عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-18, 00:12 رقم المشاركة : 68
ابو العز
نائب مدير الأفكار والمشاريع الأستاذية
 
الصورة الرمزية ابو العز

 

إحصائية العضو








ابو العز غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 2

وسام المركز الأول مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشارك

مسابقة كان خلقه القران2

وسام المشاركة

وسام المشاركة

وسام الرتبة الثانية في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر ي

افتراضي رد: لعبة البحث في ثرات الاغنية المغربية


محمد الحياني في ذكرى رحيله







إن من وراء هذه الوجوه من الفن الغنائي المغربي لهو دليل على أن الزخرفات الفنية تتسم بطبيعة الفن المغربي، ومثل هذه الأصوات تنم في وجدان كل فنان غيور على الفن المغربي الأصيل.



والفنان المرحوم محمد الحياني يتميز عن غيره من الفنانين بصوته الذي يندمج في الطرب الأصيل، وهو المهد الذي يؤمن به كل فنان أن يسمو إليه، ولكن تبقى الموهبة سمة المتعة الحقيقية في هذا الفن الغنائي المغربي.

الفنان المرحوم محمد الحياني من مواليد مدينة الدار البيضاء عام 1943، وكانت اولى انطلاقته الفنية هو تقليده للغناء الكلاسيكي لفنانين كبار كالراحل عبد الحليم حافظ، وهنا اكتشف حبه وشغفه بالفن والطرب الأصيل، فكانت أغنية * ياوليدي العزيز* التي كتب كلماتها ولحنها الأستاذ عبد الله التازي وذلك عام1963، وبعد ذلك كانت اول قطعة لحنها له الأستاذ المرحوم الناياتي عبد الحميد بنبراهيم *الحب الأبدي * من شعر الأستاذ محمد الهواري وذلك في24 أبريل1965، وتلت ذلك أعمال أخرى
*بغيتي أو كرهتي* كلمات الزجال الراحل علي الحداني واللحن للراحل عبد الحميد بنبراهيم وذلك 31 أكتوبر 1966 ثم *ذكرى الطفولة * شعر الأستاذ عبد الرفيع الجواهري ونفس الملحن، وكان ذلك 21 دجنبر 1967.

ولج الفنان الراحل محمد الحياني المعهد الموسيقي بساحة بيتري بالرباط عام 1964 وذلك حتى يتسنى له صقل موهبته ويكون رصيدا ثقافيا موسيقيا يستطيع من خلاله البحث عن المقامات الموسيقية التي تناسب صوته ليبتعد عن التقليد الذي لا يعطي الصورة الحقيقية للفنان.

تعامل الفنان محمد الحياني مع كبارالفنانين في مجال الكتابة والتلحين ومن بينهم، علي الحداني ، حسن القدميري، عبد القادر وهبي ، عبد القادر الراشدي...

يمتلك الفنان الراحل محمد الحياني قوة في الصوت وصدقا في الأداء وشموخا في العطاء الفني، وحسا إنسانيا متيزا في جل معاملاته، صوت يجمع بين الطرب والشجن في أدائه المتميز في ادائه للقصيد، الشيء الذي لفت انتباه المهتمين المشارقة من ملحنين وكتاب، حيث أبوا إلا أن يساهموا بدورهم في مده ببعض أشعارهم لأدائها على اعتبار أن العمل لا يدخل في إطار المجاملة بقدر ما يرتكز على خصوصيات معينة، وعلى مواصفات تخضع لشروط الأداء الجيد.

ومهما حاولنا في تعداد مناقب الراحل ورصد محطات مسيرته الفنية فلن نوفيه حقه، ولعل المنابر التي أشادت في الشرح والتحليل لأكبر دليل على ماكان يتميز به الراحل محمد الحياني من سمعة طيبة ودماثة خلق إلى جانب الإعجاب والتقدير الذي كان يتلقاه من مختلف شرائح المجتمع المغربي والعربي.

أتيحت للراحل محمد الحياني فرصة للمشاركة في عمل سينمائي خاض بطولته وهوفيلم * دموع الندم* الذي لعب فيه دوره بكل تلقائية وعفوية صادقة..وكان لجانبه، الفنانة القديرة حبيبة المذكوري، والفنان القدير حمادي عمور ، والفنانة ثريا جبران وآخرون...

لقي هذا الفيلم نجاحا منقطع النظير حيث ظل يعرض لأسابيع متتالية في دور السينما ببعض المدن المغربية، منها الدرا البيضاء، الرباط، طنجة.. وكان ذلك في الثمانينات...

تشاء الأقدار أن يغادر الفنان الراحل أرض الوطن باتجاه فرنسا قصد العلاج تحت الرعاية السامية للمغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، وفي قولة للفيلسوف الألماني *نيتشه* "أمام الأمور الكبيرة والمفجعة يكون الصمت هو الأجدى"، ففي غياب الراحل محمد الحياني تتوقف الموسيقى عن إيقاعها، الدفين ويتحول هذ الفضاء إلى صمت أبدي خاصة في هذا الصوت الذي لا تغيب فيه المتعة الحقيقية، رغم الهرطقات التي تحوم حول طبيعة هذا الغناء.

في يوم 23 أكتوبرعام 1996، يذهب الفنان محمد الحياني في رحلة أبدية تاركا أعمالا خالدة في قلب كل محبيه وجمهوره العريض وفي تاريخ الأغنية المغربية.

رحم الله محمد الحياني وأسكنه فسيح جناته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


بما أننا نبحث في ثرات الأغنية المغربية الرائدة, فلابأس من البحث كذلك في سير هؤلاء الرواد,والنبش في ذاكرتهم التي أصبحت تعتبر ذاكرة مجتمع بأكمله.






التوقيع



أينكم يا غايبين ؟؟؟؟
آش بيكم دارت لقدار مابان ليكم أثر ولا خبروا بيكم البشارة
    رد مع اقتباس