عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-13, 13:52 رقم المشاركة : 1
ابوعمران
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية ابوعمران

 

إحصائية العضو








ابوعمران غير متواجد حالياً


new1 هؤلاء المغاربيات ذات السلطة الخفية



هؤلاء المغاربيات ذات السلطة الخفية

ختاما، هل عليهن المساهمة في بناء مدرسة رجال المستقبل، التي تضم هذه المرأة "المتزوجة لكن الوحيدة"، "الجميلة والمنسية"، "الذكية والتي تم تجاهلها"، "العاملة المجدة والمستغلة"؟، فهل لديها الحق في القسط البسيط الذي تبقى لها لكي تحب وتغازل؟، هل ما يزال الرجل مضطرا لفتح الباب لها إجلالا وتقديرا واحتراما لها، لتقديم وردة لها، لدعوتها إلى الرقص أو بكل بساطة الموت من أجلها؟.




عندما كنت شابا، ترسخت لدي صورة ذلك الرجل، والدي، الذي كان دائما يتبع أمي في السير إلى الأمام؛ والدتي، التي استبدلت الواجهة بالسلطة.
هذا، وعندما حللت بكندا، كانوا دائما يسألونني عن موضوع مشي النساء وراء الرجال، وكنت دوما أرد عليهم أن والدتي هي من اخترعت جهاز التحكم، إنها فاطمة، أمي، التي لم تخرج يوما إلى الشارع، وهي ترفع لوحة احتجاج، لتطالب بحريتها، بالرغم من كونها تبدو خاضعة لسلطة ما بارتدائها جلبابا وقفطانا ووشاحا؛ بالعكس، فقد كان والدي يعتبرها سيدة المنزل. لقد كانت تدير أمور البيت، وعدد أهله، الأربعة عشر شخصا من بينهم والدي، وعشرة أبناء وكذا من يقوم باقتناء المتطلبات إضافة إلى من تقوم بالأشغال الخاصة بالبيت؛ وهذا ما يجعل من بيتنا مؤسسة حقيقية، وهنا يطرح السؤال: فكم من أشخاص في العالم قادرين على تدبير أمور مؤسسة تضم أربعة عشر فردا؟.
كانت كتومة، تتمتع بكل السلطات باستثناء ما يتعلق بالبروتوكول والتنفيذ.
فقد قصصت عليها حكاية المرأة "الكيبيكية": " لقد كانت تعمل بالمنزل بكل جد ومثابرة ، وشاركت في بناء المجتمع، ولها كل الحق في الحفاظ على إسمها الشخصي ( والدتي احتفظت دائما باسمها كشابة ووالدي لم يجرؤ أبدا بفرض اسمه عليها). هذه المرأة "الكيبيكية"، التي طالبت يوما بأن تكون حرة (والدتي تتساءل أين كانت سجينة)، كانت لديها وظيفة أخرى، حيث كانت تعمل، خارج المنزل، من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الخامسة مساء، قبل أن تتفرغ بعد ذلك مباشرة لرعاية الأطفال وإعداد الحساء؛ ومن أجل هذا، سألتني والدتي ما إذا لم يكن لديها شخص آخر يقوم بذلك، مع العلم أنها لا تفهم أنه مع مرتبين تتضاعف وظيفة المرأة، متسائلة في نفس الوقت عن جدوى تواجد الرجل.
هذا وقد تساءلت أمي أيضا عما إذا كان مفهوم الحرية في الغرب هو نفسه في بلادها، بل وحتى أنها شكرت الله على عدم ذهابها للمدرسة وتلقيها التعليم كي لا تكون مجبرة على تقلد وظائف أخرى. وباختصار، هل يجب أن نستخلص أن تحرير المرأة يترجم، إلى حد ما، إرادة الرجل للتملص من بعض الوظائف والمسؤوليات؛ فاليوم تعيش المرأة على شد الحبل بدافع الخوف من الشعور بالوحدة والعزلة، وفي نفس الوقت تجيز أن يتم اختيارها استنادا إلى وظيفتها وراتبها، مع العلم أن وظائفها داخل المنزل بالنسبة إلى الرجل تعد مكتسبة؛ فهل أصبحت تشكل، إلى جانب رفيقها الرجل، جزءا من الإحصائيات المتعلقة بأمراض القلب والمرتبطة بالإجهاد والتعب.
ختاما، هل عليهن المساهمة في بناء مدرسة رجال المستقبل، التي تضم هذه المرأة "المتزوجة لكن الوحيدة"، "الجميلة والمنسية"، "الذكية والتي تم تجاهلها"، "العاملة المجدة والمستغلة"؟، فهل لديها الحق في القسط البسيط الذي تبقى لها لكي تحب وتغازل؟، هل ما يزال الرجل مضطرا لفتح الباب لها إجلالا وتقديرا واحتراما لها، لتقديم وردة لها، لدعوتها إلى الرقص أو بكل بساطة الموت من أجلها؟.
ترجمة: حنان الطيبي





التوقيع

لآ يتواضع إلا كبير ولآ يتكبر إلا صغير
==================
من وجـد الله فمـاذا فـقـد ...ومن فـقـد الله فمـاذا وجد
------
(انا رجلا لا انحنى لالتقط شيئا سقط من نظرى)


آخر تعديل خالد السوسي يوم 2011-01-30 في 19:12.
    رد مع اقتباس