ردت الردى حتى حسبتك من ردى..وتنادت الأمجاد فاخترت المدى
وسموت حتى ما تعد مكارم .. الا وكنت بهامها متوقدا
مازلت تسمو بالخصال وترتقي .. حتى أخالك قد صنعت المولدا
إشهد بأني قد شهدتك شامخا .. هطل المكارم والبطولة والندا
جود الكريم إذا يجود بزائد.. والجود منك دم الشهادة والفدا
أنت النصير إذا تحل بلية.. وانت الرعب إن جهل العدا
فكأنما خلق الفؤاد على هوى .. هدا يرق وداك يرعد مزبدا
تختال في لجب الكريهة تائرا .. نصلا يقتل مغمدا ومسددا
فلئن لقيت الميت كنت مجللا .. ولئن لقيت الموت كنت الأنفذا
ولئن حملت فقد حملت فضائلا .. تحييك في صرح البطولة سرمدا
يا ابن الفرات ودجلة العذراء كم .. تهدي وكم تحيي بروحك من جدا
تعد العدا انت الوفي لوعده.. يوما يمر على الخلائق اسودا
وعدوك أنكالا فكدت لوعدهم.. وصدقتهم يوما أمر وانكدا
وغدوت في حجب القتام تحسهم .. وتهز صرحا بالفلاة مخلدا
ياابن الفرات لمن تدق طبولهم.. ولمن تنافر ذي القواضب والمدى
تغريهم بالصمت انك ناطق .. يوم الكريهة صادحا ومرددا
لأنا الفتى بين القتام ولبه.. وانا الفتى بين العواصف والقدى
وانا الفتى في هامكم ونحوركم .. أستلها روحا وابعتها صدى
لأنا الحصار الحق فارتقبوا دمي .. يوم اللقاء ويوم يستعر الردى
ان الدماء لنا خليل صادق .. وهي الحياة فقتلوا أحيا غدا
كل الذي لبس الجهالة رأيه .. سنذيقه منا جحيما موقدا
بالحق نمضي والضياء سبيلنا .. وسراجنا عزم تحففه الهدى
فلتضرم الأحقاد إنا جذوة .. غبراء تلهب جوفها المتمردا
وليواعدوا إنا سنعلم أينا .. خبر الرجاء ومن اضل المقصدا
هدية إلى كل المحاصرين في بلاد الكرامة..