في الصباح الباكر,ذهبت للحمام,لأسخن عظامي وأستحم.ولجت باب الحمام التقليدي.نزعت ملابسي.أخذت سطلين كعادتي.أعطيت ما نزعته من ملابس للمسؤول عنها.دلفت مسرعا مباشرة للصالة الساخنة(السخونة).وجدت بها شخصا يتلذذ بالماء.يهرق سطلا تلو الآخر على جسمه.أديت له التحية.لم يردها علي.لم يغظني ذلك,لأنني ألفت من بعض الناس ,الذين إذا قلت لهم السلام عليكم,حدجوك بنظرة,تخال معها أنك ستتلقى منهم الضربات ,كأنك تشتمتهم.وهذه ظاهرة أصبحت شبه مألوفة لدي.تمددت.قمت ببعض الحركات,وبعد هنيهة,جلست لأصب علي قليلا من الماء الساخن,فذهبت عيني لذلك الشخص الذي يجلس بجانبي,فرأيت ,وكم أذهلني ما رأيت!رأيت أن الشخص له قوائم بقر.تسمرت مكاني.شلت أطرافي وأنا أرقب حركاته.أردت الفرار ولم تطاوعني قدماي.قرأت البسملة مرات ومرات,والشخص غير عابئ بي.فصرخت صرخة مدوية,يسمع صداها من بعيد.انطلقت مسرعا إلى الخارج.وجدت المسؤول عن الحمام ينظر إلي بنظرات غريبة.قلت له متلعثما : الشخص,الشخص...الذي ف... في الداخل.قال لي :مابه الشخص الذي في الداخل؟قلت له:هذا الشخص له...له..وأنا أشير بسبابتي لرجلاي.
وأطلق المسؤول قهقهة مدوية لها صدى,ثم هز رجليه وقال لي:ألا تكون رجلاه مثل رجلاي؟ذهلت عندما لاحظت أن له قوائم أو فراقش مثل الآخر.جمد الماء في ركبتاي,وأخذت أنظر إلى رجلاي عساهما يتحولان إلى فراقش.صدقوني أنه لأول مرة تمنيت أن أكون مثلهما .أي أن تصبح لي كذلك فراقش ,كي أسلم شرهما.صرخت وصرخت,ثم هرولت خارج بناية الحمام,وأنا عريان.طالبا النجدة:أغيثوني,أغيثوني.الحمام مسكون,الحمام مسكون.تجمهر الناس من حولي.دلفوا الحمام.وكانت دهشتي كبيرة.لم يجدوا أحدا.لم يصدقوني طبعا,ونعتوني بالمجنون. |