عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-09, 17:21 رقم المشاركة : 1
mkochkar
أستـــــاذ(ة) متميز
 
الصورة الرمزية mkochkar

 

إحصائية العضو









mkochkar غير متواجد حالياً


افتراضي نقد اللوائح الصادرة عن الهيئة الإدارية الأخيرة للتعليم الثانوي. مواطن العالم د. محمد


نقد اللوائح الصادرة عن الهيئة الإدارية الأخيرة للتعليم الثانوي. مواطن العالم د. محمد كشكار
1. نقد اللائحة المهنية:
ورد كأول مطلب في اللائحة المهنية ما يلي:
"تحيين المقدرة الشرائية للمدرسين بالترفيع في منحة مستلزمات العودة المدرسية و تعميم المنح الجامعية على أبناء المدرسين و مضاعفة منحة الامتحانات الوطنية مراقبة و إصلاحا و بتطوير الارتقاءات المهنية في اتجاه إقرار ارتقاء ثالث و الترفيع في نسبة المرتقين و تحسين شروط الارتقاء و الترفيع في قيمته المادية و إدماج أساتذة المرحلة الأولى و تغيير الشروط للمحالين على العمل الإداري بسبب الزيادة عن النصاب أو المرض"
النقد الأول:
عندنا في نفزاوة مثال شعبي يعبّر أبلغ تعبير عن ما جاء في هذا المطلب: "هذا ريح ما إطيّح بلح" يعني بالفصحة، كل ما طالبت به الهيئة الإدارية من ترقيعات مالية لا يحسّن من القدرة الشرائية المتردّية للأستاذ التونسي. أسأل و أنا لست ضليعا في اللغة العربية بسبب اختصاصي العلمي: لماذا استعملت هيئتنا الإدارية الموقرة كلمة "تحيين" بدل "تحسين" هل كانت قدرتنا الشرائية في الماضي ممتازة و تدهورت فجأة نتيجة الأزمة المالية العالمية و نحن الآن نطالب بتحيينها وفق الظروف الجديدة.
نعلم أن المكتب التنفيذي الوطني افتك منا ظلما و بهتانا حق التفاوض المباشر في الزيادة في الشهرية و ضرب بهذا القرار الجائر العمود الفقري للعمل النقابي و شتت صفوفنا و قلّص من عدد منخرطينا و أضعف الحزام النقابي و كشف ضعفنا أمام قواعدنا و أمام الوزارة و فعل بنا ما يفعله مرض السيدا بمناعة الجسم: يشل فعالية الكريات البيضاء أو النقابيين حماة الجسم و يجرّدهم من وسائل الدفاع فيصبح الجسم البشري أو النقابي عرضة للأمراض الانتهازية و فريسة سهلة لأبسط مرض أو أبسط مدير و ليس وزير.
لكن لا نعلم أن المكتب التنفيذي منعنا أيضا من المطالبة في الزيادة في الشهرية حتى في لوائحنا المهنية. أهو الذي يقرّر مصير قطاعنا أم هيئتنا الإدارية أعلى سلطة قرار؟
كنت أنتظر من هيئتنا الإدارية الموقرة أن تحاول على الأقل استرجاع حقنا الشرعي في التفاوض المباشر في الزيادة في الشهرية و تفتكّه من المكتب التنفيذي لا أن تمتثل لأوامره البيروقراطية.
النقد الثاني:
تطالب هيئتنا الإدارية بـ"تحسين شروط الارتقاء". أذكّر الزملاء القدماء و أنبّه الجدد أن شروط الارتقاء المهني في التسعينات كانت أحسن من الشروط الحالية: يرتقي أستاذ المرحلة الأولى أوتوماتيكيا إلى أستاذ تعليم ثانوي حال حصوله على شهادة الأستاذية في الاختصاص و لا يشارك في المناظرة و يرتقي أستاذ التعليم الثانوي أوتوماتيكيا أيضا إلى أستاذ أول حال حصوله على ديبلوم الدراسات المعمقة.
تخلت نقابتنا العامة الموقرة السابقة عن هذا المكسب الموضوعي و العلمي و أمضت في الاتفاق الحالي الذي يلزم كل الأساتذة مهما كانت شهائدهم العلمية من المشاركة في المناظرة و قد لا يحصلون على الترقية في أول مشاركة. لماذا لا نحاول إحياء هذا المكسب المنقرض و ندرجه في اللائحة المهنية؟
النقد الثالث:
ما دمنا في باب الترقيع، لماذا لا نطالب بمنحة الحضور في مجالس الأقسام؟ أعلم الزملاء أن الأساتذة الفرنسيين يتقاضون منحة كل ثلاثة أشهر قيمتها 400 دينار تونسي مقابل حضورهم مجالس الأقسام خارج أوقات العمل.
النقد الرابع:
لماذا يترأس جلسة هيئتنا الإدارية، التي تمثل قرابة 60 ألف أستاذ، عضو من المكتب التنفيذي؟ لماذا لا يترأسها الكاتب العام لنقابتنا العامة و يحضر عضو المكتب التنفيذي كضيف شرف أو كملاحظ؟ هل نحن قصّر حتى يأتوننا بمشرف من خارج قطاعنا؟ هل من الديمقراطية أن نساوي بين إمضاء هذا الأخير مهما علا شأنه عند قومه و إرادة 60 ألف مربي أجيال كادوا أن يكونوا رسلا على حد تعبير شوقي؟
2. نقد لائحة الصراع العربي الصهيوني:
النقد الأول:
ورد في الفقرة الثالثة في لائحة الصراع العربي الصهيوني ما يلي:
"نجدد اعتزازنا بالمقاومة الوطنية في العراق و فلسطين و كافة قلاع المقاومة العربية...".
رغم أنني لست من عشاق حزب الله و لا من المفتونين ببلاغة و خطابة أمينه العام حسن نصر الله و رغم أنني أومن باللاعنف الإيجابي على طريقة غاندي و مانديلا و ليس على طريقة مبارك و عباس و "لو خيرت بين العنف و الجبن لاخترت العنف" كما قال غاندي، لكنني في نفس الوقت لا أدين من يدافع و يقاوم المحتل بالسلاح دون إرهاب المدنيين الأبرياء مهما كانت جنسيتهم أو دينهم، رغم كل هذا، أسأل لأنني لا أومن بإقصاء الآخر حتى و إن اختلفت معه في الرأي و العمل: لماذا لم تذكر بالاسم المقاومة اللبنانية كما ذكرت الفلسطينية و العراقية خاصة و أنها على حد علمي المقاومة المسلحة الوحيدة التي أخرجت العملاء و الاستعمار الإسرائيلي من جنوب لبنان و صمدت صمودا بطوليا في وجه الزحف الإسرائيلي عام 2006 و رفعت بين الأمم رؤوس المسلمين سنة و شيعة و العرب مسيحيين و مسلمين ؟
أسأل دون خلفيات إيديولوجية لأنني لا أومن بأية إيديولوجية عملا بقولة سارتر المشهورة
(Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites.)
و أطرح الفرضيات التالية: لم تذكر المقاومة اللبنانية للأسباب التالية:
- لأنها شيعية و ليست سنية.
- لأنها تمثل مصالح إيران في العالم العربي.
- لأنها ساندت الاحتلال السوري للبنان.
- لأنها طائفية.
- لأنها لم تقم بعمليات استشهادية داخل إسرائيل.
- لأنها استعملت سلاح المقاومة ضد منافسيها السياسيين في الداخل.
- لأنها لم تطلق رصاصة واحدة في وجه العدو الإسرائيلي منذ 5 سنوات اقتداء بأختها الكبرى المقاومة السورية التي لم ترفع حجرا واحدا في وجه العدو المحتل للجولان منذ 54 سنة.
- لأنها تهدد وحدة الأمة العربية.
- لأنها حققت - في ظرف وجيز انتصارات حقيقية و ليست وهمية - ما لم تحققه المقاومة الفلسطينية و العراقية السنية.
- لأنها وجدت من يجهزها بأحدث الأسلحة و يمدها بأموال طائلة خلافا لزميلاتها العراقية و الفلسطينية السنية الفقيرتين و المعزولتين.
- لأنها تعارض علنا سياسة أمريكا و السعودية.
- لأنها منظمة تنظيما حديديا لا مكان لحرية الرأي و الديمقراطية فيه.
النقد الثاني:
جميل أن نواصل في هذه السنّة، سنّة إصدار لائحة الصراع العربي الصهيوني عند انعقاد كل هيئة إدارية. لكن ألا يكون أجمل أن نصدر أيضا لائحة الصراع الطبقي بين العمال و الأعراف أو لائحة الصراع الامبريالي بين الغرب و الشعوب المقهورة عربية كانت أو إفريقية أو آسيوية أو لاتينية أمريكية أو لائحة الصراع الحالي بين المكتب التنفيذي و اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل أو لائحة صراع الفقه السلفي القديم مع الفقه العقلاني الجديد.
أمضي مقالي كالعادة بجملتين مفيدتين: "أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل تواضع لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى"....."على كل مقال سيّئ نردّ بمقال جيّد لا بالعنف اللفظي".
ملاحظة:
أنا نقابي غير محترف منذ 34 سنة، شاركت في كل الإضرابات و ساهمت في تنظيمها و إنجاحها و الإشراف عليها و حمايتها من الإدارة، لذلك أرجوكم عقلنة الهجوم دون مزايدات و لا أسألكم التلطيف فيه.








    رد مع اقتباس