عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-19, 17:03 رقم المشاركة : 1
si sajid
بروفســــــــور
إحصائية العضو








si sajid غير متواجد حالياً


important محمد أزوض: المعمار والفضاء المدرسيين


محمد أزوض: المعمار والفضاء المدرسيين
بواسطة: azoude
بتاريخ : الخميس 19-08-2010 10:58 صباحا

يلاحظ أن جميع أشكال و مواقع بناء المدارس المغربية خصوصا العمومية منها أنها تبنى على هامش الأحياء السكنية أو في ضواحي المدن بالنسبة للإعداديات والثانويات أو بعيدة عن الدواوير أو المداشر بالنسبة للمدارس الابتدائية وهذا يشكل تناقضا مع ضرورة تقريب المدارس من مرتاديها لمحاربة الهدر المدرسي والانقطاع الاضطراري عن الدراسة، كما أن شكل المعمار في المدارس يوحي بالغربة بين شكلها والبيئة الجهوية والمحلية، فتصبح المدرسة غريبة داخل محيطها وغير منسجمة مع واقع البيئة المحلية إلا في لون طلاء جدرانها، وغير محافظة على الطابع المعماري المغربي عكس مثلا المسجد. كما أن المواد المستعملة لبناء المدارس لا تناسب الفصول السنوية فبعضها خصوصا ذات البناء الجاهز باردة شتاء وحارة صيفا، كما أنها في الغالب لا تتوفر على سور واق ولا باب مما يجعلها ممر للعبور أو مقر للتسكع، مما يزيد من معاناة المتعلمين والمدرسين على السواء للبذل والعطاء في ظروف غير مريحة،

وغالبا ما نجد المدارس غير متوفرة على التجهيزات الأساسية وخصوصا مناطق للإستراحة ومزاولة أنشطة ترفيهية كالملاعب والساحات الخضراء وعند وجودها تكون مهملة وبحاجة لفنيين لصيانتها والاعتناء بها، ومن شأن هذه التجهيزات الأساسية أن تغذي نفسية التلميذ والمدرس على السواء وتزيل عنهما العياء وعبء العملية التعليمية التعلمية. لكن قد يتعلل البعض أن الاكراهات المادية وضرورة تعميم التعليم هي التي أفضت إلى هذا البناء المتسارع والعشوائي دون التفكير في جمالية المدارس والواقع النفسي للتلاميذ وحاجاتهم الذاتية، ومن الغريب أن نجد شكل البنايات تتشابه رغم اختلاف تلاميذ الابتدائي عن نظرائهم في الاعدادي والتأهيلي دون مراعاة اختلاف الأعمار بين التلاميذ وشكل البناء المتوافق مع كل شريحة من التلاميذ ومراحل نموهم، لكن تعميم التعليم ليس الشماعة التي نعلق عليها شكل البناء وموقعه وتجهيزاته وغالبا ما يتلاشى مع مر الأوقات فيصبح مشكلة مضافة في حد ذاتها، بسبب ضعف الصيانة والمحافظة عليها. كما أن فضاء المؤسسات لا يوفر للتلاميذ مجالا لقضاء أوقات فراغهم مما يؤدي بهم إلى البحث عن فضاءات أخرى خارج المؤسسة التعليمية مثل الحقول المجاورة والمقاهي والشارع وقاعات الألعاب... وهي أماكن تتفشى فيها سلوكات منافية للآداب وتروج فيها الممنوعات. فالإهتمام بشكل البناية لا يقل عن الاهتمام بموقع بناء المؤسسة وبالتالي تجاوز التخطيط العشوائي في البناء، وعندما نقوم بزيارة للمؤسسات التي خلفتها الإدارة الاستعمارية ننبهر بشكلها وكبر مساحتها وتوفرها على كل المرافق والتجهيزات بالمقابل نجد مؤسساتنا كومة من الاسمنت والأجور مصطفة الغرض منها هو احتواء التلاميذ فقط. لهذا وجب الاهتمام بالمعمار الجميل والقريب من بيئتنا العربية الإسلامية لأنها مؤسسات للعلم والمعرفة وليست أمكنة لإنتاج آلات ومواد استهلاكية كالمعامل والمصانع.

محمد أزوض
م م المعمل
الحوز

فضاءات






التوقيع

    رد مع اقتباس