رد: المسابقة الأدبية الدينية لمنتديات الاستاذ،وضع المشاركات | المشاركة 4 رمضان بين العادة والعبادة بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله ولا يدوم إلا ملكه ، وبعد لي الشرف الكبير أن أشارك في هذه المسابقة الأدبية الرمضانية متمنيا لكافة المشاركين و المشاركات فيها التوفيق والفوز . رمضان بين العادة والعبادة يعتبر شهر رمضان من الشهور الدينية المقدسة عند المسلمين ، له مكانة عظمى في حياة كل مسلم ومسلمة ، يمتاز بكونه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم وفيه وقعت حادثة الإسراء والمعراج الشهيرة وفيه ليلة القدر ، أفضل ليلة في العام ، وإحياؤها خير من العمل والتعبد ألف شهر . يجب على المسلمين صوم رمضان ابتداء من رؤية الهلال بعد انقضاء شهر شعبان وينتهي ببزوغ هلال شهر شوال الذي يستهل بعيد الفطر السعيد ، قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن شهد منكم الشهر فليصمه ﴾ سورة البقرة الآية 183 . من خلال العنوان أعلاه ن يمكن لي استخلاص الملاحظتين التاليتين : أولا : إن رمضان هو الشهر التاسع من السنة الهجرية يتجدد كل سنة أي أننا ننتظره كل سنة و بالتالي فهو عادة . لكن ما يقوم به المسلم ( ة ) فيه من إمساك و صوم عن الشهوات في النهار ، وقيام في الليل ، يعتبر عبادة ولهذا فرمضان يجمع بين العادة والعبادة . وفي هذا الصدد ، كل مسلم ومسلمة يتمنى رجوع هذه العادة بمجرد انتهائها حتى يقوي فيها عبادته ويزكيها ، إذ على طول العام يتعبد ، يصلي ، يشهد أن لا اله إلا الله و أن محمدا سول الله ، يزكي ثم يحج أو يعتمر إن استطاع إلى ذلك سبيلا ، إلا أنه ينتظر الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة والمفروض ( صوم رمضان ) ينتظره بفارغ الصبر مرة واحدة كل عام . ثانيا : لا بد من الإشارة إلى أن بعض الصائمين ، غفر الله لهم ، يرون أن رمضان عادة فقط ، لابد من إحيائها كل عام تشبثا بأصالتهم وتراث آبائهم الثقافي و الديني ، يسارعون إلى استقبال الشهر بإعداد ما لذ وطاب من الأطعمة ، والانقطاع عن العمل وقطع صلة الرحم وإظهار الغضب تجاه الآخرين ومنع الابتسامة في وجوه الناس وكثرة النوم والكسل دون حفظ للجوارح من الوقوع في الحرام والشبهات و لعب القمار وكثرة السهر ومداومته ، غايتهم الوحيدة هي انتظار غروب الشمس وبذلك يشبهون الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : # رب صائم ليس من صومه إلا الجوع والعطش # رواه النسائي وابن ماجة والحاكم أما البعض الآخر فهم الصائمون المؤمنون بالله حق الإيمان والعارفون بحقيقة الصوم ، فهم بالإضافة إلى صوم التطوع يشتاقون إلى رجوع هذا الشهر الفضيل و لذلك يسارعون إلى إعداد أنفسهم لاستقباله بالنية الحسنة و التقوى فيعملون على أن يصوموا اليوم إيمانا واحتسابا ، فبالإضافة إلى الإمساك عن كل الشهوات تصوم جوارحهم كذلك ، يقضون يومهم في العبادة والطاعة والعمل وفعل الصالحات ، أما الليل فيقومونه بالتراويح وتلاوة القرآن والذكر ، وكلهم عزم وحماس وبمجرد انقضاء الشهر يشتاقون إلى عودته من جديد وهكذا طول حياتهم طامحين للمغفرة والتواب والظفر بمقعد في الجنة . وختاما يجب اعتبار هذا الشهر الكريم عادة وفريضة في نفس الآن ، فالأفضل استغلالها في العبادة الحقة والعمل النبيل لنيل مرضات الله تعالى وثوابه الجزيل . اللهم ارزقني وإياكم أجر رمضان آمين | التوقيع | | آخر تعديل فيروز المنتدى يوم 2010-09-06 في 16:28. |