عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-10, 18:10 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي مذكرة الزمن المدرسي..سوء تطبيق المعطيات العلمية /محمد الصدوقي





يقول واضعو المذكرة 122 حول تنظيم الزمن المدرسي، التي أثارت ضجة ،أنهم اعتمدوا على معطيات معرفية علمية في صياغتهم التنظيمية للزمنالمدرسي!نعم هناك معطيات معرفية نظرية قاربت مفهوم الزمن المدرسي في علاقته بالكرونوبيولجيا(الإيقاعات البيولوجية أو الحيوية) ،حيث حاول مهندسو المنهاج التربوي توظيف واستثمار النتائج النظرية .TESTU للكرونوبيولوجيا، خصوصا تلك التي اعتمدت على أعمال طيستي


صحيح أن وزارة التربية اعتمدت في صياغة مذكرتها التنظيمية للزمن المدرسي على بعض معطيات الكرونوبيولوجيا،لكن توظيف هذه المعطيات في تنظيمها للزمن اليومي والأسبوعي للدراسة وتحديد استعمالات الزمن(حسب الصيغ المقترحة من طرفها)،ليست هي الوحيدة الممكنة معرفيا.لنرى كيف ؟


في البدء، قبل بسط بعض التطبيقات التربوية للكرونوبيولوجا في التخطيط اليومي والأسبوعي لاستعمالات الزمنالمدرسية(وسننشر دراسة مفصلة عن ذلك لاحقا في العدد القادم من سلسلة تربويات) ،تجدر الإشارة إلى أن نتائج الكرونوبيولوجيا ،بصفة عامة، تهم الكائن الإنساني (راشدأو طفل) باعتباره متعضي بيولوجي؛كما أن الإيقاعات الحيوية الذهنية والنفسيةوالحس-حركية والعضلية...تتأثربالخصوصيات السوسيوثقافية والبيئية لمجال الكائنالإنساني(ا المتعلم أو لمدرس هنا).


التخطيط اليومي لاستعمالات الزمن:


الخبراءينصحون بالأخذ بعين الاعتبار الإيقاعات الحيوية لتنظيم اليوم المدرسي:من الأحسنتخصيص الساعات الأكثرفعالية و ملاءمة(نهاية الصباح،وسط مابعد الزوال) للتعلماتالجديدة التي تتطلب الانتباه والتركيز،وبالمقابل، تخصيص الأوقات الأقل فعالية وملاءمة لأنشطة صيانة المعارف،أو ذات خصائص فنية أو ترفيهية...


ويظهر أنه من الأساسي عدم إدراج في أول الصباح أو بداية ما بعد الزوال مواد دراسية أساسية التي تتطلب حيوية أكثر(انتباه،تركيز.. (


* بداية الصباح او بداية مابعدالزوال:


يجب تخصيص هذه الفترات الزمنية التي تتميز بضعف الأداء لأنشطة أكثرهدوءا وأقل جهدا.


- الأنشطة التي يُنصح بها: أنشطة التفتح،أنشطة التعبير الجسدي والفني...


- الأنشطة التي لا ينصح بها: الأنشطة التي تحتاج أكثر للأجهزة القلبية-الرئوية،والعضلية والحركية.


زمن بداية الصباح لا يُنصح به لأنه :


- تزايد حدة النشاط الشراييني في الصباح بعد الاستيقاظ.


) تكون في الليل وفي الصباح.asthmes- قمة الأزمات التنفسية (


- هبوط شديد لمستوى التنفس في الصباح(مابين الثالثة والثامنة).


- ضعف الليونة والرشاقة الحركية (تتبع نفس إيقاعالحرارة الجسدية المركزية، هناك ليونة أكثر خلال نهاية مابعد الزوال وبداية المساء).


- ضعف القدرة على القيام بمجهودات ومهام تتطلب جهدا مرتفعا.


- ضعف مستوى الحافزية والمزاج.


وسط الصباح:


- أنشطة يُنصح بها:الأنشطة التي تتطلب بذل طاقة أكثر.التلاميذ يكونون أكثر انتباها وإدراكا؛إنه أحسن توقيت للأداءات السيكو- حركية والمعرفية ،ولأنشطة الذاكرة القصيرة المدى.


وسط ونهاية مابعد الزوال:


- الأنشطة التي ينصح بها: الأنشطة التقنية والتي تتطلب طاقات أكثر:إنها فترة أقصى القدرات الفيزيولوجية،والقوة العضلية (فترة الأرقام القياسية لألعاب القوة)،والحافزية،والمزاج(الرياضات الجماعية).


التخطيط الأسبوعي لاستعمالات الزمن


في حالة الأسبوع التقليدي،الدراسات بينت أن الخميس والجمعة هما أحسن أيام الأسبوع ملاءمة للتعلم الجيد،في المقابل الاثنين والسبت صباحا هما اليومان الأقل فعالية وأداء.يوم الاثنين خاصة يتأثر سلبا بظواهر التزامن التي لها علاقة بنهاية الأسبوع.وعلى العكس،فاصل يوم الأربعاء يظهر مُوات،خصوصا إن اقترن بأنشطة خارج المدرسة.


هذه الأفكار ليست صالحة فقط لتخطيط كل المواد الدراسية،ولكن أيضا لتخطيط مضامين كل مادة دراسية خلال الأسبوع.


نعتقد أن بداية الأسبوع( يوما لاثنين) ونهايته(السبت) يكونان أكثرملائمة للقيام بالأنشطة والأعمال الموجهة والتطبيقية التي لها علاقة بالتعلمات السابقة.يتعلق الأمر بتجنب برمجة تعلمات المفاهيم الجديدة وخاصة يوم الاثنين.هذه التعلمات وكل الأنشطة التي تتطلبت حملا/جهدا كبيرا للذاكرة وللقدرات العقلية يجب برمجتها فيما تبقى من الأسبوع(الثلاثاء،الخميس،الجمعة).


لكي يكون التعلم أكثر نجاعة،يجب ربط ودمجا لبرمجة الأسبوعية بالبرمجة اليومية للمواد الدراسية ومضامينها.لا يمكننا أن نطلب من تلميذ أن يكون أكثر نجاعة وأكثر أداء يوم الاثنين صباحا ويوم الخميس بعدالزوال.


من الواضح ان النتائج العلمية للكرونبيولوجيا وتطبيقاتها التربوية تنصح فقط ببرمجة المواد والأنشطة التعلمية(واستعمالات الزمن) في أوقات محدد تمتاز بإيقاعات حيوية جيدة وقوية،ولا يمكن أن نستنتج من هذه "المعطيات العلمية" إلغاءالتوقيت المستمركما فعلت الوزارة؟!


كما أن تجريد الزمن المدرسي والإيقاعات البيولوجية عن السياقات الموضوعية (السوسيوثقافية والبيئية والمهنية...) خصوصا المعوقات السلبية وما أكثرها في زمننا المغربي( بُعد المدرسة،معاناة التنقل،المناخ،تردي البنيات التحتية،فقر الفضاءات والتجهيزات المدرسية ، التضخم الكمي للبرامج والمقررات، تردي الشروط المهنية والاجتماعية...) من شأنه أن يشكل ذلك في حد ذاته عائقا أمام النتائج الإيجابية المرجوة من تطبيق الكرونوبيولوجيا.


وكذلك،بما أن الأستاذ والأستاذة هما كذلك كائنان بيولوجيان واجتماعيان(وليسا كائنين معدنيين!)،فمن الخطأ العلمي أن نجعلهما كائنان لازمنيان ولا بيولوجيان ونستثنيهما من البناء المعرفي-التنظيمي للزمن المدرسي؛أي:يجب كذك الأخذ بعين الاعتبارالإيقاعات البيولوجية للأساتذة في علاقتها بصياغة استعملات الزمن،و التقليص منساعات العمل ،التي تريد الوزارة إضافة ساعات أخرى إلى تلك المرهقة والكثيرةأصلا؟!


لو كانت الوزارة قد اعتمدت التطبيقات العلمية للكرونوبيولوجيا في علاقاتها بالمعطيات البيداغوجية و السوسيو مهنية الواقعية،لما أثارت كل تلك الضجة،التي أهدرت كثيرا من الوقت والجهد والأعصاب،وكم الوزارة في حاجة إلى ذلك لتكريس تعبئة حقيقية لتحقيق"مدرسة النجاح"، وتجاوز أزمنة الاخفاقات الحقيقية لمنظومة التربية والتكوين التي لا تنتهي.


*محمد الصدوقي


مدرس وباحث تربوي

عن كراسات تربوية





آخر تعديل ابن خلدون يوم 2010-09-10 في 18:17.
    رد مع اقتباس