عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-27, 19:16 رقم المشاركة : 1
abou_hiba_1999
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







abou_hiba_1999 غير متواجد حالياً


افتراضي قيم المدرب الخلقية وتأثيرها على التدريب الرياضي


القيم الخلقية ( Values ) :
تعرف القيم بأنها " تلك المعتقدات التي نرى أنها هامة في حياتنا " والقيم هي التي ترشد الفرد أثناء تفضيله بين خيارات مختلفة ، وبالتالي فهي تؤثر في القرار الذي يتخذه ، ومن ثم فإنها تؤثر في السلوك الذي يتخذه الفرد من خلال قراره المتخذ .
ويرى " باري Parry " أن الرياضة تعتبر مختبراً جيداً لاختبار قيم المدربين ، إذ يمكن من خلال تفاعله معها التعرف على ما يؤمن به المدرب من قيم .
الأخلاق والقيم وأهميتها :
يأتي الحديث عن الأخلاق والقيم وأهميتها في مرحلة تشهد صراعا بين الفضيلة والرذيلةونزاعا بين جوانب الخير ونوازع الشر وهنا يكون السؤال .. لماذا الأخلاق والقيم ؟ لأن الأخلاق ركيزة من ركائز الإسلام وهي سياج منيع لحماية المسلم من الوقوع في الحرامومجاوزة حدود الله التي جاءت بنظام متكامل يسعى لإسعاد البشرية جمعاء مسلمين كانوا أو غير مسلمين ، والخلق صفة مستقرة في النفس - فطرية أو مكتسبة - ذات آثار في السلوكمحموداً أو مذموماً ، فالخلق منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم والإسلام يدعو إلي محمود الأخلاق وفضائل القيم وينهى عن مذمومة . ( 12 )
خصائص القيم :
للقيم ثلاث خصائص أساسية هي
أ. القيم شكل من أشكال المعتقدات :
تعتبر القيم شكلاً من أشكال المعتقدات الموجودة في أذهاننا ، والمعتقدات ما هي إلا آراء تجاه مواضيع معينة تتميز بما يلي :
· أنها تحدد ما نعرفه ونرى أنة الحقيقة في موضوع ما .
· تكون لنا مشاعر معينة تجاه موضوع معين من حيث كونه جيداً أو سيئاً .
· تنير لنا طريق السير في الموضوع بعد التفكير فيه .
والشيء المؤكد أن القيم التي يؤمن بها المدرب تنعكس بشكل مباشر على عملة مع الناشئين ، وعلى سبيل المثال : إذا كان المدرب يؤمن بأن تعليم الناشئين لمهارة هو شئ هام للمنافسة فقط فإنه سوف يركز على إضفاء ما يؤمن به على كافة مستويات برنامجه التدريبي ، وأما إذا كان يؤمن بالإضافة إلي ذلك بأن تعلم الناشئين لمهارة جديدة فإنما يزيد من حصيلة المعلومات والمعارف والجوانب التربوية لديهم مما يسهم بالارتقاء بالناشئين كأعضاء فعالين في المجتمع مستقبلاً فلا شك بأن ذلك سيكون أفضل ، وسينعكس على تخطيطه وتنفيذه لكافة محتويات برنامجه التدريبي .
ب. إن الاقتناع بالقيم يتسم بالرسوخ :
إن القيم تشكل بالنسبة لنا اقتناعاً كبيراً ، فإذا ما اعتقد المدرب بأن شيئاً ما هام ـ على سبيل المثال ـ فإن من الصعب علينا أن نقنعه برأي آخر في ذات الموضوع والعكس صحيح ، وقد يكون مرجع هذا الرسوخ في القيم أننا تعلمناها في طفولتنا .
وعلى هذا فإنه كلما كانت القيم التي يؤمن بها مدرب الناشئين قيماً إيجابيا كان ذلك أفضل ، إذ أن قيمة الإيجابية سوف تنعكس على ناشئيه من خلال تصرفاته المختلفة معهم أو من خلال تقييمه لكافة الأمور المتعلقة بهم.
جـ . إن القيم تجعلنا نتوقع أن يكون تفكير وتصرف الفرد مطابقاً لما يؤمن به من قيم :
من خصائص القيم أنها تطفي نفس التفكير والتصرف على الفرد إذ ما تعرض لمواقف مشابهة .
وعلى سبيل المثال : إذ ما أشفق مدرب على ناشئ في فرق ما غير فريقه كان قد عاودته الإصابة نتيجة اشتراكه دون أن يشفى تماماً من إصابته السابقة فإننا نتوقع منة ألا يشرك ناشئاً في فريقه لم يكتمل شفائه من إصابة معينة .
أنواع القيم :
فيما يلي نقدم أمثلة للقيم حتى يكون المدرب على وعى بها نظراً لأهميتها وتأثيرها القوي على قراراته .
1. قيم الطموح :
وهي تلك القيم التي تتعلق بالأهداف التي نتمناها لأنفسنا وهي تلعب دوراً هاماً في حفز المدرب على بذل الجهد الكبير لكي يصل إلي مكانة ممتازة ومستوى عالي في التدريب في مجال الرياضة .
2. القيم الاجتماعية :
وهي نفس قيم المجتمع التي تتمثل في قيم النادي والفريق والتي نؤمن بها مثل قيم العدالة والحرية والمعاملة العادلة لكافة الأفراد ، إن مثل هذه القيم إذ ما آمن بها المدرب ، فلاشك إن ذلك ينعكس إيجابياً على الناشئين .
3. قيم الكفاءة :
وهذه تعكس المدى الذي يحاول أن يصل إلية المدرب كي يظهر أنة كفء في العمل الذي يوكل إلية وكيفية التصرف خلال هذا العمل ، كما تتعلق هذه القيم أيضاً بتوظيف القدرات خلال العمل وإعطاء الوقت والإتقان الكافيين له ، كما تتعلق أيضا بشعور الفرد بالخجل إذ لم يقوم بواجبة على الوجه الأكمل .
4. قيم الحكمة والأخلاق الطيبة :
وتعكس هذه القيم كيفية التصرف في المواقف التي نتعامل فيها مع الآخرين ومن أمثلتها أن يتحلى المدرب بقيم الأمان واحترام الذات والتسامح ، ففي مجال كرة القدم نجد أن قيم الروح الرياضية تجعل اللاعب الحائز على الكرة في فريق يخرجها خارج الملعب طواعية عندما يشاهد لاعب في الفريق المنافس مصاباً .
وبشكل عام يجب أن نتأكد من أن قيم المدرب لها تأثير كبير على عملة ، وإن جميع القيم السابق ذكرها هامة وضرورية للعمل في مجال الناشئين .
كيف نستطيع أن نقيس مستوى الخلق في أنفسنا ؟ !
يأتي الجواب عن طريققياس آثاره في سلوك الإنسان ، فالصفة الخلقية المستقرة في النفس إذا كانت حميدة كانت آثارها حميدة وإذا كانت ذميمة كانت آثارها ذميمة ، وتنقسم الأخلاق والقيم إلى قسمين ( الأخلاق الفطرية ، الأخلاق المكتسبة ) فبعض أخلاق الناس أخلاق فطرية تظهر فيهم منذ أول حياتهم ومنذ بداية نشأتهم وبعض أخلاق الناس أخلاق مكتسبة من البيئة الطبيعية أو البيئة الاجتماعية أو من توالي الخبرات والتجارب ونحو ذلك ، ولكن لا بد لاكتساب الأخلاق من وجود الاستعداد الفطري لاكتسابها ، والأخلاق الفطرية قابلةللتنمية والتوجيه والتعديل لان وجود الخلق بصفة فطرية يدل على وجود الاستعداد الفطري لتنميته بالتدريب والتعليم وتكرر الخبرات . ( 12 )
قيم الناشئين :
من الأهمية أن يتعرف المدربون على تلك القيم التي يراها الناشئون في الرياضة ، إن معرفة المدربين لها تفيدهم خلال التخطيط لبرامج التدريب من حيث استخدامها في تأصيل وترسيخ تلك القيم لديهم ، وليس بالضرورة أن يرى الناشئون كل القيم في الرياضة الممارسة وإنما قد يرون بعض هذه القيم فيها ، ومما لاشك فيه أن جاذبية القيم بالنسبة للناشئين غير متكافئة ، وإنما قد نجد أن جاذبية واحدة أكبر من الأخريات لديهم . وفيما يلي نعرض لبعض هذه القيم ووصفها :
1. قيمة الاستمتاع :
وهي خبرات الشعور بالرضا والسعادة من خلال ممارسة الرياضة المختارة .
2. قيمة المباراة الجيدة :
وتعني الاستمتاع بالمباراة دون النظر إلي نتائجها .
3. قيمة الصحة واللياقة :
أن يكون الناشئون أصحاء كنتيجة للمشاركة في الرياضة المعينة وأن يصبحوا لائقين بدنياً .
4. قيمة الإنجاز :
وتعني تحقيق النجاح الشخصي والجماعي في المباراة .
5. قيمة العناية :
وتعني إظهار الاهتمام بالأفراد الآخرين في المواقف الرياضية .
6. قيمة الإخلاص :
وتعني أن يحاول الناشئون بذل ما في وسعهم في جميع أوقات المباراة وأن يعملوا ألا يفشل زملاؤهم
7. قيمة الوفاء بالعدل :
وتعني لعب المباراة بتعهد تام طبقاً لروح المباراة .
8. قيمة الصداقة الرياضية :
وتعني استمرار الصداقة مع الزملاء الذين لديهم نفس الاهتمام بالرياضة التخصصية .
9. قيمة الروح الرياضية :
وتعني التصرف بأسلوب سليم وتقبل الهزيمة بلطف مع إظهار المجاملة .
10. قيمة إظهار المهارة :
لإبراز المهارات الحركية التي يجيدها الناشئين .
11. قيمة روح الفريق :
القيام بمساعدة الزملاء والإسهام في جهود الفريق .
12. قيمة الفوز :
العمل على تحقيق الفوز . ( 9 : 58 – 61 )
وسائل اكتساب القيم الخلقية :
لقلنا بأنه توجد خمس وسائل هي كالتالي :
1. التدريب العملي والرياضة النفسية :
فالتدريب العملي والممارسة التطبيقية ولو مع التكلف في أول الأمر وكسر النفس على غير ما تهوى من الأمور ، يؤدي إلى كسبالنفس الإنسانية العادة السلوكية طال الزمن أو قصر، ولقد ثبت في الحديث الصحيح (ومنيستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله ) .
2. العيش في البيئات الصالحة :
فالعيش مع الجماعة الصالحة من شأنه أن ينقل من الجماعةإلى الفرد ما تتسم به الجماعة من أخلاق وقيم ، وذلك لأن من طبيعة الإنسان أن يكتسب من البيئة التي يتغمس فيها ويتعايش معها ، ما لديها من أخلاق وقيم وعادات وتقاليدوأنواع السلوك .
3. القدوة الحسنة :
فهي المثال الواقعي للسلوكالخلقي الأمثل ، وهذا المثال الواقعي قد يكون مثالا حسيا مشاهدا ملموسا يقتدي به،وقد يكون مثالا حاضرا في الذهن بأخباره وسيرته وصورته المرتسمة في النفس، بما اثرعنه من سير وقصص وأنباء من أقوال وأفعال ، هذا ولا يخلو عصر من عصور الأمة المحمديةمن طائفة صالحة تصلح لأن تكون في عصرها قدوة حسنة للأفراد .
4. الضغط الاجتماعي من قبل المجتمع :
وذلك لما للمجتمع من سلطة معنوية فعالة ومؤثرة على نفوس الأفراد ، فمن شأن هذا المجتمع أن يملي على من ينشأ فيه أو ينخرط فيه فضائل الأخلاق ومحاسن القيم عملية مؤثرة قوامها النصح والإرشاد .
5. استحضار المنفعة الدنيوية والأخروية بالتخلق بالأخلاق الحسنة :
حيث أن الناس جبلواعلى محبة وطاعة صاحب الأخلاق الحسنة والنفور من صاحب الأخلاق السيئة مهما كان لديهمن العلم حيث يقول تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) والمنفعة الأخروية حيث إن الأخلاق هي أثقل شيء في الميزان يومالقيامة كما خبر بذلك رسولنا صلى عليه وآله وسلم (أثقل شيء في الميزان الخلقالحسن ) ، وقال عليه الصلاة والسلام ( أثقل شيء في ميزان المؤمن خلق حسن ، إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء ) ، كما اخبرنا أيضا الصادق المصدوق بأن أعلى بيت في الجنة لمن حسن خلقه ، فنسأل الله تعالى أن نكون من المتصفين بالأخلاق الحسنة والقيم الفاضلة . ( 12 )

المراجع :

9. مفتي إبراهيم حماد : التدريب الرياضي للجنسين من الطفولة إلى المراهقة ، دار الفكرالعربي ،القاهرة ، ط1 ، 1996م .


12. http://bafree.net/forum/viewtopic.php?p=258971&sid






    رد مع اقتباس