عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-26, 16:54 رقم المشاركة : 1
صلاح ابن الصلاح
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







صلاح ابن الصلاح غير متواجد حالياً


افتراضي ملخص خواطر 5 : التربية والتعليم باليابان


أحببت ان أنقل إليكم ملخصا لأهم ما ذكره الأستاذ أحمد الشقيري حول موضوع التربية والتعليم باليابان في برنامج خواطر 5 الذي نال خلال رمضان نسبة مشاهدة مرتفعة جدا ...

1 - التربية قبل التعليم
ننسى أحيانا أن التربية تأتي قبل التعليم فالوزارة اسمها (وزارة التربية والتعليم)..أسمع الكثير من الآراء والاقتراحات التي تتعلق بتغيير المناهج وتطوير (التعليم) ولكن قلما أسمع كلاما عن تطوير (التربية) في المدارس.
الأطفال في كافة مدارس اليابان من أولى ابتدائي وحتى الثالث الثانوي لديهم ربع ساعة مخصصة من الدوام يوميا يقومون فيها بتنظيف مدرستهم بأنفسهم ! في كل فصل دولاب فيه أدوات النظافة ولديهم نظام معين يحركون فيه الطاولات ويقومون بتنظيف الأرضيات والطرقات هم والمدرسون معهم يدا بيد!
لماذا ؟ ليس لأن المدارس اليابانية فقيرة وليس لأنهم يريدون توفير قيمة عمال النظافة ! ولكن لأنهم يرون أن في ذلك (تربية) للأولاد على عدة مبادئ.
أولا : التواضع : فتنظيف كافة الطلاب المدارس بأنفسهم ومعهم المدرسون يعلمهم مبدأ أن الكل سواسية منذ هذه السن الصغيرة، فابن الغني وابن الفقير وابن الوزير وابن التاجر..كلهم ينظفون معا.
ثانيا : النظافة : فلا يمكن لشعب تربى (عمليا) على تنظيف مدرسته يوميا أن يرمي ورقة على الأرض! وهذا نجده عيانا عندما نرى النظافة العجيبة في كافة مدن اليابان.
ثالثا : العمل الجماعي : فيتعلم الأولاد منذ سن صغيرة التعاون والعمل الجماعي وتوزيع المهام وتنقلها بينهم كل يوم.
الملفت للنظر هو أن التربية لديهم تأتي بالعمل وليس بالتحفيظ..فمثلا الطالب لدينا قد يحفظ حديث (إماطة الأذى عن الطريق صدقة) ويختبر فيه : من هو راوي الحديث..ومتى ولد..وما معنى كلمة إماطة...وما معنى كلمة أذى....ويجيب ويأخذ درجة كاملة في الاختبار ثم عندما يخرج يرمي ورقة الاختبار على الأرض !! هذه الفجوة بين التحفيظ والتطبيق هي المشكلة. وكان من الأفضل أن يتلقى الطالب هذا الحديث أثناء تنظيفه لمدرسته يوميا..وبالتالي يغرس المفهوم أثناء العمل والتطبيق ويتحول الكلام النظري إلى عملي بشكل يومي.
أمنيتي التي أدعو الله أن تتحقق في كل البلاد العربية أن يتم تطبيق مبدأ تنظيف الطلاب والمدرسين مدرستهم بأنفسهم حتى نغرس فيهم مبادئ التواضع والنظافة والاحترام والعمل الجماعي...ولاحظوا حتى تنجح هذه المهمة فعلى الجميع أن ينظف وبشكل يومي وجماعي...فأحذر تحذيرا شديدا من أن يطبق التنظيف على شكل عقاب للطالب إذا قصر في شيء..فهذا يؤدي إلى عكس المطلوب تماما ويغرس مفهوم خاطئ وكأن التنظيف يعتبر إهانة وعقابا له...وليس هذا المطلوب...المطلوب أن يصبح التنظيف واجبا على الجميع يوميا من أولى ابتدائي إلى ثالثة ثانوي..ولا مانع أثناء ذلك أن يردد المدرسون مع الطلاب الأحاديث النبوية المتعلقة بالنظافة. وبالتالي ينشأ لنا جيل لديه هذه المبادئ عمليا وليس نظريا.
طبعا حتى يتم أمر كهذا ينبغي تعاون الجميع ! فعلى الوزارة أن توعي الطلاب والمدرسين أولا عن أسباب تنفيذ هذه الفكرة وعلى الأهالي في البيوت أن يدعموا ويتعاونوا مع المدارس وألا يعتبروا هذا الأمر إهانة لأولادهم فهنالك فرق بين الإهانة وبين التربية، ولا أعتقد أن هنالك أكرم من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي عرف عنه أنه كان يقوم بكل الأعمال بنفسه دون حرج منه صلى الله عليه وسلم.
وأؤكد مرة أخرى أن التربية عليها أن تأتي قبل التعليم فالمجتمع لن يستفيد من عالم ليست لديه أخلاق..ولن نستفيد كثيرا من شخص يحمل شهادة الدكتوراة ومع ذلك يرمي المنديل من شباك السيارة !

تذكرة:
لم نذهب إلى اليابان للتمجيد ولا للتقليد, ولكن لنأخذ منهم كل مفيد.
الحكمة ضالة مؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها.


2 - الإصلاح من المدرسة
أ- الإعلام والبرامج التلفزيونية توعي الكثيرين من الناس ولكنها لن تؤدي إلى تغيير فعلي إلا لدى بعض المشاهدين... فأغلب المشاهدين يحرصون على المتعة في المشاهدة أكثر من التغيير الفعلي على أرض الواقع.
- الأسرة والمنزل أساس ولكن ستتغير فقط الأسر التي لديها أب وأم يهتمان بالتربية وبالتالي فأيضا التغيير سيكون محدوداً لأن الأسر المهتمة بهذا الأمر على الوجه الصحيح محدودة مقارنة بإجمالي السكان.
- لذلك تولد لدي إيمان عميق مؤخرا أننا إذا أردنا أن نحدث تغييرا وتطويرا على مستوى شعب بأكمله وعلى مستوى جيل بأكمله فلا سبيل لذلك بدون المدارس. فأي أنظمة وأساليب تربوية ستوضع في المدرسة فإنها تلقائيا ستؤثر على سبعة ملايين طالب وطالبة في المدارس من الابتدائي إلى الثانوي.
- المدرسة هي السبيل الوحيد إلى تغيير ثقافة شعب سواء إلى الأحسن أو إلى الأسوأ... وتغيير الثقافة أو العادات هو من أصعب الأمور ويحتاج دائما إلى جيل كامل على الأقل حتى يحدث.. وهنا يأتي دور المدرسة لينشئ هذا الجيل.
- المدرسة هي من أهم العوامل التي ستعالج مشكلة النظافة مثلا على الكورنيش لأنها يمكنها أن تنشئ جيلا نظيفا يحترم الحدائق العامة... هذا التغيير لن يحصل فجأة وأي تغيير في أسلوب التربية في المدارس ستظهر آثاره بعد سنين، ولكن حتى يحصل ذلك يجب أن يكون هنالك تخطيط وإرادة لإحداث هذا التغيير..
- في الأشهر الأخيرة بدأت أسمع كثيرا عن لقاءات صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود مع الكثيرين من أهل البلد المهتمين بشؤون التربية والتعليم.. وأنه مهتم كثيرا في سماع ما لدى الناس من أفكار واقتراحات لتطوير أنظمة المدارس... وهذه خطوة إيجابية جدا وهي بداية الطريق.... ما أتمناه أن يتم الإعلان عما سيتم تنفيذه في الفترة المقبلة حتى يكون لدى الشعب أمل وتطلع للمستقبل وهذا التواصل والإعلان عن الخطط المستقبلية أمر مهم جدا لأنه كفيل برفع المعنويات لدى الناس وكفيل بإدخال الحماس على كل من يريد أن يطور. وكفيل بأن يصبر الناس لأنهم يعلمون بأن التغيير قادم... وطبعا بعد وضع الخطط فالأهم هو تنفيذها على أرض الواقع وأن يبدأ الناس يروون تغييرا ملموسا في المدارس وما يحصل فيها.
أدعو الله سبحانه أن نستشعر أهمية وحساسية هذا الكيان المدرسي وأن ما يحصل في المدارس اليوم هو الذي سيحدد مستقبل دولتنا الحبيبة بعد عشرة أو عشرين سنة... فهؤلاء الأطفال هم من سيقود البلد في المستقبل.. فمنهم سيخرج الوزير والمعلم والتاجر والدكتور وأخلاقهم ستكون هي أخلاق الشعب السعودي في العقود القادمة.... فأتمنى أن نحرص على أن نغرس فيهم كل ما نتمنى أن نراه في المملكة في العقد القادم.

تذكرة:

لم نذهب إلى اليابان للتمجيد ولا للتقليد, ولكن لنأخذ منهم كل مفيد.
الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها.






    رد مع اقتباس