عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-18, 06:28 رقم المشاركة : 1
الغندور سعيد
أستـــــاذ(ة) متميز
إحصائية العضو







الغندور سعيد غير متواجد حالياً


important مشروع التوريث يقفز في مصر من التكهنات إلى الملصقات في الشوارع


مشروع التوريث يقفز في مصر من التكهنات إلى الملصقات في الشوارع








لم تفاجأ الاوساط السياسية المصرية بالتقارير والمعلومات التي نشرتها بعض الصحف المعارضة والخاصة أمس، وكشفت فيها هوية الشخصية التي تقدم الدعم المالي لمجموعة محدودة من الأفراد اطلقت على نفسها "حملة دعم جمال مبارك" مرشحا للرئاسة، ولكن ربما كان الجديد في هذه التقارير هو اعتراف فتاة مجهولة تشارك في قيادة "الحملة" التي أعلنت عن نفسها فجأة مطلع الشهر الجاري، هو فقط قيمة المبلغ (مليونا جنيه) الذي سلمه رجل الاعمال ابرهيم كامل الى شخص مجهول آخر صار يقدم نفسه على انه منسق حملة دعم نجل الرئيس المصري لخلافة والده في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في أيلول 2011.
وقالت الفتاة التي تدعى إجلال سالم إن كامل، القيادي البارز في الحزب الوطني الحاكم والمقرب من جمال مبارك وشريكه في مشاريع تجارية خاصة، اعطى هذا المبلغ لمنسق الحملة مجدي الكردي كي يتمكن من الانفاق على آلاف الملصقات الدعائية التي علّقت فعلاً في بعض احياء القاهرة وعدد من المحافظات الاخرى حاملة صورة مبارك الأبن وشعار "جمال – مصر". غير ان الكردي سارع الى نفي أي علاقة للحملة برجل الاعمال، وقال انه "لم يلتقه قط ولم يتقاض منه أية اموال" وان كلفة نشاطات الحملة ومطبوعاتها تم تدبيرها من "تبرعات" لم يحدد مصدرها،متهما زميلته اجلال بأنها "مخرفة وتسعى الى دور".
وكانت حملة ترويج جمال مبارك رئيساً مقبلاً، والتي قفزت للمرة الاولى بمشروع "توريث" الحكم في مصر من دائرة التخمينات والتحليلات السياسية الى التحرك العملي المباشر على الارض، انطلقت ضمن سياق بدا غريبا جدا على تراث الحكم في بلد كمصر يتمتع فيه الجالس على قمة هرم السلطة بوضع شبه الهي تأبى صورته – في الشارع كما في أروقة الحكم – أي شريك آخر ولو كان من أسرته.
فما حصل في الأسبوعين الاخيرين لم يقتصر على محاولة منافسة صور الرئيس الأب بصور وملصقات لنجله فحسب، وإنما كانت هناك مظاهر اخرى اعتبرها كثيرون علامات لا تخطئها عين تشي ببداية صراع على السلطة يدور بين فريق في النظام لا يزال يلتزم المواقع والتقاليد القديمة وعلى رأسها الولاء المطلق للرئيس الحالي، وفريق ثان غالبيته الساحقة من "المستجدين" الذين صعدوا الى مقدم مشهد السلطة في البلاد خلال سنوات العقد الأخير عبر المصالح المالية التي نمت وتضخمت مستفيدة من الوجود في محراب نجل الرئيس والانخراط في "لجنة السياسات" التي يرأسها ويمارس من خلالها نفوذه الكاسح في الحزب الوطني الحاكم. هذا الفريق الأخير يبدو أن بعض أعضائه لم يعودوا قادرين على اخفاء مشاعر القلق من احتمالات المجهول التي باتت تغلف مستقبل الحكم في مصر بعد مبارك الأب خصوصاً بعد تكرار أزماته الصحية.
القلق هذا عبر عنه بوضوح رجل الاعمال ابرهيم كامل المتهم بتهمة لا ينفيها، وهي وقوفه خلف حملة ترويج جمال مبارك، إذ قال صراحة في تصريحات صحفية ادلى بها أخيرا أن الرئيس مبارك الذي يحكم البلاد من 30 سنة سيتجاوز عمره عند الاستحقاق الرئاسي المقبل 83 سنة بينما نجله جمال "يتمتع بحيوية وباطلاع واسع ومعرفة قوية بمشاكل البلد وملفات الحكم الرئيسية".
ولم يخف على معظم المراقبين دلالة صمت وتغاضي العديد من اجهزة الدولة ، بل مشاركة بعضها (وخصوصا الاجهزة الأمنية) في حملة ملصقات الدعاية لجمال مبارك وحماية القائمين بها وملاحقة واعتقال من قاموا بمحاولة الرد عليها بملصقات مضادة شعارها "جمال مبارك ـ مصر كبيرة عليك".

القاهرة – من جمال فهمي

http://www.annahar.com/*******.php?p...e=main&day=Wed





    رد مع اقتباس