عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-15, 15:08 رقم المشاركة : 15
محمد الورزازي المحمدي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية محمد الورزازي المحمدي

 

إحصائية العضو








محمد الورزازي المحمدي غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام المركز الأول في المسابقة الأدبية

افتراضي رد: انطلاق المرحلة الأولى من مسابقة رمضان الأدبية


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
تعميما للفائدة ، ارتأيت أن أزود الأخوة والأخوات بمجموعة من المعلومات الأساسية حول فن المقالة ، وذلك ليتسنى للراغبين في المشاركة في هذه المسابقة الانطلاق من أرضية نظرية واضحة تعينهم على إبداع مقالات مستوفية للشروط المتعارف عليها في الأوساط الأدبية والنقدية :
فلكتابة المقالة الأدبية شروط ومواصفات معينة ينبغي أن يعيها الكاتب، وأن يتقيد بها حين يمارس هذا اللون من الكتابة الأدبية.
لعل في مقدمتها أن تكون المقالة في حجم معين محدد، كالعمود الصحفي الواحد مثلاً؛ والخروج بها عن حد الحجم المعقول يفضي بها إلى أن تكون بحثاً أو دراسة.
وأمر آخر يتصل بالأسلوب، وهو أن تكتب بلغة عربية فصيحة، سلسة، واضحة، لا غموض فيها ولا التواء ولا إغراب، وهذا يعني أن تعرض الفكرة التي يراد عرضها عرضاً واضحاً، ولكن في لغة تخلو من الكلمات العامية التي لا تمت إلى الفصحى بصلة.
ولابد أن تشتمل المقالة على فكرة معينة يريد أن يطرحها الكاتب، أو مشكلة يريد أن يعرضها للمناقشة واقتراح الحل الذي يراه مناسباً.
وقد تكون الفكرة أو المشكلة أدبية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو سياسية، أو ما يتصل بشؤون الحياة وقضاياها.
ويتركب هيكل المقالة من المقدمة، والعرض، والخاتمة. ويشترط في المقدمة أن تكون إرهاصاً للفكرة أو المشكلة التي يراد عرضها، وذات صلة بها، وهذا مايسميه علماء البلاغة ببراعة الاستهلال.
والعرض هو طرح الفكرة أو المشكلة، ومناقشتها مناقشة واضحة من جميع جوانبها.
أما الخاتمة فتتضمن الحل المقترح غالباً.
ولابد أن تكون المقدمة والخاتمة أقصر من العرض؛ لأن مدار المقالة هو طرح الفكرة ومناقشتها، وهذا هو لب الموضوع وجوهره.
ونشأت المقالة في أحضان الصحافة، ولا سيما الصحافة اليومية؛ لأنه يناسبها هذا اللون من الكتابة الأدبية الخفيفة التي لا ترهق القارئ، ويجد الوقت لقراءتها في مختلف الظروف والأحوال.

*****
عناصر المقالة :
- المادة والأسلوب والخطة :
فالمادة هي مجموعة الأفكار والآراء والحقائق والمعارف والنظريات والتأملات والتصورات والمشاهد والتجارب، والأحاسيس والمشاعر والخبرات التي تنطوي عليها المقالة،ويجب أن تكون المادة واضحةلا لبس فيها ولا غموض ،وأن تكون صحيحة بعيدة عن التناقض بين المقدمات والنتائج ، فيها من العمق ما يجتذب القارئ،وفيها من التركيز ما لا يجعل من قراءتها هدراً للوقت،وفيها وفاء بالغرض، بحيث لا يُصاب قارئها بخيبة أمل ، وأن تكون فيها من الطرافة والجدة بحيث تبتعد عن الهزيل من الرأي، والشائع من المعرفة والسوقي من الفكر،وفيها من الإمتاع ، بحيث تكون مطالعتها ترويحاً للنفس وليس عبئاً عليها .
إن مهمة الكاتب ليست في إضعاف النفوس،بل في تحريك الرؤوس ،وكل كاتب لايثير في الناس رأياً،أو فكراً،أو مغزى يدفعهم إلى التطور،أوالنهوض ،أو السمو ، على أنفسهم ، ولا يحرك فيهم غيرالمشاعر السطحية العابثة ، ولا يقرُّ فيهم غير الاطمئنان الرخيص ، ولايوحي إليهم إلا بالإحساس المبتذل ، ولا يمنحهم غير الراحة الفارغة ولا يغمرهم إلا بالتسلية ، والملذات السخيفة التي لا تكوِّن فيهم شخصية ولا تثقف فيهم ذهناً ، ولا تربي فيهم رأياً ، لهو كاتب يقضي على نمو الشعب ، وتطور المجتمع .
- الأسلوب :
والأسلوب هو الصياغة اللغوية والأدبية لمادة المقالة، أو هو القالب الأدبي الذي تصب فيه أفكارها،ومع أن الكتَّاب تختلف أساليبهم ، بحسب تنوع ثقافاتهم ، وتباين أمزجتهم ، وتعدد طرائق تفكيرهم ، وتفاوتهم في قدراتهم التعبيرية ، وأساليبهم التصويرية ، ومع ذلك فلا بد من حدٍّ أدنى من الخصائص الأسلوبية ، حتى يصح انتماء المقالة إلى فنون الأدب .
فلا بد في أسلوب المقالة من الوضوح لقصد الإفهام ، والقوة لقصد التأثير ، والجمال لقصد الإمتاع ، فالوضوح في التفكير ، يفضي إلى الوضوح في التعبير ، ومعرفة الفروق الدقيقة ، بين المترادفات ثم استعمال الكلمة ذات المعنى الدقيق في مكانها المناسب ، سبب من أسباب وضوح التعبير ودقته ؛ ووضوح العلاقات ، وتحديدها في التراكيب سبب في وضوح التركيب ودقته ، فهناك فرق شاسع بين الصياغتين (يُسمح ببيع العلف لفلان ـ يسمح لفلان ببيع العلف ).
والإكثار من الطباق يزيد المعنى وضوحاً ، وقديماً قالوا : (وبضدها تتميز الأشياء ) واستخدام الصور عامة ، والصور البيانية خاصة ، يسهم في توضيح المعاني المجردة .

- القوة في الأسلوب :
والقوة في الأسلوب سبب في قوة التأثير ، فقد يسهم الأسلوب في إحداث القناعة ، لكن قوة الأسلوب تحدث موقفاً . وتأتي قوة الأسلوب من حيوية الأفكار ودقتها ومتانة الجمل وروعتها، وكذلك تسهم في قوة الأسلوب الكلمات الموحية ، والعبارات الغنية ، والصورة الرائعة والتقديم والتأخير ، والإيجاز والإطناب ، والخبر والإنشاء ، والتأكيد والإسناد ، والفصل والوصل .
- الجمال في الأسلوب :
إذا كان الوضوح من أجل الإفهام ، والقوة من أجل التأثير ، فالجمال من أجل المتعة الأدبية الخالصة ، وحينما يملك الكاتب الذوق الأدبي المرهف والأذن الموسيقية ، والقدرات البيانية ، يستطيع أن يتحاشى الكلمات الخشنة والجمل المتنافرة ، والجرس الرتيب ، وحينما يوائم بين الألفاظ والمعاني ويستوحي من خياله الصورة المعبرة، يكون أسلوبه جميلاً .
- الخطة :

والعنصر الثالث من عناصر المقالة هو،الخطة ويسميها بعضهم الأسلوب الخفي وهي المنهج العقلي الذي تسير عليه المقالة ، فإذا اجتمعت للكاتب أفكارٌ وآراء يريد بسطها للقراء ، وكان له من الأسلوب ما يستطيع أن تشرق فيه معانيه ، وجب ألا يهجم على الموضوع من غير أن يهيء الخطة التي يدفع في سبيلها موضوعه .
والخطة تتألف من مقدمة ، وعرض ، وخاتمة ، والمقدمة هي مدخل وتمهيد لعرض آراء الكاتب ، ويجب أن تكون أفكار المقدمة بديهية مسلماً بها ، ولا تحتاج إلى برهان ، وأن تكون شديدة الاتصال بالموضوع وأن تكون موجزة ، ومركزة ومشرقة .
وأما العرض ، فهو صلب الموضوع ، وهو الأصل في المقالة ، وفيه تعرض أفكار الكاتب عرضاً صحيحاً ، وافياً متوازناً ، مترابطاً متسلسلاً ويُستحسن أن يمهد الكاتب لكل فكرة ، ويربطها بسابقتها ، ويذكر أهميتها ويشرحها ، ويعللها ، ويوازنها مع غيرها ، ويذكر أصلها وتطورها ويدعمها بشاهد أدبي ، أو تاريخي ، ويُفضل أن تُعرض كل فكرة رئيسة في فقرة مستقلة .
والخاتمة تلخص النتائج التي توصل إليها الكاتب في العرض ، ويجب أن تكون واضحة ، صريحة ، حازمة .
ومما يتصل بالحديث عن عناصر المقالة الحديث عن أنواعها :
فمن حيث الموضوع هناك المقالة الاجتماعية ، والسياسية ، ومن حيث الأسلوب ، هناك المقالة العلمية ، والأدبية ، ومن حيث الطول ، هناك المقالة المطولة ، والخاطرة ، ومن حيث اللبوس الفني ، هناك المقالة القصصية ، والتمثيلية ، ومقالة الرحلات ، ومقالة الرسالة ، ومن حيث موقف الكاتب هناك الذاتية ، والموضوعية ، ومن حيث طرق نقلها إلى الجمهور ، هناك المقالة المقروءة ، والمسموعة ، والمنظورة .


****
أنواع المقالة :


1 - المقالة العلمية :
موضوعاتها علمية ، وأهدافها تبسيط الحقائق العلمية ، وتيسير نقلها إلى الجمهور. ويتميز أسلوب المقالة العملية بالمباشرة والدقة في استخدام الألفاظ ، والسهولة في صوغ العبارات ، والبعد عن التأنق والزينة ولا تلبس المقالة العلمية من الأدب إلا أرق ثوب .
2 - المقالة الأدبية :
وهي قطعة من الشعر المنثور ، تشف عن ذات الأديب ، وتعبر عن مشاعره ، وتنطلق مع خياله ، وترسم ملامح شخصيته ، أسلوبها أدبي محض ، ففيها ماشئت من عواطف جياشة ، وخيال عريض ، وصور مترفة وأسلوب رشيق

3 - الخاطرة :

مقالة قصيرة جداً تحتل بعض الزوايا في الصحف ، والمجلات وتعتمد على أسلوب الخطف في معالجة الموضوعات ، وتتميز بالطابع الذاتي وتشيع فيها السخرية ، ولها مذاق عذب في نفس القارئ ، وهي أشبه شيء بالرسم الكاريكاتوري .

ملحوظة : أشير في النهاية ، من باب الأمانة العلمية ، إلى أنني جمعت هذه المادة من عدد من المواقع ، فنقحتها وصححت ما بها من الأخطاء ، ثم قمت بحذف ما بدا لي فيها إطنابا غير مبرر .
وأشير إلى أنه يكفي أن تطلب

"فن المقالة" من غوغل ليزودك بسيل عارم من المعطيات حول هذا الفن الجميل .

مودتي ومتمنياتي للجميع بالتوفيق ، وتقبل الله صيامكم .








التوقيع

ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه
( أبو الطيب المتنبي )
***********

آخر تعديل محمد الورزازي المحمدي يوم 2010-08-15 في 15:18.
    رد مع اقتباس