عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-13, 14:52 رقم المشاركة : 1
ابوعمران
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية ابوعمران

 

إحصائية العضو








ابوعمران غير متواجد حالياً


new1 استغلال المرأة في الإشهار ربح مادي وخسارة اجتماعية


استغلال المرأة في الإشهار ربح مادي وخسارة اجتماعية




لا شك أن عامل ظهور المرأة مع المنتجات الاستهلاكية والإشهارية أصبح له وقع السحر على نجاح وتصريف هذه الأخيرة بشكل أثار نوعا من الجدل بين مختلف شرائح المجتمع المثقفة منها والأمية والفقيرة و حتى البورجوازية، إلى حد طرح بعضهم تساؤلات حول مدى قيمة المرأة التي أصبحت عملة سهلة من إفراط استعمالها قد تفوقها أحيانا قيمة المنتوج التي تقوم بإشهار






فاس: حنان الطيبي
تحاول المعامل والمصانع والشركات الاستثمارية والقطاعات الصناعية المنتجة جاهدة ضمان الأرباح، عامدة إلى توسيع سوق الإنتاج والتدبير بهدف تصريف منتجاتها في الأسواق المحلية ولما لا العالمية.. بالاعتماد على تكثيف توزيع المنتجات وتمديد الشبكة الاقتصادية لتسهيل عمليتي التصريف والتخزين وذلك مع احترام قاعدة العرض والطلب، بهدف احتلال مكانة الصدارة في السوق مع وجوب الاهتمام بعامل الجودة والإتقان المتماشي مع الثمن والشكل النهائي للمنتوج دون نسيان أهمية الإسم التجاري فيما يشبه معادلة اقتصادية متوازنة، يضمن بواسطتها البائع تصريف منتوجه من الجاهز والاحتياطي مع ضرورة تواصل إقبال الزبون على هذا المنتوج.
ولضمان كل ما سبق ذكره تعمد هذه المؤسسات إلى المنافسة فيما بينها معتمدة على الإشهار والإعلانات والشعارات المقروءة والمسموعة عن طريق السمعي والبصري والمكتوب في قالب سينوغرافي وغنائي.. في محاولة للوقوف على أرضية تكاد تكون قاسما مشتركا، بين معظم الإعلانات المحبوكة خصيصا لتصريف واستثمار منتوج معين، ألا وهو المرأة.. هذه المرأة التي أصبحت تستغل في الإعلانات خاصة المعتمدة على الصورة أو المرفقة بالملصقات بمختلف أحجامها، والتي تستنزفها كجسد يضفي لمسة من الجمالية على المنتوج محور الموضوع.
موضوع إلصاق واعتماد الإعلانات على العنصر النسوي موجة غربية تلقفها الشرق والمغرب الأقصى وباقي دول العالم، كما تلقف بانبهار أشكال جمة ومختلفة من الموضة فيما يخص عالم الأزياء وقصات الشعر وديكورات المنزل والموجات الغنائية وحتى الوجبات الغذائية الخفيفة وكل مظاهر الحياة اليومية.
قراءة اجتماعية لعلاقة المرأة بالإعلانات:
لا شك أن عامل ظهور المرأة مع المنتجات الاستهلاكية والإشهارية أصبح له وقع السحر على نجاح وتصريف هذه الأخيرة بشكل أثار نوعا من الجدل بين مختلف شرائح المجتمع المثقفة منها والأمية والفقيرة و حتى البورجوازية، إلى حد طرح بعضهم تساؤلات حول مدى قيمة المرأة التي أصبحت عملة سهلة من إفراط استعمالها قد تفوقها أحيانا قيمة المنتوج التي تقوم بإشهاره.
"سميرة" موظفة بإحدى المؤسسات البنكية ترى، على حد تعبيرها، أن استغلال المرأة في الإعلانات أصبح يثير في نفسها نوعا من الغيرة على هذا المخلوق الجميل الذي يظهر مفاتنه للإعلان عن جهاز ثلاجة مثلا أو تلفاز أو غيره مؤكدة ذالك بقولها: "في الواقع لا أعرف ما العلاقة بين صدر المرأة مثلا وجهاز التلفاز..فكثيرا ما تظهر، وعلى سبيل المثال لا الحصر، وخاصة في الإعلانات الغربية وبعض القنوات الفضائية، امرأة جميلة منحنية على تلفاز وجزء مهم من صدرها مكشوف..أو تفتح الثلاجة لتشرب وهي ترتدي قميص نوم يكشف كل مفاتنها.."، وتؤكد سميرة في إضافة قائلة: "بالطبع ليست مفاتن المعلنة من يجعلنا نشتري مثل هذه الأشياء بل هي حاجتنا الماسة إليها، والأكثر من هذا وذاك مستوى معيشتنا وظروفنا المادية وقدرتنا الشرائية." كما ترى سميرة أن جودة المنتوج هي ما يفرض قيمته في السوق ومدى حاجة هذا الأخير إليه، وبنبرة لا تخلو من تهكم ومصداقية تقول: " بالنسبة إلي فلن أشتري المنتوج حتى ولو قامت المرأة الموظفة في الإشهار بخلع جل ملابسها ما دمت في غنى عنه!".
"مصطفى" شاب يعمل كخباز بفرن تقليدي يحبذ اشتغال المرأة في الإشهار مع ضرورة الإلتزام بشيء من الحياء على حد تعبيره، ومراعاة اختيار المرأة المعنية نوع المنتوج موضوع الإشهار، باعتبار أن الإعلانات التي تبث على شاشة التلفاز وخاصة على القنوات المحلية تدخل البيوت العائلية دون سابق إنذار، ويؤكد رأيه بقوله: "في كثير من الأحيان أكون مجتمعا على المائدة أنا وعائلتي المكونة من أبي وأمي وأختين، فتبث على شاشة التلفزيون إشهارات محرجة عبر قناة محلية، لتعلن عن حبوب منع الحمل أو استعمال الفوط الصحية، مدعمة بشعارات مخجلة تزكي عبارة "شرح الواضحات من المفضحات" كعبارة "الفوطة تمتص البلل" أو "فقط جربيها وستشعرين بالراحة". وفي نهاية الإعلان تستقر عدسة الكاميرا على مؤخرة مستعملة الفوطة وهي تتبختر في مشيتها لتؤكد فعلا مدى شعورها بالراحة!"
في مثل هذه الإعلانات يشعر "مصطفى" بكثير من الحرج والارتباك خاصة أنه يعيش في كنف عائلة شعبية ومحافظة، ويعلق في خلاصة تطبعها النكتة:" هاذ البنات اللي كيشهروا الفوطة الصحية إما باواتهم ماعندهومش التلفزة أو هما ما عندهومش باواتهم..".
"محسن" شاب مجاز وعامل بشركة في قطاع النسيج يعتقد بدوره أن المرأة أصبحت بالفعل كسلعة مستنزفة لعرض سلعة أخرى في تعبيره: "المرأة تستغل بشكل بشع في الوصلات الإشهارية لمختلف المواد والسلع المستشهرة في التلفزيون أو عبر وسائل الإعلام المكتوبة أو حتى على ملصقات اللوحات الخاصة في الشوارع العمومية، فهي بذلك مجرد جسد فاتن يغري بالمشاهدة والفرجة قد يحفز على اقتناء المنتوج، أو ككائن ضعيف يعرض مثلا مسحوق التصبين ومواد النظافة، في الوقت الذي يتم فيه تغييب المرأة كإنسان فاعل وعنصر منتج هو في الواقع بمثابة نصف المجتمع.."
آراء متعددة مستقاة من قلب الشارع المغربي أثيرت في هذا الموضوع وصبت في قالب واحد مؤكدة على فكرة تكريس الوصلات الإشهارية لمفهوم دونية المرأة في تقديمها ككائن تابع للرجل يقتصر دوره في المجتمع على "التصبين" والتنظيف والطبخ والإنجاب وتربية الأطفال وغيره، في حين يقصى دورها الفعال في التنمية والإنتاج والتربية والاقتصار فقط على حصرها في جسد مغري يستعرض سلعة مشتهاة لا علاقة لها بالمنتوج المعلن عنه إلا كمنتجة ومستهلكة شأنها في ذلك شأن الرجل





التوقيع

لآ يتواضع إلا كبير ولآ يتكبر إلا صغير
==================
من وجـد الله فمـاذا فـقـد ...ومن فـقـد الله فمـاذا وجد
------
(انا رجلا لا انحنى لالتقط شيئا سقط من نظرى)


آخر تعديل خالد السوسي يوم 2011-01-30 في 21:59.
    رد مع اقتباس