يمتد الاختلاف خارج حدود منطقة التحاور …