عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-06, 12:32 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي مهام التفتيش التربوي لعلم من يصفون مهمته بالجلوس في المقاهي فقط


مهام التفتيش التربوي لعلم من يصفون مهمته بالجلوس في المقاهي فقط

04/09/2010





دأب بعض من لهم خلاف مع التفتيش التربوي على التعبير عن سخطهم عن هذا الجهاز لمجرد أنه جهاز يراقب المجال التربوي الذي يريده البعض مجالا سائبا ليخلو لهم الجو ويفعلوا به ما شاءوا. فلا يكاد يظهر مقال على هذا الموقع يتناول قضية التفتيش التربوي حتى يسارع بعضهم إلى التعليق عن حساسيتهم المفرطة من جهاز التفتيش علما بأنهم لو وجدوا إلى التفتيش سبيلا لما ترددوا في الإقبال عليه بنهم كبير . ومن جهل هؤلاء أو تجاهلهم التنكر لمهام التفتيش التربوي المنصوص عليها في نصوص تشريعية ومذكرات تنظيمية كباقي المهام المتعلقة بقطاع التربية والتعليم ، ومن سخيف قولهم أن أطر جهاز التفتيش لا شغل لهم سوى الجلوس في المقاهي . ويجدر بأصحاب هذا القول السخيف الرد عليهم بما رد أحد العلماء بجهتنا الشرقية على شخص اشتكى من عري بنات بعض المتدينين على شواطىء السعيدية حيث قال له : وماذا كنت تفعل أنت على شاطىء السعيدية حتى رأيت بنات المتدينين عاريات ؟ فبهت المشتكي أمام العالم ، فبدورنا نقول لمن يدعي أنه لا شغل للمفتشين سوى الجلوس في المقاهي : ماذا كنت نفعل أنت في المقاهي حتى رأيت شغل المفتشين فيها ؟ وإن كان شغلك أنت الآخر هو الجلوس في المقاهي فكيف تنهى عن خلق وتأتي مثله ولا تشعر بعار ولا شنار ؟
فالجلوس في المقاهي إذن ليس معيارا للحكم على عمل فئة من أطر وزارة من الوزارات إلا عند أصحاب بلادة وجهل مركب . إضافة إلى جلوس المفتش التربوي في المقهى ومن حقه أن يجلس فيها كما يفعل غيره دون أن يكون في ذلك بأس لأن الجلوس المعيب في المقاهي هو جلوس في أوقات العمل أما خارج أوقات العمل فلا عيب فيه . ولا ينكر أحد أن بعض جماعات المفتشين تجلس في بعض المقاهي لأنها لا تملك أمكان للقاء من أجل التشاور فيما يعنيها من مهامها ، تماما كما تفعل كل فئات الموظفين من مختلف الوزارات ، والقطاعات ، ومن مختلف فئات المجتمع. والوزارة لم تخصص للمفتشين ولا لغيرهم من موظفيها مكانا معينا للجلوس فيه خارج أوقات عملهم ، وهي أوقات تختلف باختلاف المهام بطبيعة الحال. فليس من المعقول أن يكون المفتش التربوي في زيارات وتفتيشات متواصلة طيلة أيام السنة الدراسية ، وليس من المعقول أن يكون في ندوات ولقاءات ودروس تطبيقية وتجريببة طيلة أيام السنة الدراسية ، وليس من المعقول أن يعمل ضمن فريق تربوي طيلة أيام السنة الدراسية ، وليس من المعقول أن يحضر اختبارات الكفاءات التربوية طيلة أيام السنة الدراسية ، وليس من المعقول أن يحضر المجالس التعليمية والتربوية طيلة أيام السنة الدراسية ، وليس من المعقول أن يصاحب ويقر رجال الإدارة التربوية في مهامهم طيلة السنة الدراسية ، وليس من المعقول أن يشارك في إعداد مواضيع الامتحانات الإشهادية طيلة السنة الدراسية ، وليس من المعقول أن يكون ملاحظا للامتحانات أو يشارك في مداولاتها طيلة السنة الدراسية ، وليس من المعقول أن يقضي السنة كاملة في حلقات التكوين المستمر المتعلقة به أو بغيره ، وليس من المعقول أن ينجز البحوث طيلة السنة ، وليس من المعقول أن يشارك في اللجان التي توجهها الأكاديمة أو النيابة إلى المؤسسات التربوية لأغراض مختلفة طيلة السنة ، وليس من المعقول أن يقضي السنة في تصحيح مختلف مباريات التوظيف الخاصة بأطر الوزارة ، وليس من المعقول أن يقضي السنة كاملة إلى جانب المدرسين في مراكز التكوين الجهوية ، وليس من المعقول أن يقضي السنة كاملة مع المدرسين الذين يلجون التدريس دون سابق تكوين أساسي بسبب توظيفهم المباشر ، وليس من المعقول أن يقضي السنة في لقاء مع مسؤولي الإدارة المركزية أو مدير الأكاديمية والنائب الإقليمي ، وليس من المعقول أن يكون له مكتب كمكتب عون السلطة أو الشيخ أو المقدم لأنه لا يسلم شواهد لأحد ، وأخيرا ليس من المعقول أن يكون شغله الوحيد هو الجلوس في المقاهي حسب تعبير الجاهلين بمهام التفتيش أمام كل هذه المهام التي لها أوقاتها المعلومة ، والتي تحصى على المفتش دوريا في وثيقة رسمية تدعى وثيقة مجمل الأنشطة الدورية والتي قد يسأل عنها إن تأخر وصولها عن الموعد المحدد ، أو كانت أنشطتها دون الحد المطلوب ، ولا أتحدث عن المهام الطارئة والمتناسلة والتي تعطى عبر الهاتف كما هو في علم من لهم صلة مباشرة بجهاز التفتيش أما الذين لا يرون المفتش إلا أثناء جلوسه في المقهى فلا يمكنهم معرفة مهامه الأخرى ، أو ربما قاسوا جلوسه في المقهى على جلوسهم وهم يعتبرون هذا الجلوس مهمة في حد ذاتها لا فترة استراحة بعد شغل .
واتهام أطر قطاع التربية بالجلوس في المقاهي هو كلام العوام أيضا عندما لا يحصل أبناؤهم على نتائج مرضية فيحاولون تبرير ذلك بالبحث عن شماعة لأنهم يهملون أبناءهم طيلة السنة الدراسية ولا يتفقدونهم إلا في موعد النتائج ، وهم من الذين يقطنون في المقاهي بشكل دائم ولا يلتفتون إلى جلوسهم بها وشأنهم في ذلك شأن الجمل الذي لا يرى سوى سنام غيره . وعلى الذين ينكرون على المفتشين الجلوس في المقهى أن ينتبهوا إلى وجود مقاهي يجلس فيها موظفون من مختلف القطاعات العامة والخاصة حتى اشتهرت بعض المقاهي باسم من يرتادها فعلى غرار مقاهي المفتشين توجد مقاهي الأساتذة ومقاهي الإداريين ومقاهي العسكريين ومقاهي الشرطة والدرك ، ومقاهي المحامين والقضاة ، ومقاهي الأطباء والصيادلة والمهندسين ، ومقاهي العمال والحرفيين ، ومقاهي السماسرة ، ومقاهي اللصوص والنشالين ، ومقاهي أصحاب الرشاوى إلخ ، ومقاهي خليط كل هؤلاء ، فلماذا سينعت المفتشون وحدهم بالجلوس في المقاهي وتحديدا من طرف الذين يقلقهم عمل المفتشين ؟؟؟ وما أظن أحدا ممن يتهم المفتشين بالجلوس في المقاهي سيعود إلى قوله هذا بعدما بيناه إلا أن يكون كالذي إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث فلا بأس بلهثه وقد عرف شأنه ، ومن عرف شأنه هان أمره .

محمد شركي
عن وجدة سيتي نت





    رد مع اقتباس