أعتقد أن اللبيب ، ودون الحاجة إلى التمظهر بقناع ، لن " ينتقي أبدا ما يُقال له بئس ".. فذلك والله شأن الهِمّة ، وما أدراك ما الهمّة ! فمن تكون همته سموا و تألقا، يهفو دوما لما دون الحُفر ...وبذلك أيضا لن " يكون لأحلامه حدود " !! أمَا وقد وُهب المرء حُبّ الجمال والفن و عِشق الحسن ، فتلك و الله نبضات تجعله يعشق الأقمار إلى حدّ النخاع ولن " يرضى عن الأقمار بديلا " ..وهي صورة تدل مرّة أخرى على هِمة و عِزّة نفس لا مثيل لهما. لحدّ كتابة الأسطر السابقة ، وجُدتُني وقد ربطت خيوط المحبة و التواصل مع زميلي اللبيب ، وبذلك أكون قد قطعت شوط علامات الاستفهام المُرافقة للنص .. حين " نقفز " إلى مظاهر التبختر و نفخ الأوداج و النهق و..و.. أحسبني الآن ، قد كُتِب لي أن أنزل ضيفا على نوع من المخلوقات العاشقة للبس الأقنعة و الأصباغ الزائلة ..وللأسف تمثل هذه الفئة أكثرنا دون منازع ، ودون الحاجة لإحصاء أو رياضيات !!! فكم من عابد ناسك ، وكم من خطيب يُتقن رثق العبارات ، وكم من خنوع خضوع خدوم ..وكم من مبتسم بشوش وكم ..وكم... انبهر المرء بأخلاقهم " الحميدة " و أقوالهم المُتراصة ، فانهارت حكمته و نباهته أمامهم ، ليجد نفسه في آخر المطاف تحت رحمة الذئاب المنزوعة الرحمة و الشفقة !!! عِشتُ لحظات رائعة رفقة خاطرة شيقة من إبداع أستاذنا السي الورزازي ..وهي لبنة من لبنات بنائه الأدبي المتألق و الهادف ..فلكم جميل التميز على الدوام . محبتي.